ألمانيا تبدأ تشغيل أول خط في العالم للقطارات التي تسير بوقود الهيدروجين

القدس العربي :

برلين – أ ف ب: أطلقت ألمانيا الأربعاء خطاً جديداً للسكك الحديد يعمل بالكامل بالهيدروجين في «سابقة عالمية» تشكّل تقدماً مهماً نحو التوقف عن استخدام الكربون في تشغيل القطارات، رغم التحديات التي يطرحها هذا الابتكار.
وسيحلّ أسطول من 14 قطاراً من صنع شركة «ألستوم» الفرنسية محل القطارات الحالية العاملة بالديزل على سكك تمتدّ مئة كيلومتر تقريبًا تربط بين مدن كوكسهافن وبريمرهافن وبريمرفورد وبوكستهود في منطقة ساكسونيا السفلى (شمال).
أصبحت القطارات التي تسير بقوة الهيدروجين وسيلة واعدة لإزالة الكربون من قطاع السكك الحديدية واستبدال الديزل الذي لا يزال يشغِّل 20% من وسائل النقل في ألمانيا.
ولفتت شركة النقل في ساكسونيا السفلى إلى أن الأسطول الجديد الذي كلّف 93 مليون يورو سيُجنّب إطلاق 4400 طنّ من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون كلّ عام.
ووقّعت المجموعة الفرنسية أربعة عقود من أجل توفير عشرات القطارات العاملة بالهيدروجين في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، في غياب أي مؤشر إلى تراجع الطلب.
ويعتبر ستيفان شرانك، مدير مشروع قطارات الهيدروجين في «ألستوم» أن ألمانيا وحدها «قد تستبدل بين 2500 و3000 قطار ديزل بقطارات هيدروجين».
ويؤكّد ألكساندر شاربانتييه، الخبير في السكك الحديدية في شركة «رولان بيرجيه» للاستشارات الإدارية، أنه «بحلول عام 2035، قد تعمل بين 15% و20% من الشبكة الأوروبي الإقليمي بالهيدروجين».
وقطارات الهيدروجين مناسبة جدًا للخطوط الصغيرة في المناطق حيث تكلفة الانتقال إلى القطارات الكهربائية أعلى من الربحيّة التي يؤمنها الخطّ.
ويعمل حاليًا نحو 50% من القطارات الإقليمية في أوروبا بالديزل.
ودخل أيضًا منافسو «ألستوم» السباق للعمل على مشاريع مشابهة. فقد كشفت شركة «سيمنز» الألمانية عن نموذج أولي لقطار وقوده الهيدروجين في أيار/مايو الماضي، بهدف بدء تشغيله اعتباراً من عام 2024. يذكر أن البُنى التحتية المناسبة لاستيعاب تقنيات الهيدروجين في ألمانيا – وفي سائر أنحاء أوروبا – غير كافية، رغم إعلان برلين في العام 2020 عن خطة بقيمة سبعة مليارات يورو لتُصبح الرائدة في مجال الهيدروجين، وتتطلّب استثمارات هائلة.
ويوضح شاربانتييه «لهذا السبب، لا نتوقع أن يحصل استبدال قطارات الديزل بقطارات هيدروجين بنسبة 100%».
يذر أن تصنيع الهيدروجين قد يتطلّب تفاعلات كيميائية تستخدم الكربون. لذلك يعتبر الخبراء أن «الهيدروجين الأخضر» وحده، والذي يُصنّع من خلال طاقات متجددة، مستدام.

… وتوقع مع كندا اتفاقية لإنتاج وتوريد الهيدروجين الأخضر

تورنتو/برلين – د ب أ: وقعت ألمانيا وكندا في وقت متأخر من مساء الثلاثاء اتفاقية تعاون لإنتاج ونقل الهيدروجين.
ويهدف البلدان إلى «تعزيز التعاون في جميع الجوانب الضرورية لبدء اقتصاد الهيدروجين وإنشاء سلسلة إمداد عبر المحيط الأطلسي للهيدروجين قبل عام 2030، مع تسليم أول دفعة بحلول عام 2025» حسبما تنص الاتفاقية. وتصيغ الاتفاقية خطط كندا لضخ مليارات الدولارات في تطوير التكنولوجيا والبنية التحتية لإنتاج الهيدروجين، والتزام ألمانيا بدعم المستوردين المحليين في إنشاء ممر تجاري دولي.
ووصف رئيس الوزراء الكندي ترودو الاتفاقية بأنها «خطوة تاريخية إلى الأمام من أجل مستقبلنا المشترك»، وقال «هدفنا واضح، وهو العمل على الصادرات الأولية للهيدروجين الكندي إلى ألمانيا بحلول عام …2025، ونتائجنا واضحة أيضاً وهي خلق وظائف للطبقة المتوسطة وتحقيق النمو المحلي مع توفير الطاقة النظيفة التي ستساعد في مكافحة تغير المناخ»
من جانبه ذكر المستشار الألماني شولتس الذي شارك في توقيع الاتفاقية أنها سترتقي بالشراكة وأنها «خطوة مهمة ليس فقط لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية الثنائية، لكن أيضا لإمدادات الطاقة المستدامة للمستقبل»
وتعتبر مقاطعة نيوفندلاند، حيت تم توقيع الاتفاقية موقعاً مناسباً لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وهي عملية تُجرى بمساعدة الطاقة المتجددة. فهي ذات كثافة سكانية منخفضة وتحظى بالكثير من الرياح ومساحات كبيرة لإنتاج الكهرباء.
يذكر ان استخدام الهيدروجين كوقود لا تصدر عنه أي انبعاثات كربونية، وإنما بخار ماء فقط. ويتم إنتاجه بالتحليل الكهربائي للماء إلى عنصريه المكوِّنين وهما الأوكسجين والهيدروجين.
ويعتبر الهيدروجين أخضر إذا كان إنتاجه يتم باستخدام كهرباء مولدة من مصادر الطاقة المتجددة كأسعة الشمس أو الرياح.
غير أن تكلفة إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون حاليا أغلى من كلفة شراء الغاز الطبيعي، لكن الخبراء يعتقدون أن الهيدروجين لديه القدرة على تقليل تكاليف الطاقة على المدى المتوسط. ومع ذلك، لم تكتمل بعد مراكز إنتاج الهيدروجين الصناعية.
ومن المقرر بناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا المستعملة في نقله في قرية بوينت تابر في مقاطعة نوفا سكوشا الكندية. ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري له في أوائل عام 2025».

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

“فايننشال تايمز” : الاتحاد الأوروبي سيمنح تونس 165 مليون يورو لكبح الهجرة غير الشرعية

RT : قالت صحيفة “فايننشال تايمز” يوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لقوات الأمن التونسية …