رأس السنة الهجرية وعاشوراء فتنتا كل عام …فرح وحلوي عند السنة ولطم و بكاء عند الشيعة

بقلم :

خالد محيي الدين الحليبي 

مركز القلم للأبحاث والدراسات 

يقول تعالى :

{ ذلك مبلغهم من العلم }

صدق الله العلي العظيم هذا وصف وصفه الله تبارك وتعالى لفئة من أمة محمد صلى الله عليه وآله كان علمها بسيط  فقدت كثير من العلوم الحقيقية والصحيحة ولا تعلم عن دين الله إلا القليل من النقولات وقال زيد وعمر من الناس واتفق فلان مع فلان واختلف آخر معه ذلك مبلغ علمهم .

والسؤال هنا :

بعد أن قدموا أبي بكر في الغار وهو يبكي على من نام في فراش رسول الله ليقتل فداءاً له صلى الله عليه وآله و هذه فتنة غير ثابته قد ينتبه لها العلماء والثانية ثابتة قائمة على الاحتفال بيوم عاشوراء بالصيام و الذبائح والحلوى وبين الغير ثابتة والثابتة فهى مرة أو مرتين كل عام كما في قوله تعالى { أفلم يروا أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين } أي أن هناك فتنة ثابتة وأخرى قد ينتبه لها العلماء والدعاه

فمن الأمة من يذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وما حدث لهم من ابتلاء قرشي قبل الهجرة وافتداء الإمام علي (عليه السلام) له والشطر الآخر مجمع على الاحتفال بيوم مقتل أهل بيت النبي عليهم السلام  في العاشر من المحرم الحرام الذي قال فيه الشاعر سليمان التيمي الهاشمي  :

[ عين جودي بعبرة وعويل واندبي ان ندبت آل الرسول

ستة كلهم لصلب علي قد اصيبوا وسبعة لعقيل

واندبي ان بكيت عونا اخاهم ليس فيما ينوبهم بخذول

وسمي النبي غودر فيهم قد علوه بصارم مصقول

واندبي كهلهم فليس اذا ما عدّ في الخير كهلهم كالكهول

فلعمري لقد اصيب ذوو القربى فبكى على المصاب الجليل

فإذا ما بكيت عيني فجودي بدموع تسيل كل مسيل] 

وهؤلاء المحتفلين كأنهم ينسبون للنبي عدم إخباره وعلمه بما سيحدث في هذا اليوم لأهل بيته عليهم السلام وقال لهم احتفلوا وصوموا واذبحوا وذلك اتهام للنبي في نبوته وهو صاحب الوحي لأنه

في عاشوراء قتلت هذه الأمة 19 رجلاً  من أهل بيته أبيدوا على يد الأمويين ثم يزعمون بأن النبي قد أمر بصيامه والإحتفال به نكاية في أهل بيت النبي وشيعتهم ومحبيهم الذين يبكون ويلطمون و يحزنون في ذلك اليوم كلما جاء تاريخ هذه الواقعة الأليمة ولا  يفرح في ذلك اليوم الأسود على أهل بيت النبي (عليه السلام)  إلا فاسق أو زنديق و ذلك لأنها تهمة في حق رسول الله صلى الله عليه و آله بأنه كان لا يعلم ما سيحدث في عاشوراء سنة 62 هـ لأهل بيته بعد أن أخبر الأمة بما هو كائن إلى يوم القيامة وهذا محال أن ينسب للنبي صلى الله عليه وآله  .

وإليكم البحث الخاص بمركز القلم للأبحاث والدراسات ولقد نشرناه من قبل  ولأهميته نعيد نشره في كل مناسبة ليعلم الناس أمر الفتنتين التي يتعرضون لها كل سنة ينجح في تجاوزها من كتبه الله من السعداء ويسقط فيها كل منافق يبغض رسول الله وأهل بيته عليهم السلام وهو يدعي حبهم .

مركز القلم للأبحاث والدراسات

 

يقول تعالي :

 

{ أولم يروا أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذكرون- التوبة }

 

أولاً : بيان الآية ببيان القرآن بالقرآن لنعلم مراد الله تعالى منها  :

 

(أولم يروا)

ورود لفظ رأي ويروا هنا في قوله تعالى : { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ – الأعراف 146 } . والآية فيها دلالة على أن هناك من أعرضوا عن دعوة رسول الله لهم وتكبروا في الأرض بغير الحق وبشرهم الله تعالى بالعذاب الأليم وبدايته رفضهم الإيمان بأي آية تأتي من عند الله تعالى كما ورود الآيات ( أولم يروا)  هنا  وهم أهل مكة في الجاهلية لورود هذه الآيات في قوله تعالى  : { أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم – العنكبوت 67 } . وقد فعلوا ذلك فكان منهم من يستهزئ برسول الله صلى الله عليه وآله كما في أسباب نزول الآية : {وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا – الفرقان 41 } ومنهم منافقون تم دسهم على رسول الله صلى الله عليه وآله لإجهاض دعوته إلى الله تعالى وصدوا عن سبيل الله كما في قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا  فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا  – النساء 61-62 }

وهذا الصد كان عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله و الإيمان بكتاب الله تعالى فأخذوا بالجدال والتشكيك في آيات الله تعالى والخوض فيها كما في قوله تعالى عن نهي رسول الله صلى الله عليه وآله عن مجالستهم والخوض معهم في آيات الله  كما في قوله تعالى : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ  – الأنعام 68 } . وإذا كان هذا حدث مع رسول الله صلى الله عليه وآله والذي قال عن نفسه أنا ابن الذبيحين وهو سيدنا إسماعيل الذي افتداه ربنا عز وجل بكبش عظيم والموضوع معروف لدى كل المسلمين كذلك افتدى سيدنا عبد المطلب (عليه السلام)  عبد اللهو الد النبي صلى الله عليه وآله  عندما قرر نذره قرباناً لبيت الله الحرام ذبحا و قد تم فداء سيدنا إسماعيل  من قبل كما في قوله تعالى: { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ  قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ- الصافات 102} .

وإذا كانت الآية تشير إلى نذر وذبح لوالد رسول الله صلى الله عليه وآله فقد نذر كفار مكة ذبح رسول الله قرباناً لآلهتهم فحاولوا قتله أكثر من أثنتي عشرة مرة قرباناً لآلتهم مناة و اللات والعزى وغيرهم من الأصنام كما في قوله تعالى { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّىٰ  وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَىٰ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَىٰ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ  إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَىٰ  – النجم 19-23 } .

وإذا كان ذلك حدث مع رسول الله صلى الله عليه وآله فما بالنا بما فعلوه ويفعلوه في ذريته حتى الآن وإلى أن يشاء الله تعالى رفع ماهم عليه من ضلال فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله باستخلاف أمير المؤمنين علي عليه السلام في غدير خم  وأمر بطاعو وولاية ونصرة الأئمة الأثنني عشر من ذريته  بعد أن نص عليهم إسماً إسماً كما في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعددهم  إثني عشرا إماماً على عدة نقباء بني إسرائيل الذين رأي فيهم أخوهم يوسف مناماً قال تعالى فيه : { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ  – يوسف 4} .

والآية فيها إشارة لطيفة بأن أمر الفتنة في كل عام هو أمر يخص أهل بيت النبي وإمامتهم كل عام فلما تأخر رسول الله صلى الله عليه وآله أمر استخلاف أمير المؤمنين والأئمة من ذريته حذره الله تعالى قائلاً : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من بك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس – المائده} .

وهنا عندما علم المنافقون وكفار قريش بالأمر انطلقوا إلى حملة تقوم على شقين الأول الحط من رسول الله وذريته والثاني إطلاق حملة واسعة من توزيع المناقب والمدائح في منافقيهم ورجالهم على أن منهم محدثون ومنهم من كان أولى بالنبوة إن لم يبعث لها نبي الله صلى الله عليه وآله ثم توسعوا أكثر وجاءوا بها عريضة بعدما أعلنوا أن رسول الله يخطئ و الله تعالى يحكم بصواب رأي الخليفة الثاني عمر  وكان ذلك بدعم من بعض أهل الكتاب الذين تركوا كتاب ربهم ليؤمنوا بالجبت والطاغوت كما في قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا –  النساء 49-51 } .

وهؤلاء حقت عليهم كلمة الله تعالى أنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم فلا يؤمن الخوارج بولاية أهل بيت النبي أبداً إلا بالقتل أو الضرب الشديد  قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ – يونس 96-97 } .

ولذلك قال صلى الله عليه وآله في الخوارج [” اقتلوهم فإن في قتلهم أجر يوم القيامة لمن قتلهم “] وقال أيضاً [ ” من قتلهم كان أولى بالله منهم “] وذلك لأنهم من الذين حق عليهم القول أنهم لا يؤمنون وهؤلاء سيظلوا كل عام يعلنون كفرهم وخروجهم على كتاب الله وولاية أهل بيته عليهم السلام كما في الآية هنا { أولم يروا أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذكرون التوبة } وهؤلاء سيمتعهم الله تعالى سنين كما في قوله تعالى : { أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جائهم ما كانوا يوعدون – الشعراء 205 } ثم يحل بهم العذاب الأليم الذي تراه هذه الأيام بين بلاد العالمين العربي والإسلامي كله حتى يرجعوا إلى ولاية الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله)  أهل بيته عليهم السلام وهو العذاب الثاني الذي توعدهم الله تعالى فيه في قوله تعالى : {سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم –التوبة } .

وأما :

(أنهم)

وهنا هذا اللفظ من كتاب الله تعالى يشير إلى إسلام طائفة من قريش نفاقاً كما في قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا – النساء }

ثم يبين تعالى أنهم لو آمنوا وفعلوا ما يوعظون به في كتاب الله لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة قال تعالى  { ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا – النساء 66 } ولكنهم شاقوا الله ورسوله بعد إيمانهم قولاً فقط دون العمل نفاقاً لذلك بشرهم الله تعالى  بالعذاب الأليم في قوله تعالى { ذَٰلِكَ بأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ – الانفال 13 } بالتالي لما كروهوا مانزل الله هنا قد اتبعوا ما أسخط الله تعالى عليهم في قوله تعالى { ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ – محمد 28 }

 

وما فعلوا ذلك إلا كراهية شرع الله وحكمه وتقديم غيره عليه من طواغيت قال تعالى { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم – محمد 9 } وهنا كفروا بعد إيمانهم كما في قوله تعالى { ذَٰلِكَ بِ أَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ – المنافقون3 } وهنا لما خرجوا على شرع الله تعالى قاتلوا أهل بيته وصحابته الذين تولوه تعالى ورسوله وأهل بيسته عليهم السلام ظلماً وعدواناً فال تعالى { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ – الحج 39 } وهؤلاء أنذرهم الله تعالى وحذرهم من فتنة كل عام يعلنون فيها كفرهم كل عام في قوله تعالى هنا  { أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون – التوبة 126 }

 

وأما :

 

( يفتنون)

الفتنة يقول في تعريفها الصحابي الجليل ابو حذيفة [ ” الفتنة أن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تتبع ” – مصنف ابن ابي شيبة ] .

[ وفتن من الحسي : الإحراق بالنار والفتين من الأرض حرة السوداء كأنها محرقة والمفتون كل ما غيرته النار – معجم الفاظ القرآن ] يقول تعالى : { يوم هم على النار يفتون – الذاريات 13 }

[ ويستعمل الفتنة فيراد بها الحرب والإثم أو الضلال مثل قوله تعالى : {كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها – النساء 91} وقال تعالى { ولكنكم فتنتم أنفسكم – الحديد 14 } – معجم الفاظ القرآن ] .

[ والفتنة اختبار  : لقوله تعالى { إنما نحن فتنة فلا تكفر-  القرة 102 } وقال تعالى عن عجل بني إسرائيل { قال ياقوم إنما فتنتم به – طه 90} – معجم ألفاظ القرآن باب الفاء فصل التاء والنون] .

ويبين الله تعالى أنه جعل الشر والخير فتنة للناس ليختبرهم يبتليهم أيهم أحسن عملا قال تعالى

وأول فتنة حذر الله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ  – الأنبياء 35} .

وأول فتنة شر حذر الله تبارك وتعالى منها فتنة الشيطان الذي يغير دين العبد ومن ثم  يدخله الله تعالى ناراً يفتن فيها حرقاً فقال تعالى :  { يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ  – الأعراف 27 } .

ثم يبين تعالى أنه بعث النبيين والمرسلين فتنة للناس كما في قوله تعالى { إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ – الدخان 15-17} .

وببعثة النبيين والمرسلين ثم أئمة أهل البيت عليهم السلام يحسدهم حزب الشيطان الخارج على حكم الله تعالى كما في قوله عز وجل : { وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ –  الأنعام 53} . وهنا يبين تعالى أن الناس لا يحسبون أنهم سيقولون آمنا بالله وهم لا يفتنون باختبار من الله تعالى قال تعالى { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ – العنكبوت 2-3 }

 

وأول فتنة تكون ببعثة النبيين والمرسلين ثم إمامة أهل بيت النبي عليهم السلام وهنا يعترض المنافقون كما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله قد صدقناك في نبوتك واما ترفع علينا ربعي ابن عمك فلا  … الحديث

ورد في أحاديث السنة والشيعة أسماء عديدة لأشخاص اعترضوا على إعلان النبي(صلى الله عليه وآله) ولاية علي(عليه السلام) في غدير خم .
ويفهم منها أن عددا منها تصحيفات لاسم شخص واحد، ولكن عددا آخر لا يمكن أن يكون تصحيفا، بل يدل على تعدد الحادثة، خاصة أن العقاب السماوي في بعضها مختلف عن الاخر. . وهم : جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري. . الحارث (الحرث) بن النعمان الفهري. . النعمان بن المنذر الفهري عمرو بن عتبة المخزومي. . النضر بن الحارث الفهري. . الحارث بن عمرو الفهري. . النعمان بن الحارث اليهودي. . وعمرو بن الحارث الفهري. رجل من بني تيم. . رجل أعرابي. . . ورجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة . وكل هؤلا قرشيون إلا الربيعي واليهودي إذا صحت روايتهما! وليس فيهم أنصاري واحد. وخلاصة الحادثة : أن أحد هؤلاء الأشخاص أو أكثر اعترض على النبي(صلى الله عليه وآله) واتهمه بأن إعلانه عليا(عليه السلام) وليا على الأمة، كان عملا من عنده وليس بأمر الله تعالى! ولم يقتنع بتأكيد النبي((صلى الله عليه وآله) له، بأنه ما فعل ذلك إلا بأمر ربه! وذهب المعترض من عند النبي(صلى الله عليه وآله) مغاضبا وهو يدعو الله تعالى أن يمطر الله عليه حجارة من السماء إن كان هذا الامر من عنده. . فرماه الله بحجر من سجيل فأهلكه! أو أنزل عليه نارا من السماء فأحرقته! وهذه الحادثة تعني أن الله تعالى استعمل التخويف مع قريش أيضا، ليعصم رسوله(صلى الله عليه وآله) من تكاليف حركة الردة التي قد تقدم عليها . . وبذلك تعزز عند زعماء قريش الاتجاه القائل بفشل المواجهة العسكرية مع النبي(صلى الله عليه وآله) وضرورة الصبر حتى يتوفاه الله تعالى! وفي هذا الحديث النبوي ، والحادثة الربانية. مسائل وبحوث عديدة :

 

المسألة الأولى في المصادر :

 

لم تختص بروايته مصادرنا الشيعية بل روته مصادر السنيين أيضا ، وأقدم من رواه من أئمتهم : أبو عبيد الهروي في كتابه: غريب القرآن. – قال في مناقب آل أبي طالب:2/240 : أبو عبيد، والثعلبي، والنقاش، وسفيان بن عينيه، والرازي، والقزويني، والنيسابوري، والطبرسي، والطوسي في تفاسيرهم، أنه لما بلغ رسول(صلى الله عليه وآله) بغدير خم ما بلغ، وشاع ذلك في البلاد ، أتى الحارث بن النعمان الفهري وفي رواية أبي عبيد: جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال: يا محمد ! أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبالصلاة، والصوم ، والحج، والزكاة ، فقبلنا منك، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه! فهذا شي منك أم من الله؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي لا إله إلا هو إن هذا من الله. فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله ، وأنزل الله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع . .) الآية . انتهى . وقد أحصى علماؤنا كصاحب العبقات ، وصاحب الغدير ، وصاحب إحقاق الحق ، وصاحب نفحات الأزهار ، وغيرهم . . عددا من أئمة السنيين وعلمائهم الذين أوردوا هذا الحديث في مصنفاتهم ، فزادت على الثلاثين . .
نذكر منهم اثني عشر :
1- الحافظ أبو عبيد الهروي المتوفى بمكة 223 في تفسيره ( غريب القرآن )

2-  أبو بكر النقاش الموصلي البغدادي المتوفى 351 في تفسيره ( شفاء الصدور (

3- أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري التوفي 427 في تفسيره ( الكشف والبيان (

4- الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب ( أداء حق الموالاة (

5-  أبو بكر يحيى القرطبي المتوفى 567 في تفسيره

6- شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 في تذكرته

7- شيخ الإسلام الحمويني المتوفى 722 روى في فرائد السمطين في الباب الثالث عشر قال : أخبرني الشيخ عماد الدين الحافظ بن بدران بمدينة نابلس ، فيما أجاز لي أن أرويه عنه إجازة ، عن القاضي جمال الدين عبد القاسم بن عبد الصمد الأنصاري إجازة ، عن عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي إجازة ، عن الامام أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي قال : قرأت على شيخنا الأستاذ أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره : أن سفيان بن عيينة سئل عن قوله عز وجل : سأل سائل بعذاب واقع فيمن نزلت فقال . . . .
8-  أبو السعود العمادي المتوفى 982 قال في تفسيره 8 ص 292 : قيل هو الحرث بن النعمان الفهري ، وذلك أنه لما بلغه قول رسول الله ( عليه السلام ) في علي ( رض ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال . . . .
9- شمس الدين الشربيني القاهري الشافعي المتوفى 977 قال : في تفسيره السراج المنير 4 ص 364 : اختلف في هذا الداعي فقال ابن عباس : هو النضر بن الحرث ، وقيل : هو الحرث بن النعمان . . .
10- الشيخ برهان الدين علي الحلبي الشافعي المتوفى 1044 ، روى في السيرة الحلبية 3 ص 302 وقال : لما شاع قوله صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه في ساير الأمصار وطار في جميع الأقطار ، بلغ الحرث بن النعمان الفهري . . . . إلى آخر لفظ سبط ابن الجوزي .
11- شمس الدين الحفني الشافعي المتوفى 1181 ، قال في شرح الجامع الصغير للسيوطي 2 ص 387 في شرح قوله (صلى الله عليه وآله) : من كنت مولاه فعلي مولاه

12- أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح المواهب اللدنية، ص 13 .

وكذلك قال الخليفة الثاني عمر (ر) لابن عباس (ر)  كرهت قريش ان تجمع لكم النبوة والامامة

[ قال عبدالله بن عمر:كنت عند أبي يوماً، وعنده نفر من الناس، فجرى ذكر الشعر،فقال: مَنْ أشعرُ العَرب ؟ فقالوا: فلان وفلان، فطلع عبدالله بن عباس، فسلّم وجلَس، فقالعمر: قد جاءكم الخبير، مَنْ أشعرُ الناس يا عبدالله ؟قال: زهير بن أبى سلمى.قال: فأنشدْني مما تستجيده له.فقال: يا أمير المؤمنين، إّنه مدح قوماً من غطفان، يقال لهم بنوسنان، فقال:

لو كان يقـعد فوق الشمس من كرم‌ٍ قومٌ بأوَّلـهــمْ أو مجدِهمْ قعدوا
قـــوم أبـوهم سنان حين تَنسبُهُم‌ْ طابوا وطاب من الاولاد ما وَلَدُوا
إنسٌ إذا أمـِنـوا، جِنٌّ إذا فزعـوا مُرَزَّؤُون بها لـيــلٌ إذ جُهِدوا
مُحسّدون على مـا كــان من نعم‌ٍ لا ينزع الله منهم ماله حـُـسِدوا

فقال عمر: والله لقد أحسن، وما أرى هذا المدح يصلح إلاّ لهذا البيتمن هاشم، لقرابتهم من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.فقال ابن عباس: وفّقك الله يا أمير المؤمنين، فلم تزل موفقا.

فقال: يابن عباس، أتدري ما منع الناس منكم ؟قال: لا يا أمير المؤمنين.

قال: لكني أدري. قال: ما هو يا أمير المؤمنين ؟

قال: كرهتْ قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة، فيجخِفواجِخْفا (يتكبرون) ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت.

فقال ابن عباس: أيَميطُ أمير المؤمنين عنّي غضبه فيسمع ؟قال: قل ما تشاء.

قال: أما قول أمير المؤمنين: إن قريشاً كرهـت، فـإن الله تعالىقال لقِوم:  { ذَلِك بأنّهُمْ كَرِهُوا ما أنزل الله فأحبط‍ أعْمَالهُمْ-  محمد 9} .

واّما قولك: (إنّا كنّا نجخف)، فلو جَخَفْنا بالخلافة جَخَفْنا بالقرابة،ولكنّا قوم أخلاقُنا مشتقةٌ من خُلق رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ الذيقال الله تعالى: { وَإنّك لَعَلَى خُلقٍ عظيم – الشعراء 215}  ، وقال له : {  وَاخْفِضجَنَاحَكَ لِمَنِ اتبعكَ من المؤمنين – القصص 68 }

وأما قولك: «فإن قريشا اختارت»، فإنّ الله تعالى يقول : { وربك يخلُقُ ما يشاء ويختارُ ما كان لَهُمُ الخَيَرة- الأحزاب 33}

وقد علمت يا أمير المؤمنينأن الله اختار من خلقه لذلك مَنْ اختار ، فلو نظرتْ قريش من حيث نظرالله لها لوفقت وأصابت قريش.

فقال عمر: على رسْلك يابن عباس، أبت قلُوبكم يا بني هاشم إلاغِشّا في أمر قريش لا يُزول، وحقدا عليها لا يَحول.

فقال ابن عباس: مَهْلاً يا أمير المؤمنين ؟ لا تنسُب هاشما إلى الغشّ،فإن قلوبهم من قلب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ الذي طهّره الله وزكّاه،وهم أهلُ البيت الذين قال الله تعالى لهم : {إنما يرُيدُ الله ليُذهِبَ عنكم الرجسَ أهْل البيت ويُطَهِّرَكم تطهيرا – الأحزاب }

وأما قولك: «حقدا» فكيف لا يحقد من غُصِب شيئه، ويراه في يد غيره.

فقال عمر: أما أنت يا بن عباس، فقد بلغَني عنك كلامٌ أكره أنأخبرك به، فتزول منزلتك عندي.

قال: وما هو يا أمير المؤمنين ؟ أخبرني به، فإنْ يكُ باطلاً فمثلي أماط الباطلَ عن نفسه، وإنْ يكُ حقا فإنّ منزلتي لا تزولُ به.

قال: بلغني أنّك لا تزال تقول: أُخِذَ هذا الامر منك حسدا وظلما.

قال: أمّا قولك يا أمير المؤمنين: (حسدا)، فقد حسد إبليس آدم،فأخرجه من الجّنة، فنحن بنو آدم المحسود.

وأما قولك: «ظلما» فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحقِّ من هو !ثم قال: يا أمير المؤمنين، ألم تحتجّ العرب على العجم بحق رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ، واحتّجت قريش على سائر العرب بحقّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ! فنحن أحقُّ برسول الله من سائر قريش.

فقال له عمر: قم الان فارجع إلى منزلك، فقام، فلّما ولّى هتف بهعمر: أيها المنصرف، إنِّي على ما كان منك لراعٍ حقك !

فالتفت ابن عباس فقال: إنّ لي عليك يا أمير المؤمنين وعلى كلّ المسلمين حقا برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ، فمن حفظه فحقّ نفسهحفِظ، ومَنْ أضاعه فحقّ نفسه أضاع، ثم مضى.

فقال عمر لجلسائه: واها لا بن عباس، ما رأيته لاحى أحدا قطّ إلاّخصَمه – .  شرح النهج لابن ابي الحديد ج 12 ص 52 ـ 55، تاريخ الطبري ج 4 ص 223، الكامل لابن الاثير ج 3 ص 62 (في حوادث سنة 23)، الايضاح لابن شاذان ص 87 ] .

 

وهؤلاء قال تعالى فيهم محذراً :

 

{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ – النور 63} .

وهذه الفتنة كانت بترك إمامة أهل البيت وهى ليست كل مانزل من الوحي بل هو أمر ضمن أوامر الله تعالى التي نزلت على رسوله في كتاب الله لذلك قال تعالى محذراً من ترك هذا البعض  { وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ  فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ – المائدة  49}

ويبين تعالى أنهم حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن هذا الحكم ليفتري على الله الكذب ويغيره للقول بإمامة قريش دون أهل بيته عليهم السلام  فقال تعالى { وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا  – الإسراء 73} .

 

ثانياً تأتي فتنة أخرى من حزب الشيطان بخروج سامري يضلهم كما في قوله تعالى  على لسان نبي الله هارون عليه السلام محذراً  قومه { وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)- طه } وقال تعالى لنبي الله موسى وهو يتلقى الألوةاح من ربه تبارك وتعالى : { قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ – طه 85 } ولذلك يقول تعالى كما فتن الناس من قبل كذلك سيفتن هذه الأمة بحزب الله بأنبيائه ومرسلينه وأئمة أهل بيته وتابعيهم وحزب الشيطان ووليهم الشيطان والهوى وسامري كل أمة الذي يبدل دينها  قال تعالى { أحسب الناس أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين – العنكبوت} ويقول تعالىفي هذين الحزبين { وجعلنابعضكم لبعض فتنة أتصبرون }

 

ثم يبين تعالى أن هذه الفتنة في أمتنا كانت بقلب الأمور و الكذب على الله تعالى ورسوله في مناقب الرجال ومدائح البلدان في الجيل الأول وفي حياة رسول الله صلى الله عليه وآله قال تعالى : {  لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ  وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ– التوبة 47 } , ثم جاء الفتح من الله تعالى على كره منهم كما في قوله تعالى : { لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ – التوبة 48} . وتقليب الأمور هنا يبين تعالى أنه في أجيال لاحقة ظهر علماء ضلالة في قلوبهم زيغ ثبتوا تلك المكذوبات على أنها من دين الله قال تعالى { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ  فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ – آل عمران 7 } .

ثم قتلوا المؤمنين وفتنوهم كما فعلت بنوإسرائيل بالمسيحيين في قوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ  – البروج 10 } .  وماكان هذا القتل في أهل بيت النبي وأنصارهم ومحبيهم وشيعتهم حتى الآن إلأا انتصاراً للشجرة الملعونة في القرآن وهى شجرة بني أمية والتي نزل فيهم قوله تعالى { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا  – الإسراء 60}

وهذه الشجرة تابعها حتما سيكون من أهل النار  ويأكل من شجرة الزقوم التي قال تعالى فيها : { أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ  إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ– الصافات62064  } .

وهنا يبين تعالى أنهم سيفتنون بهذه الشجرة الملعونة كل عام يعلنون فيها ولايتهم لهم حاكمين على أهل بيت النبي والإمام الحسين أنهم يستحقون القتل لخروجهم على أئمة مانهم المضلين قال تعالى : { أولا يرون أنهم  يفتنون في كل عام مرةأو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون – التوبة 126}

 

وهؤلاء الظالمين سيمتعهم الله تعالى إلى حين كما قال تعالى : { قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ  فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ  وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ  قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ  – الانبياء  108-112} ..

وهنا أمر الله تعالى بقتال هؤلاء الملعونين على لسان النبيين حتى يؤمنوا بالكتاب كله دون نقصان حكم ولاية أهل بيت النبي عليهم السلام كما في قوله تعالى : { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله – الانفال 39 } .

وأما :

(في كل)

 هذه الكلمات وردت في قوله تعالى { وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ةما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون – الأنعام 123 } ومن هذا المكر مكذوبات في مناقب الرجال استبدلوا بها شرع الله تعالى فقدموا وأخروا رجالاً بغير إذن من الله تعالى وهؤلاء هم الذين حقت عليهم الضلالة في قوله تعالى { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ – النحل 36 } وهذه الضلالة لأنهم خرجوا على ولاية رسول ربهم وهو الشاهد عليهم في قوله تعالى { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ – النحل 89 } والشاهد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على ألأمة بعد رسول الله هو الإمام علي عليه السلام لما نزل فيه من قوله تعالى { { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ ٱلأَحْزَابِ فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ – هود 17}

أورد السيوطي في تفسيره الدرر المنثور بالجزء الثالث : [  أخرج إبن أبى حاتم وإبن مردويه وأبو نعيم في المعرفة ، عن علي بن أبى طالب قال : ما من رجل من قريش إلاّ نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل : ما نزل فيك قال : أما تقرأ سورة هود : أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ، رسول الله (صل الله عليه واله): على بينة من ربه ، وأنا : شاهد منه. وأخرج إبن مردويه وإبن عساكر ، عن علي في الآية ، قال : رسول الله : على بينة من ربه ، وإنا شاهد منه. –   الدر المنثور  و تفسير فتح القدير للشوكاني ] .

ومن هنا كانت الفتنة كل عام بشهر محرم بين أول ليلة في رأس السنة والإحتفال بهجرة النبي ثم فداء الإمام علي للنبي بنومه في سرير رسول الله صلى الله عليه وآله ليقتل ويفتديه بنفسه وهنا يخرج بعضاً من هذه الأمة ليحتفل ببكاء أبي بكر في الغار فأنزل الله تعالى سكينته على النبي فقط في قوله تعالى { إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ – التوبة 40 }

وفي بيعة الرضوان لما علم الله تعالى مافي قلوب الصحابة من إيمان وصدق نية في افتداء النبي صلى الله عليه وآله نزلت السكينة عليه وعلى المؤمنين صلى الله عليه وآله كما في قوله تعالى { ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ – التوبة 26 }

 

وأما :

 

( عام )

 

[ والعام من العوم : أي السباحة في الماء لأن الأفلاك تعوم في جميع بروجها وتجري وقد يقرب هذا في تعبير القرآنف قوله تعالى 0 وكل في فلك يسبحون) والعام كالسنة – معجم ألفاظ القرآن باب العين فصل الواو الميم ] . قال تعالى { فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما العنكبوت 14 } .

ولفظ عام يأتي على النسيئ الذي فعله اليهود وقال تعالى فيه : { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ  وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ – التوبة 37} . وبروز اليهود هنا يؤكد أنهم وراء انتشار الإسرائيليات والمكذوبات على رسول الله صلى الله عليه وآله ومنها مدح كل من قاتل وقتل أهل بيت النبي عليهم السلام منذ مقتل الإمام الحسين وإلى الآن  وكذلك اشترك معهم المشركين من قريش لقوله تعالى فيهم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا – التوبة 28} وهؤلاء اليهود والذين أشركوا قال تعالى فيهم مؤكدا على عداوتهم لأهل بيت النبي والمسلمين { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا – التوبة } .

وهؤلاء بمكذوباتهم أخذوا يعلنون ولاية الأمويين في كل عام مرة أو مرتين كما في قوله تعالى هنا { أولا  يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين } والمرة الأولى في رأس السنة الهجرية منهم من يحتفل بأبي بكر نابذا دور رسول الله صلى اله عليه وآله وفتداء أمير المؤمنين حيث نام في فراش رسول الله صلى الله عليه وآله ليفتديه بنفسه وإن قتل ثم يقول في أبي بكر مادحاً { إذ يقول لصاحبه لا تحزن} وهذه قد لا يقع فيها العلماء المدققين ومنهم من يقع في ذلك الإشكال الذي استشكل عليهم ولكن الثابت عندهم هو في نفس شهر المحرم الحرام وهو احتفالهم بمقتل الإمام الحسين عليه السلام بالذبح والحلوى والفتوى أنه يستحثق القتل ولقد أمر رسول الله بقتله  وحسبنا الله ونعم الوكيل لذلك قتال تعالى هنا { مرة أو مرتين } في كل عام يعلنون فيه خروجهم  على أوامر الله تعالى إحداثاً للفتنة بين المسلمين وكان ذلك من أفعال اليهود و منافقي قريش لعنهم الله ورواية المكذوبات كما في قوله تعالى { فإذا برزوا من عندك بيتت طائفة منم غير الذي تقول – النساء } .

وهذا في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعد موته انقلبت الأوضاع لفرض مكذوبات بالسيف فبدأوا بإحراق دار السيدة فاطمة وروايات أنها قتلت من جراء الهجوم على بيتها ثم قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام ثم قتل الإمام الحسن بالسم ثم قتل الإمام الحسين عليه السلام وتسعة عشر من أهلهم السلام ثم رواية مكذوبات في مناقب رجال تولوهم من دون الله تعالى ورسوله وأهل بيته إطفاءاً لنور الله تعالى كما في قوله تعالى ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون كما في قوله تعالى { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ – التوبة 32 } .

وأما :

( مرة )

لفظ مرة هنا بمعنى : [ الفعلة الواحدة – معجم الفاظ القرآن باب الميم فصل الرا والراء] قال تعالى  [ ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات – النور 58} وقال تعالى أيضاً : { قل كونوا حجارة أو حديدا أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا– الإسراء 50-51} . وهنا الآية تبين أن كل خلق سيخلقه دجال آخر الزمان لن يخرج عن كنه حجارة أو حديداً خلقه الله تعالى والآية تشير إلى أن التقدم العالمي الذي وصل إليهه الخلق الآن مع إعلان ولاية بني أمية كل عام من فوق منابرهم ومساجدة أمارة على أن إعلاء شأن بني أمية في كتب التراث بالمكذوبات هو من فعل اليهود وهلاكهم هم ومشركي العرب سكون معاً في توقيت واحد لقوله تعالى عن وعد آخر الزمان في بني إٍسرائيل:  { وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا- الإسراء 7 } .

ولورود لفظ أول على المنافقين في قوله تعالى إنكم رضيتم بالقعود أول مرة – فاقعدوا مع الخالفين – التوبة 83 } يشير إلى أنهم وراء مدح الأمويين كل عام في قوله تعالى { أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ – التوبة 126} .

وهؤلاء  هم الكفار الذين لم يؤمنوا وينقضون عهدهم كما في قوله تعالى

{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ – الأنفال 55-56 } .

وأما :

( أو مرتين )

ورد لفظ مرتين ليؤكد نفس المعنى السابق أن العذاب سينزل مرتين على مشركي العرب واليهود وسيكون في آخر الزمان في زماننا هذا إن شاء الله بالدمار والإستئصال بسبب رفعهم نهج بني أمية في قتل أهل بيت النبي عليهم السلام ونبش قبورهم و كفرهم بآيات الله تعالى كما في قوله تعالى هنا { أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ  – التوبة}  ولذلك سيعدب الله تعالى اليهود أولا مرتين لأنهم مخترعي تلك المكذوبات وإفسادهم في الأرض مرتين في قوله تعالى عن جريمتهم الكبرى في الدنيا إفسادهم مرتين قال تعالى { وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ  وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا  ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا  إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ  وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا  فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا – الإسراء 4-7} .

وكذلك أعراب الجزيرة توعدهم الله تعالى بوعدين ليكون هلاكهم الأول في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله والثاني آخر الزمان والذي ظهرت كل أشراطه وأمارته بزماننا هذا قال تعالى { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ  نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ  سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ – التوبة 101} .

 

وأما  :

(ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ )

يقول تعالى لأهل الكتاب فيما فعلوه في حق أنفسهم ودينهم  وأنهم عليهم بالتوبة والإستغفار قبل الموت: { أفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ  – المائدة 74} والتوبة يبين تعالى شروطها أنها لابد وأن تكون قبل الموت و الغرغرة كما في قوله تعالى { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ  وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا  وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا  – النساء 17-18 }

 وأما :

( ولا هم يذكرون)

الذكر هو كتاب الله تعالى الذي قال تعالى فيه : { وإنه ذكر لك وقومك وسوف تسئلون – الزخرف 44} وفي كتاب الله تعالى التذكره وهى لا تكون إلا عملا بكتاب الله تعالى كما في قوله عز وجل : { إنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا – الإنسان 29} وهذا الذكر يأتي على رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله عز وجل  : { فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا  قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ  وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا  – الطلاق 10-11}

وهذا الذكر له نبي يبينه وهو سيد الخلق المصطفى صلى الله عليه وآله  لقوله تعالى { وأنزلنا إليك الذكر لتببين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون – النحل 44 }وبعد رسول الله صلى الله عليه وآله  أهل الذكر هم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ثم  العلماء الربانيين قال تعالى:  { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون – الأنبياء} وأهل الذكر لفظ أهل لوروده في قوله تعالى { لإنما ريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا- الأحزاب } تثبت أن أهل الذكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله هم الأئمة من بعده عليهم السلام وعلى ذلك يكون معنى قوله تعالى هنا : { أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ – التوبة 126} . أي لا يرجعون إلى العمل بالقرآن الكريم ويطيعون الله تعالى ورسوله ثم يتولون أهل بيته عليهم السلام .

 

ثانياً :

 

ومن هذه الفتن السنوية احتفال شطر الأمة بصوم عاشوراء و الصوم فرحة قال فيها صلى الله عليه واله ” للصائم فرحتان ”  وليست فرحة واحدة كما أن الصيام يتطلب إعداد الأطعمة و الأشربة وفي ذلك العمل فرحة بالحياة الدنيا بينها صلى الله عليه وآله والشطر الآخر يعتبرونه يوم تعزية وتأبين لآل بيت النبي محمد(صلى الله عليه وآله)  في مصابهم وتجديدا لأحزانهم ضد كل من قتلوا الإمام الحسين وأهل البيت عليهم السلام ومن رضى بعمل الأمويين في ذلك  وهنا  التضارب بين الحقيقة المنزلة في كتاب الله وسنة رسوله والمكذوبات التي رواها بني أمية وتوارصتها أجيال في احتفال شطر الأمة بهذا اليوم كأنه اتهام للمصطفى صلى الله عليه واله وبأنه لم يكن يعلم ما سيحدث لابنه وكل أهل بيته في هذا اليوم الذي حدث فيه أكبر مصيبة لأهل بيته على مدار التاريخ لم يبتلى المسلمون بمثلها ولذلك يقول تعالى { ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلكاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا – الإسراء } فهل كتم رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك الحدث ولم يبلغ به أمته أم جهل هذا اليوم وما سيحدث فيه ؟

وبالتالي نحن أمام اتهام صريح لرسول الله صلى الله عليه وآله إن احتفلنا بذلك اليوم .

 

أولاً :

عن صيام يوم عاشوراء وتضارب وقت روايته :

  • رواية أنه صام عندما قدم المدينة وبعد الهجرة عن الطبراني[لما دخل المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئل أي يوم هذا قالوا عاشوراء فقال نحن أحق باتباع موسى عليه السلام ـ رواه الطبراني في المعجم] .

وهنا إثبات أن الهجرة بالفعل كانت في ربيع وليس في المحرم يسقط الحديث بالكلية كما أننا

لو أفترض أن النبي سأل اليهود عن سبب صيامهم وقت قدومه للمدينة وكان ذلك في ربيع فيكون في السنة الثانية للهجرة العاشر من محرم يتوافق واليوم التاسع والثامن من الشهر الخامس [آب من التقويم العبري] .

ولا يجوز لليهود أن يصوموا ذلك اليوم حسب إدعاء من وضع الحديث حيث أن التوراة تذكر في سفر التكوين أن خروج نوح من السفينة كان في السابع والعشرين من الشهر الثاني أيار.

2)هناك روايات تقول لئن عشنا إلى العام المقبل لنصوم التاسع والعاشر كما في حديث ابن عباس ـ كنز العمال رقم 24226&24238 &مسلم 1134.

3) روايات تقول إن قريش كانت تصومه بمكة في الجاهلية عن أم المؤمنين عائشة [كانت قريش تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله بصيامه حتى فرض رمضان ـرواه البخاري ومسلم ] وهل يقلد رسول الله صلى الله عليه واله المشركين ؟(.يقول الأستاذ محمود عرنوس في مجلة لواء الإسلام العدد8 سنة 4 ص 559 أن لليهود يوم عاشوراء وهو العاشر من تشري الذي صادف وقت حلوله يوم عاشوراء والذي كانت قريش تصومه في الجاهلية )وبالرجوع لأجهزة الكومبيوتر وحساب عاشوراء يوم ورود رسول الله للمدينة في السنة الثانية والتي كانت سنة 4383عبري8آب ولم يصادف شهر تشري إلا بعد خمسة وعشرين عاماً من الهجرة كما سنبين بالجداول التقويمية للأديان الثلاثة .

ثانيا ً: سبب صوم هذا اليوم

  • صوم لليهود الذي اظهر الله فيه موسي وبني إسرائيل علي فرعون وملئه فأغرقهم الله تعالي – صحيح مسلم 0 واليهود يحتفلون بذكري عبور البحر الأحمر و يسمون ذلك اليوم ( بيساخ) وهي أيام من 15 – 20 نيسان فيقيمون احتفالات عائليه يأكلون فيها الطعام الرمزي و الخبز الخالي من الخميرة اقتداء بأسلافهم وهذا التاريخ لا يتوافق و عاشوراء كما سنبين بل لا يدرون عن عاشوراء شيئا و الأكثر من ذلك انهم لا يحتفلون بأعياد نجاة نوح ولا يونس ولا غيره من الأنبياء وذلك لأن أعيادهم كالآتي ( عيد رأس السنة اليهودية المسمي بروس حسناه في الأول من الشهر السابع تشري وذلك عندهم أول شهر في السنة لما ورد في سفر الخروج 2 / 12 علي أن يكون هذا الشهر أول أشهر السنة وذلك لاعتقادهم أن ولادة الشعب اليهودي في هذا الشهر 0

وهناك السبث وهو يوم توقف فيه الأنشطة ليوم الرب . وهناك عيد يوم كيبور وسبعة أيام عيد سكوت وشميني آتزيريت وسمحات تورا وهذه ليست أعياد خروج سفينة نوح ولاغيره من الأنبياء بل هي مواقيت لمناسبات بتاريخهم العبراني ) 0

2) روي في الأحاديث أنه يوم نجاة نوح عليه السلام ويقول سفر التكوين أن خروج نوح من السفينة كان في 27 آيار وهذا تاريخ لا يجوز صيامه حسب ادعاءات التوراة 0

3) كانت قريش تصومه كما في حديث أم المؤمنين عائشة ومعلوم وثنية قريش وهذا لا يحتاج إلى رد لرفضه عقلاً و نقلاً فقد رفض رسول الله تقليد اليهود و النصاري وهم أهل كتاب فهل يقلد الوثنيين صلي الله عليه وآله 0 وأما عن التقويم العبري اليهودي الذي زعموا في أكثر الأحاديث أنه توافق مع عاشوراء نبحث في تقويمهم ما هو 0  بالرجوع إلي سفر التكوين يتبين لنا أن اليهود يدعون أن تقويمهم يبدأ من يوم هبوط آدم إلي الأرض ولو دققنا النظر في التواريخ المذكورة في التوراة سنجدها تعتمد علي التقويم الشمسي و ليس القمري وهذا يجعلنا نرفض تلك التواريخ لأنها لم تأت أصلاً في التوراة المنزلة علي موسي إنما أخذت من السومريين والبابليين حيث أن تقويمهم كان شمسياً ويجب ان لا ننسى أن سفر التكوين قد كتب في زمان متأخر عن موسى عليه السلام والسنة اليهودية في غاية التعقيد فهي اثنا عشرا شهراً شمسياً وبين كل بضع سنين يضيفون شهراً آخر يسمى (آذار ثاني) وهذا هو النسيئ الذي قال تعالي فيه [إنما النسيئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين ـ التوبة 37] (وهنا يقول الفخر الرازي قال قطرب: النسيئ أصله الزيادة يقال نسأ الأجل وأنسأ إذا زاد فيه وقد عملت اليهود بالنسيئ حيث أن السنة الشمسية زائدة عن القمرية بمقدار معين احتاجوا إلى الكبيسة وحصل لهم بسبب تلك الكبيسة أمران أحدهما كانوا يجعلون بعض السنين ثلاثة عشر أشهراً بسبب اجتماع تلك الزيادات والثاني :أنه كان ينقل الحج من بعض الشهور القمرية إلي غيره ويضيف فحصل بسبب الكبيسة أمران الأول زيادة في عدة الشهور والثاني تأخير الحرمة الحاصلة لشهر إلى شهر آخر)ويقول صاحب كتاب صوم عاشوراء (وإذا عملنا بالنسيء  في التقويم العبري بما يعتقدونه هم فلا اعتبار لتواريخهم فلو نظمنا برنامج على الكومبيوتر لضبط التقويم العبري بما يعتقدونه نجد أن سنة 1997ميلاديةتساوي 5757عبري ولابد من إضافة151,5سنة نسيء وذلك لأنهم يضيفون ستة أشهر كل 19 عام وبقسمة5757÷19 =303سنة ×6 أشهر لتحويلهم إلى شهور =1818شهر تم إضافتها نسيء منذ بداية التاريخ العبري .وهذا حساب ليس دقيق أيضاً خاصة وأنهم يضيفون خمسة أيام إلى مجموع السنة كأيام حرم أو أعياد وهذه التواريخ أيضاً لا تتوافق وعاشوراء فهل بالله عليكم يقر رسول الله صلى الله عليه واله هذا العبث اليهودي في التواريخ وهم العاملون بالنسيء وهو الكفر كما بينا أم كان لا يعلم بيوم قتل ابنه الحسين كما هو وارد في السنة في مسند أحمد الجزء 5 صفحة111( أخبرني جبريل أن حسينا ًيقتل بشاطئ الفرات ) (يقتل الحسين على رأس الستين من مهاجري) ويجب أن تعلم أخى المسلم أن موافقة عاشوراء تاريخيا ًلم يأت شهر تشري الموافق لعاشوراء  إلا بعد 25 عاماً من هجرة الرسول وكفى كذباً بعد ذلك و إفكاً لأمة تحتفل بيوم مقتل ابن بنت نبيها وهل بعد ذلك فتنة لأمة أحمد أكبر من هذا اليوم الذي يتذرع فيه عوام الناس بالاحتفال بهذا اليوم لنزول السخط على الأمة .

 

هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب

خالد محيي الدين الحليبي

 

 

 

 

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

أحكام الجهاد في سبيل الله من القرآن الكريم

مركز القلم للأبحاث والدراسات   بقلم : الشريف خالد محيي الدين الحليبي   تصحيح فهم حديث …