"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

(عبس وتولى.. الآية) بين السنة و الشيعة في ميزان بيان القرآن بالقرآن على الكلمة بتفسير البينة

من تفسير البينة أو النبأ العظيم :

خالد محيي الدين الحليبي 

يقول عز وجل { عبس وتولى أن جاءه الأعمى }

حول هذه الآيات إشكال عظيم بين مذهبي الأمة شيعة وسنة فالسنة يقولون أن العابس هو حضرة النبي صلى الله عليه وآله ومذهب أهل البيت يقول أنه عثمان أو رجل من بني أمية وقد جمع أدلة مذهب أهل البيت صاحب كتاب ” العسس في تفسير سورة عبس”   للسيد مصطفى شريعت الموسوي الأصفهاني – طبعة قم

 

وإليك أولا :

ما ورد في تفاسير مذهب السنة عن الآيات الكريمة  :

 

{عبس وتولى أن جاءه الأعمى}

 

(1) يقول الطبري في تفسيره وهو من أقدمها :

[ يعني تعالى ذكره بقوله: { عَبَسَ }: قَبَضَ وجهه تكرُّها، { وَتَوَلَّى } يقول: وأعرض { أنْ جاءَهُ الأعْمَى } يقول: لأن جاءه الأعمى. وقد ذُكر عن بعض القرّاء أنه كان يطوّل الألف ويمدّها من { أنْ جاءَهُ } فيقول: «آنْ جاءَهُ»، وكأنّ معنى الكلام كان عنده: أَأن جاءه الأعمى عبس وتولى؟ كما قرأ من قرأ: { أنْ كانَ ذَا مال وَبَنِينَ } بمدّ الألف من «أنْ» وقصرها. وذُكر أن الأعمى الذي ذكره الله في هذه الآية، هو ابن أمّ مكتوم، عوتب النبيّ صلى الله عليه وسلم بسببه. ذكر الأخبار الواردة بذلك: حدثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، قال: ثنا أبي، عن هشام بن عُروة مما عرضه عليه عُروة، عن عائشة قالت: أنزلت { عَبَسَى وَتَوَلَّى } في ابن أمّ مكتوم، قالت: أَتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: أرشدني، قالت: وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظماء المشركين، قالت: فجعل النبيّ صلى الله عليه وسلم يُعْرِض عنه، ويُقْبِل على الآخر، ويقول: ” أَتَرَى بِما أقُولُهُ بأْسا؟ ” فيقول: لا ففي هذا أُنزلت: { عَبَسَ وتَوَلَّى }. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: { عَبَسَ وَتَوَّلى أنْ جاءَهُ الأعْمَى } قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عُتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب، وكان يتصدّى لهم كثيراً، ويَعرِض عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجل أعمى، يقال له عبد الله بن أم مكتوم، يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد الله يستقرىء النبيّ صلى الله عليه وسلم آية من القرآن، وقال: يا رسول الله، عَلِّمني مما علَّمك الله، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعَبَس في وجهه وتوّلى، وكرِه كلامه، وأقبل على الآخرين فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ ينقلب إلى أهله، أمسك الله بعض بصره، ثم خَفَق برأسه، ثم أنزل الله: { عَبَسَ وَتَولَّى أنْ جاءَهُ الأعْمَى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذّكْرَى } ، فلما نزل فيه أكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلَّمه، وقال له: ” ما حاجَتُك، هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيْءٍ؟ ” وإذا ذهب من عنده قال له: ” » هَلْ لَكَ حاجَةٌ فِي شَيْءٍ؟« ”  وذلك لما أنزل الله:{ أمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فأنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَما عَلَيْكَ ألاَّ يَزَّكَّى }    ]  .

 

(2) القرطبي في تفسيره :

 [ فيه ست مسائل : الأولى ـ قوله تعالى: { عَبَسَ } أي كلح بوجهه يقال: عبس وبَسَر. وقد تقدّمَ. { وَتَوَلَّىٰ } أي أعرض بوجهه { أَن جَآءَهُ } «أنْ» في موضع نصب لأنه مفعول له، المعنى لأن جاءه الأعمى، أي الذي لا يبصر بعينيه. فروى أهل التفسير أجمع أن قوماً من أشراف قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد طمع في إسلامهم، فأقبل عبد الله بن أمّ مكتوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَقْطَع عبدُ الله عليه كلامه، فأعرض عنه، ففيه نزلت هذه الآية. قال مالك: إن هشام بن عُروة حدّثه عن عروة، أنه قال: نزلتْ «عبس وتولى» في ٱبن أمّ مكتوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا محمد ٱستدنني، وعند النبي صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُعرِض عنه وي