القاهرة- “القدس العربي”:
أزالت وزارة الموارد المائية والري المصري، اليوم، 14 عائمة سكنية على النيل، ليصبح إجمالي العائمات التي تعرضت للإزالة 32 عائمة.
وسحبت لانشات تابعة للوزارة العائمات بعد فكها من المراسي.
وفي 20 يونيو/ حزيران الماضي، تلقى ملاك العوامات إنذارًا بإزالتها؛ نتيجة لعدم تجديد الترخيص بالرسو على ضفة نهر النيل، وهي التراخيص التي قالوا إن وزارة الري امتنعت عن تجديدها منذ عام 2020.
وأزالت وزارة الموارد المائية والري، 3 عائمات سكنية في 18 يونيو/ حزيران الماضي، قالت إنها تابعة لقيادات بجماعة الإخوان.
وفي 27 من الشهر نفسه، أعلنت عن إزالة 11 عائمة سكنية في منطقتي العجوزة والكيت كات في محافظة الجيزة، بالتنسيق مع أصحاب العائمات وبمعرفتهم، وبعد 24 ساعة أزالت معدات الوزارة 4 عائمات.
وقالت الكاتبة والأديبة أهداف سويف، وهي من قاطني العائمات النيلية التي تم إزالتها أمس، إنها وعددا من جيرانها التقوا قبل يومين مستشار وزير العدل المسؤول عن تنفيذ قرار إزالة العائمات، الذي قدم لهم بعض التسهيلات بالنسبة لآليات الدفع، ومراجعة الحسابات، والسحب والتخزين.
وأوضحت أن خيار البقاء في النيل كان مرفوضا بشكل قاطع، باعتبار أنه يخالف قرار عدم وجود عائمات سكنية في نيل القاهرة الكبرى، وأن الخيارات التي سمح بها تتمثل في بيع العائمة في مزاد علني بعد سحبها من قبل وزارة الري، ومنح قاطن العائمة عائد المزاد، أو أن يهدم الساكن عائمته بنفسه، ويبيع بقاياها، أو أن يتفق قاطن العائمة مع وزارة الري على سحبها وتخزينها لمدة شهر حتى يتسنى له أن يفكر في بيعها أو تفكيكها.
وقالت سويف إنها تميل للخيار الثالث في محاولة للبحث عن حل للإبقاء على العائمة في النيل.
ويعتبر قاطنو العائمات أنها تمثل جزءا من التراث الثقافي والمعماري لنهر النيل، ولمدينة القاهرة، وأنهم معنيون بقيمة هذا الإرث، وبضرورة الحفاظ عليه، والترويج له على المستويين المحلي والدولي.
وبالتزامن مع تنفيذ قرار إزالة العائمات السكنية، أجاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن سؤال حول حالة السيدة إخلاص حلمي (88 سنة)، والتي تعيش في عائمة نيلية صدر قرار بإزالتها، وقال “كل التقدير لأي عمل أو موضوع إنساني يخص أي مصري، خاصة لو كانت سيدة، ومسنة، لكننا نعيد تنظيم الدولة من جديد، لا نريد شخصنة الموضوع، وتحويله إلى قضية”.
وكانت إخلاص حلمي قدمت استغاثة لمنع هدم عائمتها، قالت فيها “يقولون إني أقدم ساكنات عوامات النيل في الجيزة، والحقيقة أني لا أعرف تاريخا آخر لي بعيدا عن النيل، فهنا ولدت، وهنا عشت كل حياتي، ولا أعرف طعما للحياة بعيدا، هل يرضيكم أنني في هذا العمر يتم إلقائي في الشارع، وتهدم العوامة التي عشت بها عشرات السنين، ولي فيها ذكريات لا يمكن نسيانها”.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أصدر يوم 6 يونيو/ حزيران الماضي، قرارا بتشكيل لجنة تصويب الإشغالات على طرح النهر وإزالتها، تضم في عضويتها وزير العدل وكل الجهات المعنية للبت في الأمر.
وتعتبر تلك العائمات شاهدًا على وقائع من تاريخ مصر السياسي والثقافي والفني، فشهدت ميلاد قامات فنية مثل فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب ومحمد عبد الوهاب وبديعة مصابني وتحية كاريوكا ونجيب الريحاني، وكتب عنها نجيب محفوظ في عدد من الأعمال، أبرزها ثرثرة فوق النيل، وظهرت في الأفلام الفنية الكلاسيكية، كما كانت تلك العائمات ملاذا للوطنيين والمقاومين للاحتلال الإنكليزي.