Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الهند تعتقل صحافياً مسلماً بسبب «تغريدة» والقضاء يسمح باستجوابه

 لندن ـ «القدس العربي» :

تصاعدت وتيرة الانتقادات للسلطات الهندية بعد اعتقال الشرطة صحافياً مسلماً بارزاً ومعروفاً، وذلك على خلفية تغريدة نشرها على «تويتر» ومن ثم أحالته إلى المحكمة التي أقرت باعتقاله وسمحت باستجوابه.

وذكرت شبكة مؤسسات «إعلام رقمي» أن شرطة دلهي في الهند اعتقلت الأسبوع الماضي الصحافي المسلم محمد زبير الذي شارك في تأسيس موقع على الإنترنت لتقصي الحقائق، واتهمته بإهانة معتقدات دينية على موقع تويتر.
ونددت الشبكة باعتقال الصحافي، ووصفته بأنه محاولة للتضييق عليه بسبب عمله الصحافي، وأوضحت أن زبير الذي يستخدم «تويتر» بانتظام للتحدث عن التهميش المتزايد للأقلية المسلمة في البلاد اعتُقل بموجب بندين من قانون يتعلق بالحفاظ على التناغم الديني.
وقال المشارك الآخر في تأسيس موقع تقصي الحقائق «ألت نيوز» براتيك سينها، على «تويتر» إن زبير لم يتلق أي إخطار قبل اعتقاله.
وأفادت وكالة أنباء آسيا الدولية نقلاً عن مصادر في شرطة دلهي أن زبير اعتقل بناء على شكوى من حساب على «تويتر» جاء فيها أنه أهان الهندوس في منشور عام 2018 بالتعليق على إعادة تسمية فندق على اسم إله القرد الهندوسي هانومان.
وطالب الصحافيون بالإفراج الفوري عنه.
وقالت رنا أيوب، وهي صحافية مسلمة أخرى تثير غضب المتشددين الهندوس: «الصحافي زبير الذي دأب على فضح الأخبار الكاذبة وكشف آلية الكراهية في الهند اعتقل للتو».
وقررت محكمة هندية في اليوم التالي لاعتقال زبير منح الشرطة أربعة أيام لاستجوابه بشأن التغريدة التي تعود للعام 2018 والتي يصفها المشتكون بأنها «استفزازية للغاية».
في وقت سابق من الشهر الماضي، أثار الصحافي المسلم الانتباه إلى تصريح تلفزيوني مثير للجدل عن النبي محمد أدلى به متحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الحاكم الذي يتزعمه مودي، وهو ما أشعل موجة من الغضب والتوتر بين المسلمين والهندوس في البلاد.
وانتشرت تغريدة زبير بشأن تعليقات المسؤول في الحزب، في ظل متابعة نحو نصف مليون مستخدم لحسابه على «تويتر». وأوقف حزب بهاراتيا جاناتا المتحدث بسبب تصريحاته المعادية للإسلام، وطرد مسؤولة أخرى، في مسعى لتهدئة الغضب المحلي والدولي.
ومثل زبير الأسبوع الماضي أمام محكمة في نيودلهي والتي أقرت الشرطة على اعتقاله ومنحتها أربعة أيام لاستجوابه حول تغريدته التي تعود إلى ما قبل أربع سنوات.
وقالت محامية زبير إن القضية غير منطقية، لأن زبير استخدم عبارة ساخرة من فيلم هندي في تغريدة عام 2018 ولا يوجد دليل على أنه أساء إلى مشاعر الهندوس الدينية. وأضافت فريندا جروفر: «موكلي مستهدف بسبب عمله. ربما يرفع راية تحدي الأشخاص الأقوياء، ولكن هذا لا يمكن أن يكون سبباً لاستهدافه».
وندد زعماء من المعارضة وجماعات حقوقية باعتقال زبير، إلى جانب براتيك سينها، المؤسس المشارك لموقع ألت نيوز الذي رُشح لجائزة نوبل للسلام هذا العام.
وكانت عشر منظمات لحقوق الإنسان أعلنت في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الشهر الماضي، أن السلطات الهندية تستهدف بشكل متزايد الصحافيين والمنتقدين عبر الإنترنت، بسبب انتقادهم لسياسات الحكومة وممارساتها، بما في ذلك محاكمتهم بموجب قوانين مكافحة الإرهاب والتحريض على الفتنة.
ويأتي اعتقال زبير بعد يومين من اعتقال المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان تيستا سيتالفاد، من قبل جناح مكافحة الإرهاب في شرطة ولاية غوجارات.
يذكر أن الهند احتلت، خلال العام الحالي، المرتبة 150 من أصل 180 دولة شملها تصنيف حرية الصحافة الذي تعده منظمة مراسلون بلا حدود التي أشارت إلى أن حرية الصحافة تعيش «أزمة حقيقية» في «أكبر ديمقراطية في العالم» منذ عام 2014 حين تسلم رمز حزب بهاراتيا جاناتا الذي يجسد اليمين القومي الهندوسي، ناريندرا مودي، رئاسة الوزراء.