إسرائيل : “إيران لاعب مركزيّ بحرب السايبر إضافةً لحزب الله وحماس ونحنُ بحاجةٍ لـ(قبّة حديدٍ) دفاعيّةٍ لتخفيض الهجومات”… طهران زادت “إرهابها” عقب اغتيال خدائي والتعاون المُحكم مع الأتراك أحبط استهداف الإسرائيليين بإسطنبول

الناصرة-“رأي اليوم” :

اعترفت إسرائيل اليوم الأربعاء، بشكلٍ غيرُ رسميٍّ، بأنّ الحرب المُستعّرة بينها وبين إيران في المجال السيبرانيّ ارتفعت درجةً أخرى، وبحسب المحلل للشؤون العسكريّة بصحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، فإنّه تمّ نشر تقارير عن تعرّض الجمهوريّة الإسلاميّة هذا الأسبوع لهجمةٍ سيبرانيّةٍ مكثفّةٍ أدّت لأضرارٍ كبيرةٍ في صناعة الفولاذ الإيرانيّة، زاعمًا أنّه سبق الهجوم الأخير محاولات إيرانيّة متكررة لضرب البنى التحتيّة الإسرائيليّة بواسطة هجماتٍ من ذات القبيل، مُقرًّا، نقلاً عن مصادره الخاصّة في تل أبيب، بأنّ أضرارًا خطيرةٍ جدًا كان من نصيب دولة الاحتلال بسبب الهجمات الأخيرة، التي أضرّتها بشكلٍ أكبرٍ بكثيرٍ مقارنة بالماضي، على حدّ قوله.

إسرائيل التي تعيش منذ أكثر من ثلاثة عقودٍ مستمرّةٍ ودون توقّف هاجس إيران، وعلى الرغم من عدم اندلاع حربٍ مُباشرةٍ بين الكيان والجمهوريّة الإسلاميّة، إلّا أنّ الحرب بينهما مُستمرّةً وبوتيرةٍ عاليةٍ في جبهات عديدةٍ، تشمل فيما تشمل الاغتيالات، والهجمات السيبرانيّة، وفي هذا السياق قال المحلل العسكريّ هارئيل إنّ الكيان  تعرّض لهجومٍ سيبرانيٍّ، يوم الأحد قبل الماضي (22.06.22) أهان وأربك إسرائيل التي اعترفت بأنّ “القراصنة” تمكّنوا من تفعيل صفارّات الإنذار، وأجبروا سُكّان القدس وإيلات على الاختباء بالملاجئ.

ونقلت الصحيفة العبريّة عن رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، قوله أمس الأحد، في مؤتمر عُقِد بجامعة تل أبيب، إنّ إسرائيل تمتلِك الردع النوويّ، وستكون قادرةً على خلق الردع السيبرانيّ، مُضيفًا أنّه “بحسب وجهة نظري ومقاربتي وموقفي فإنّه فيما يتعلّق بإيران، فإنّ سياسة إسرائيل، تقول وبالحرف الواحد إذا أردتَ التعرّض لنا، فإنّك ستدفع الثمن، ولذا فإنّ مَنْ يُهاجمنا عن طريق السايبير، سنقوم بالردّ عليه”، على حدّ تعبيره.

بينيت، صاحب نظرية (رأس الإخطبوط) في التعامل مع إيران، أيْ ضرب إيران مُباشرةً وليس حليفاتها مثل حزب الله، ونقل المعركة إلى الأراضي الإيرانيّة، بينيت أضاف أنّه في المجال الوطنيّ فإنّ منظومة الدفاع ضدّ الهجمات السيبرانيّة يعمل مقابل الشركات الخاصّة بهدف مساعدتها بالدفاع عن نفسها، مُشدّدًا على أنّ هذه البنية التحتيّة بالنسبة للشركات هي خطيرة للغاية ومهمةً أكثر، كما قال.

المُحلِّل هارئيل، لفت إلى أنّ بينيت يُكثر في الآونة الأخيرة من تطرّقه لضرورة تغيير ميزان الردع مقابل إيران، ويؤكّد مرّة تلو الأخرى بأنّ إسرائيل ملزمة بالعمل ضدّ النظام الحاكِم في طهران، ونقل المعركة إلى الأراضي الإيرانيّة، وأنّ هذه العمليات لا تقتصِر فقط على المسّ بالبرنامج النوويّ الإيرانيّ.

المصادر التي اعتمد عليها المحلل في صحيفة (هآرتس)، أضافت أنّ بينيت يؤمن بأنّه من أجل ردع إيران يجِب المسّ (تصفية-اغتيال) بكبار القادة في الجمهوريّة الإسلاميّة، الذين يقومون بعملياتٍ إرهابيّةٍ وبتسليح تنظيماتٍ مثل حزب الله، وإذا احتاج الأمر، أنْ تترافق هذه العمليات الإسرائيليّة بتنفيذ هجوماتٍ سيبرانيّةٍ، لافتةً إلى أنّ بينيت، الذي قام يوم أمس الثلاثاء بزيارة لمقريْ جهازيْ الموساد والشاباك عشية تسليمه منصب رئيس الوزراء لحليفه ووزير خارجية الكيان، يائير لبيد، قال خلال حفل الوداع من الجهازيْن الاستخبارييْن، إنّه رغم عدم الاستقرار السياسيّ في دولة الاحتلال فإنّ “إستراتيجيّة إسرائيل فيما يتعلّق بالأمن القوميّ مستقرّة وواضحة، وتعمِد على ثلاثة مركّبات: المبادرة، الردع وبناء القوّة”، طبقًا لأقواله.

في السياق عينه، نقلت الصحيفة العبريّة عن رئيس منظومة السايبير الوطنيّة الإسرائيليّة، غابي بورتنوي، نقلت عنه قوله أمس إنّ إيران تحولّت للاعبٍ مركزيٍّ تُواجهه إسرائيل، بالإضافة إلى كلٍّ من حزب الله وحركة (حماس) في فلسطين، مُضيفًا أنّ منظومة الدفاع السيبرانيّة الإسرائيليّة تمكّنت من صد حوالي 1500 محاولة هجوم عن طريق السايبير في السنة الأخيرة.

بورتنوي أشار إلى أنّ إسرائيل بحاجةٍ لقبّةٍ حديديّةٍ لاستخدامها في مجال صدّ الهجومات السيبرانيّة والدفاع عن مواطني الكيان وتؤدّي لتقليل وتخفيض الهجومات المذكورة بصورةٍ كبيرةٍ، على حدّ قوله.

المحلل هارئيل شدّدّ في الخلاصة على أنّ الهجمات الإيرانيّة السيبرانيّة تُعتبر إسرائيليًا بُعدًا إضافيًا للتوتّر مع إيران، وأنّ طهران نفذّت في شهري نيسان (أبريل) وأيّار (مايو) المُنصرميْن عدّة محاولاتٍ للمسّ بسُيّاح إسرائيليين خارج البلاد، وبالإضافة إلى ذلك، حاولت إيران، أكّد المحلل، تنفيذ عملياتٍ “تخريبيّةٍ” ضدّ إسرائيليين في إسطنبول بتركيّا، وذلك بعد اغتيال العقيد صياد خدائي بطهران، ولكنْ هذه المحاولات تمّ إحباطها، وفق مصادره، نتيجة التعاون العملياتيّ المُحكم مع الأتراك، على حدّ قوله.

جديرٌ بالذكر أنّ القائد العام للحرس الثوري الإيرانيّ اللواء حسين سلامي كان قد قال أواخر الشهر الماضي إنّ العقيد صياد خدائي تمّ اغتياله (22.05.22) على يدّ إسرائيل بعد سنواتٍ من التعقب، وأكّد أن إيران ستنتقِم لمن تمّ تصفيتهم على يد إسرائيل، وأشار إلى أنّ “العدو، من قلب البيت الأبيض وتل أبيب، تعقب لأشهر وسنوات الشهيد من بيت إلى بيت، ومن زقاق إلى زقاق، حتى تمكن من قتله، وإنّ العدو يعد استشهاده نصرًا، وهذا يدل على عظمة الشهيد”، كما قال سلامي.

ما هي الحرب السيبرانية؟

حرب سبيرانية (بالإنجليزية: Cyberwarfare)‏ هي مصطلح يشير إلى استخدام الحواسيب والشابكة (الإنترنت) في مهاجمة الأعداء وهم يدعون بالمخترقين (hackers)، بالتوازي مع التدمير والعنف من قبل الجيش، تتحارب مجموعات من قراصنة الانترنت من كلا الطرفين ضد بعضها البعض، والهدف تعطيل أوْ شلّ البنية التحتية الحيوية للعدوّ، وكما في كلّ حربٍ، يعاني السكان المدنيون.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

“فايننشال تايمز” : الاتحاد الأوروبي سيمنح تونس 165 مليون يورو لكبح الهجرة غير الشرعية

RT : قالت صحيفة “فايننشال تايمز” يوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لقوات الأمن التونسية …