الأهرام :
– نواجه تلك التحديات بمنظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة من مصادر تسليح متنوعة من دول مختلفة سواء الشرقي أو الغربي بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة تجعلها من أعقد المنظومات في العالم
– حكاية القرار الجمهوري رقم (199) بإنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة وحائط الصواريخ الذي كسر الذراع الطولي للعدو
– تدريبات مع الجانب الأمريكي لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار وأخرى مع روسيا باسم (سهم الصداقة)
تغيرات حادة تشهدها الساحة العالمية وعند استدعاء سيناريو الحروب الحديثة سواء السابقة أو الحالية (الحرب الروسية الأوكرانية) نجد أن تحييد سلاح الدفاع الجوى يأتي كأسبقية أولى في أي حرب.. تحديات نطرحها في الحوار مع قائد القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الفريق محمد حجازي قائد قوات الدفاع الجوى، في العيد الثاني والخمسين لحماة السماء ودرعها الذي يوافق الثلاثين من يونيو، قوات نفتخر بامتلاكها واحدة من أعقد منظومات الدفاع الجوي علي مستوي العالم، أصحاب بطولات كسر الذراع الطولي للعدو في حرب أكتوبر.
حوار نسأل فيه عن حائط الصواريخ ودروس النصر لاسترداد الكرامة ومنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية, وعن التحديات وكيفية مواجهة أي تهديدات محتملة الأسلحة الحديثة المسلحة وما يبرزه حالياً التحدي الأكبر وهى الطائرات الموجهة بدون طيار وما أضيف عليها من الصواريخ الباليستية والطوافة وكافة أنواع الأسلحة الذكية ذات الأبعاد المتعددة والمزودة بإمكانيات تكنولوجية وفضائية… وإلى تفاصيل الحوار:
– تحتفل قوات الدفاع الجوي كل عام في الثلاثين من شهر يونيو بعيد الدفاع الجوي… نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على أسباب اختيار ذلك اليوم ؟
صدر القرار الجمهوري رقم (199) الصادر في الأول من فبراير 1968,بإنشاء قوات الدفاع الجوي لتمثل القوة الرابعة في قواتنا المسلحة الباسلة, وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم ،سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوي المتيسرة في ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ.
ومن خلال التدريب الواقعي في ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجمعات الدفاع الجوي صباح يوم 30 يونيو 1970 من إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم، عدد (2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم واتخذت قوات الدفاع الجوي يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيدا لها.
ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة ومنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية.
– يتردد دائماً أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوي كلمة (حائط الصواريخ) …نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء بماذا تعني هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط ؟
حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي عن التجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة.
هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة.. وهنا يجب الإشارة إلى التلاحم بين الشعب المصري وأبنائه من قوات الدفاع الجوي أثناء الإعداد والتجهيز للحرب حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوي ومن خلفهم أبطال الشركات المدنية للإنشاءات أثناء تجهيز الدشم المحصنة وكذلك توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات.. ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال الدفاع الجوي والمدنيون من شعب مصر العظيم , كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييد وقام رجال الدفاع الجوي بدراسة بناء حائط الصواريخ.
فخلال خمسة أشهر (إبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس) عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج….. مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح 8 أغسطس 1970, لتسطر قوات الدفاع الجوي أروع الصفحات وتضع في عام 1970 اللبنة الأولى في صرح الانتصار العظيم للجيش المصري في حرب أكتوبر 1973.
– تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصري من أعقد منظومات الدفاع الجوى في العالم حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة… نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة
هناك صراع دائم ومستمر بين منظومات الدفاع الجوى وأسلحة الجو المتمثلة في العدائيات الجوية الحديثة التي أصبحت لا تقتصر على الطائرات المقاتلة بل شملت أسلحة الهجوم الجوى الحديثة المسلحة بها الطائرات وبرز حاليا التحدي الأكبر وهى الطائرات الموجهة بدون طيار بتعدد استخداماتها وأساليبها وإمكانيتها وأضيف عليها الصواريخ البالسيتية والطوافة وكافة أنواع الأسلحة الذكية ذات الأبعاد المتعددة والمزودة بإمكانيات تكنولوجية وفضائية.
مما يستوجب تواجد منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة من مصادر تسليح متنوعة من دول مختلفة سواء الشرقي أو الغربي بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات في العالم وهذا يتطلب جهد كبير لتتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات.. وتتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات تعمل في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.
وتولى القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة اهتماما كبيراً في دعم قوات الدفاع الجوى بتوفير أحدث الأنظمة من عناصر الاستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وكذا تطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن قوات الدفاع الجوى من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة.
– تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكري مع العديد من الدول العربية والأجنبية… والذي يعتبر أحد ركائز التطوير.. فكيف يتم تنفيذ ذلك في قوات الدفاع الجوى؟
هناك اهتمام دائم من قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التي تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقا لأسس علمية يتم اتباعها في القوات المسلحة.
ويأتي بعد ذلك نتيجة لقوة الدولة وبالاستفادة بعلاقاتها السياسية المتنوعة وأهميتها في محيطها الإقليمي والدولي مرحلة التعاون العسكري مع الدول الشقيقة / الصديقة بمجالاته المختلفة.
ويتم تنفيذ ذلك في قوات الدفاع الجوى من خلال ثلاثة مسارات:
المسار الأول:
تنفيذ التدريبات المشتركة مثل [التدريب المصري / الأمريكي المشترك ( النجم الساطع)، التدريب المصري / اليوناني المشترك (ميدوزا)، التدريب البحري المصري / الفرنسي المشترك (كليوباترا)، التدريب المصري / الأردني المشترك (العقبة)، التدريب المصري / الكويتي المشترك (اليرموك)، التدريب العربي المشترك (درع العرب)] لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات في هذه الدول.
وهناك تدريبات ذات طبيعة خاصة بقوات الدفاع الجوى تتميز بالتخصصية مثل التدريبات مع الجانب الأمريكي لمجابهة الطائرات الموجهة بدون طيار، التدريب المصري / الروسي المشترك (سهم الصداقة)، التدريب المصري / الباكستاني المشترك (حماة السماء).
ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى في المستقبل القريب بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات .
ونظراً للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصري على المستوى الإقليمي والعالمي تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون في كافة المجالات ( التدريب، التطوير، التحديث).
المسار الثاني:
تأهيل مقاتلي قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المتميزين للتأهيل الدول الشقيقة والصديقة من خلال دراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة .
المسار الثالث:
تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات والمحافظة على حالة الاستعداد القتالي لمنظومة الدفاع الجوى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة.
أدى التطور الهائل في أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح في معظم دول العالم .. فما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي؟
في عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية… بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفوري للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية الجودة مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها.
ولكن هناك شيء هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر.. هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحققها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية في معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل في إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر.
والدليل على ذلك أنه في بداية نشأة الدفاع الجوي تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا في ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكتروني (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكتروني بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم بعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة).
ونحن لدينا اليقين بأن السر لا يكمن فقط في ما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير في أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة علاوة على الارتقاء المستمر بمستوى تأهيلا لفرد المقاتل.
– من خلال اشتراك قوات الدفاع الجوي في المسابقات الدولية ظهر تفوق فريق السماء الصافية بحصوله على المركز الثالث على مستوى العالم خلال المسابقة.. نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على ذلك؟
نهتم سواء في أسلوب إعداد الفرد المقاتل بقوات الدفاع الجوي باستخدام الأساليب المتعددة تأتى المسابقات كأحد العناصر الأساسية في وقت السلم لتحفيز المقاتلين لبذل كثير من الجهد خلال مراحل التدريب… فكان لا بد من تطوير أساليب التدريب من خلال الاشتراك في المسابقات على المستوى الدولي ومنذ تكليف فريق الدفاع الجوي بالإعداد والتجهيز للاشتراك في المسابقة أكدت للفريق أن المسئولية كبيرة لتمثيل مصر أمام العالم حيث تعتبر المسابقة مؤشر على مستوى التدريب ومدى كفاءة الفرد المقاتل واستعداده لتنفيذ مهامه.
فالمسابقة صممت لتكون محاكاة حقيقية للحرب ومن هنا كان الحافز الحقيقي للتدريب الجاد وكانت البداية بانتقاء نخبة من الضباط والدرجات الأخرى المتميزين والحاصلين على مراكز متقدمة في فرق مكافحة الإرهاب الدولي والقتال المتلاحم ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعداد لمدة ستة أشهر وبعدها يتم تدريبهم لمدة ثلاثة أشهر ثم تصفية المتسابقين واختيار أحسن العناصر للاشتراك في المسابقة.
وتمثلت أعمال التدريب يومياً على رفع اللياقة البدنية واجتياز ميدان موانع مماثل لميدان المسابقة والتدريب على مرحلة الرماية بالرشاش النصف بوصة في ميدان الرماية بمركز التدريب التكتيكي لقوات الدفاع الجوى واستكمال مرحلة التدريب على الرماية عن طريق استخدام مقلدات الصواريخ بمعهد الدفاع الجوى والتي كان لها أكبر الأثر في تحقيقا على النتائج في الرماية الحقيقية بالصواريخ والمدفع الثنائي والبندقية الآلية.
ورغم تصنيف الدول المشاركة في المسابقة من أقوى دول العالم التي تمتلك منظومات دفاع جوى متقدمة والتي تتمثل في دولة (الصين/ روسيا/ بيلاروسيا / أوزباكستان/ باكستان/ فنزويلا).
فقد استطاع فريق الدفاع الجوي الحصول على المركز الثالث على مستوى العالم وكان أداء الفريق المصري مبهر ومتميز بشهادة جميع القادة والفرق المشاركة وجميع من حضر وشاهد البطولة مما خلق روح منافسة عالية جداً.
والخطة المستقبلية للتحضير لمسابقة السماء الصافية 2022 هى تنمية وتعظيم نقاط القوة لتحقيق المركز الأول إن شاء الله.
– لو راجعنا سيناريو الحروب الحديثة سواء السابقة أو الحالية (الحرب الروسية الأوكرانية) نجد أن تحييد سلاح الدفاع الجوى يأتي كأسبقية أولى في أي حرب.. نحتاج لشرح ما يمثله ذلك من عبء على قوات الدفاع الجوي؟
نتيجة المتغيرات الحادة التي تشهدها الساحة الدولية اليوم والتطور السريع والحاد في تكنولوجيا التسليح… فإن امتلاك قوة الردع وأساليب مجابهتها أصبح أكثر طلباً وأشد إلحاحاً وأصبحت القوة العسكرية لأي دولة من المتطلبات الأساسية للدفاع عن الحقوق ولحماية المصالح ولدرء المعتدين صوناً لأمنها القومي.
ويأتي دور قوات الدفاع الجوى ليؤكد هذا المضمون في ظل التوسع في استخدام القوات الجوية وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة بصورها ومديتاها المختلفة حيث يتم بصورة مستمرة متابعة كل جديد في مجال تكنولوجيا التسليح أو فكر الاستخدام لأسلحة الهجوم الجوى المتطورة وتنفيذ الدراسة والتحليل اللازم للوصول لأنسب تطوير مطلوب فبالأسلحة والمعدات وتحديث فكر الاستخدام وأساليب التدريب لمقاتلي الدفاع الجوى.
وقوات الدفاع الجوى كأحد الأفرع الرئيسية لقواتنا المسلحة تسعى جاهدة إلى أداء المهام المنوط بها بعزم رجالها وتوجيهات القيادة العامة في إطار المهمة الرئيسية للقوات المسلحة للمحافظة على الأمن القومي المصري وحماية سماء مصرنا الحبيبة.
وتظهر أهمية دور الدفاع الجوى من خلال طبيعة المهمة الملقاة على عاتقه لمواجهة أي تهديدات محتملة في أي وقت وتحت مختلف الظروف بالإضافة إلى الاستغلال الأمثل للإمكانيات لتنفيذ تلك المهمة الدائمة والمستمرة بمراقبة وتأمين المجال الجوى المصري وتأمين التجمعات الرئيسية للقوات المسلحة والأهداف الحيوية على كافة الاتجاهات الإستراتيجية لاكتشاف العدو الجوى وإنذار القوات عنه في التوقيت المناسب والتي تتطلب استعداد قتالي وكفاءة قتالية عالية في السلم والحرب لاستيعاب التكنولوجيا المتقدمة (فرجال الدفاع الجوى هم عيون مصر الساهرة).
– توصف قوات الدفاع الجوى دائماً بأنها درع السماء القادرة على صد أي عدوان جوي.. سيادة الفريق نطلب من سيادتكم رسالة طمأنينة للشعب المصري عن قوات الدفاع الجوي…
في البداية أود أن أوضح أمرا هاما جداً.. نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة.. إلا أننا في ذات الوقت.. نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة.. والتهديدات التي تتعرض لها كافة الاتجاهات الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ليست بعيدة عن أذهاننا.. ولكن يظل دائما وأبدا للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلماُ وحرباً.. وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي.
فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات… بحيث تكون قادرة في مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح… ويتم تحقيق الاستعداد القتالي العالي والدائم من خلال الحفاظ على حالات وأوضاع استعداد متقدمة تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير في غاية الدقة فإننا دائماً نضع نصب أعيننا الإعداد والتجهيز باستشراف الغد وبالتطوير المستمر.
أؤكد للشعب المصري أن قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولي قوات الدفاع الجوى كافة الدعم لضمان التطوير المستمر بكافة أسلحة ومعدات قوات الدفاع الجوى لامتلاك القدرة وعلى المستوى الذي يليق بالدولة المصرية.
وأود أن أطمئن الشعب المصري أن قوات الدفاع الجوي القوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية تعمل ليل نهار سلماً وحرباً في كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها ونعاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي على أن نسير قدماً في تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوي وأن نظل دوماً جنوداً أوفياء حافظين العهد مضحين بكل غال ونفيس نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعاً لأمتنا العربية.