القاهرة – «القدس العربي» :
شهدت مصر خلال الأيام الماضية، أحداثا دامية، أثارت مخاوف المصريين، بعد تكرار وقائع عنف وإقدام شباب على الانتحار، فيما يمثل ظاهرة. فقد أقدم طالب مصري على ذبح زميلته في مدينة المنصورة في دلتا مصر. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، فيديو للطالب وهو يطعن زميلته في الشارع أمام باب كلية الآداب في جامعة المنصورة، إثر رفضها الارتباط به.
وقرر النائب العام، حمادة الصاوي، حبس الشاب احتياطيا بعد أن أقر بجريمته.وجاء في بيان للنائب العام صدر ليلة الإثنين الثلاثاء، أنه “أمر بحبس المتهم محمد عادل أربعة أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل الطالبة نيرة عمدًا مع سبق الإصرار أمام جامعة المنصورة” في محافظة الدقهلية.ووفق بيان النائب العام، فقد “أقر (المتهم) بارتكابه جريمة قتل المجني عليها عمدًا مع سبق الإصرار للخلافات التي كانت بينهما ورفضها الارتباط به” . كذلك أكدت شهادة الشهود وبينهم والدا الفتاة “تعرض المتهم الدائم للمجني عليها على إثر فشل علاقتهما ورفضها لشخصه، وعقدهم جلسات عرفية وتحريرهم محاضر رسمية ضده منذ ما يربو على شهرين لأخذ تعهده بعدم التعرض لها”، حسب البيان.
وأثار شريط الفيديو القصير الغضب بين المصريين على منصات التواصل الاجتماعي، وكتب أحد المستخدمين “حادث مؤلم وجريمة شنيعة بكل ما تعنيه الكلمة، تستوجب على المجتمع كله مزيدًا من العناية بأولادهم وتنشئتهم على القيم الأصيلة وتنمية الوازع الديني لديهم”.
فيما كتبت مستخدمة أخرى على فيسبوك “يجب أن يكون عقابه عبرة للجميع حتى لا يتكرر مرة أخرى، ما حدث كأفلام الرعب”.
وتقدم النائب أحمد مقلد، أمين سر لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه لمصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لخالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بشأن الواقعة.
وقال “: فوجئنا بخبر حادث شنيع بذبح إحدى طالبات جامعة المنصورة على يد أحد زملائها في الجامعة، ما مثل صدمة لدينا جميعا، ويجعلنا نتساءل عن مدى فاعلية استراتيجية مكافحة العنف داخل المؤسسات التعليمية، والإجراءات المتبعة لحماية الطلاب من كافة أشكال العنف والتمييز داخل تلك المؤسسات.”
كما تقدم النائب خالد بدوي، ببيان عاجل للمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب. وجاء في البيان: “تابعنا وبكل أسى وحزن خبر قيام أحد الطلاب في كلية الآداب في جامعة المنصورة بذبح زميلته أمام الجامعة وأمام المارة، ما أصاب جموع الشعب المصري بحالة من الاستهجان على ما وصل إليه شبابنا؛ الذي انتهج طريق العنف الدموي بهذا الشكل، وهو الأمر الذي لم نعتده جميعا، ولم نعتد أن نراه في شبابنا”.
ولم تمر ساعات حتى أقدم شاب مصري على القفز بسيارته في نهر النيل من فوق أحد جسور المدينة نفسها.
وكان الشاب، الذي يدعى مصطفى توكل، استبق محاولته الانتحار بنشر تغريدة أثارت جدلا كتب فيها: “أراكم بخير.. وصيتي ألا يسير أبي في جنازتي”.
كذلك انتحر شاب بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، ليسقط جثة هامدة، فيما أمر النائب العام بالتحقيق العاجل في الواقعة.
وحسب أقوال العاملين في البرج، فإن الشاب صعد إلى الطابق الأخير ثم فاجأ الجميع بالقفز منه. وأمرت النيابة العامة بتشريح الجثة، فيما تكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف غموض الواقعة.
وفي واقعة أخرى شهدتها مدينة المنصورة، قام قائد سيارة بدهس إحدى الفتيات وبصحبته شخص يقوم بترويع المواطنين بسلاح ناري في الدقهلية.
وأثارت هذه الوقائع مخاوف المصريين من تحولها لظاهرة.
وكتب عمرو بدر عضو مجلس نقابة الصحافيين السابق: “في نفس اليوم الذي قتلت فيه بنت مسكينة ومسالمة وبدون سبب أو ذنب وبطريقة بشعة، أنهى شاب حياته ويلقي بنفسه من أعلى برج القاهرة، ما يشهده المجتمع تعبير عن انتشار غير طبيعي للإحباط واليأس والعنف والكراهية بصورة لم تمر علينا قبل الآن”.