لندن- خاص بـ”رأي اليوم”:
تجري فصائل المقاومة الوطنية والإسلامية الفلسطينية مشاورات دقيقة للتمحيص في خياراتها بخصوص احتمالات التصعيد العسكري مستقبلا أو في الوقت العاجل القريب.
ويبدو أن الجزء المتعلق بالمعادلة اللبنانية في أي معركة إقليمية وشيكة تحت عنوان الصراع الإسرائيلي- الإيراني أو التصعيد ضد قطاع غزة أو حتى تنفيذ تهديدات نفتالي بينت الاخيرة رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة بخصوص استئصال المقاومة في قطاع غزة وإخضاعها وتغيير معادلات اللعب الآن في حال حصول أي تطور من هذا النوع في هذا الجزء تحديدا تريد المقاومة الفلسطينية وكما علم من مصادر موثوقة جدا فيها التوثق من الأرض التي “تطأ” قدم عليها عندما يتعلق الامر بالجزء اللبناني حصرا من المشهد.
وهنا يأتي دور “حزب الله” وضماناته والتسهيلات التي يمكن أن توفرها ساحة لبنان في معركة مفصلية أو تصعيد عسكري قادم والخيارات التي يعنيها ذلك في النهاية والنتائج والتداعيات.
كل تلك معطيات تدرس الآن وبعد حوار يبدو أنه صار في اتجاهين وتطرق للكثير من التفاصيل الحوار.
الأول شمل قادة ورموز بعض فصائل المقاومة الفلسطينية مع قيادات أساسية سواء في الحرس الثوري الإيراني أو في حزب الله اللبناني.
والحلقة الثانية في الحوار كانت داخلية وتخص حركتي حماس والجهاد الإسلامي حصرا بطبيعة الحال لتدقيق الخيارات وثمة جولة حوار تفصيلية تطرقت للتفاصيل المحتملة حتى داخل قيادات حركة حماس و بين الصفين العسكري والسياسي.
كل تلك التدقيقات تحاول قياس “الجدوى والنتائج” وتكثّفت ودرست بعناية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ويبدو أن الجاهزية كبيرة لخطة منسّقة على صعيد تحديد وبرمجة كيفية الاشتباك وتوقيته وإلى أي مدى وتوقعاته وتداعياته في حال التصعيد العسكري أو لجوء اسرائيل لخيار التصعيد العسكري سواء ضد حزب الله في لبنان أو ضد فصائل المقاومة وأهل قطاع غزة.
وهنا حصريا يعلم الجميع بأن غرفة عمليات مشتركة في النطاق الإستخباري تحديدا وجمع المعلومات وتقييم المعطيات برزت خلال الأسابيع القليلة الماضية بين فصائل المقاومة الفلسطينية او بين غرفة عمليات استخبارات الحرس الثوري وأيضا عمليات ترتيب وغرفة عمليات مع حزب الله اللبناني وهو ما أقر به القيادي في كتائب القسام علنا عبر قناة “الجزيرة” محمد السنوار.
بكل حال في الجزء المتعلق بحزب الله تحديدا ثمة متضمنات أو تأكيدات أو إبلاغات من الحزب بانه لا يسمح بالمزاودة عليه في قضية القدس والمسجد الأقصى وبأنه جاهز للاشتباك مع فصائل المقاومة الفلسطينية والوطنية عن حصول أي معركة مرتبطة بالمسجد الأقصى والقدس.
لكن تأكيدات الحزب اللبناني هنا أثارت نقاشا بين الجناحين السياسي والعسكري داخل حركة حماس والجهاد الإسلامي خصوصا وان الجانب السياسي يريد تقييم مسالة مشاركة “حزب الله” والتحالف العسكري المباشر في الصدام مع الإسرائيليين معه باطار سياسي أعمق من نظام التضامن.
ويرغب الجناح السياسي كما علمت “رأي اليوم” هنا بأن تجري عملية تقييم عميقة ما إذا كان مصلحة أهل قطاع غزة وكتائب المقاومة الفلسطينية تقتضي أن يشاركها حزب الله لأسباب فلسطينية هذه المرّة في معركةٍ ما.
ومعرفة معركة أيضا ما إذا كان حزب الله نفسه يسعى لذلك أو يمكن أن يستفيد منه خصوصا حال التوثّق من تداعيات خلط الورقتين اللبنانية والفلسطينية معا في سياق مشهدي واحد.