قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن “عبدالفتاح البرهان”، إن الجيش استولى على السلطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أجل “استعادة المسار الديمقراطي، وفك هيمنة فصيل معين على بقية الشعب السوداني”، متهما المتظاهرين في بلاده بـ”انتهاك السلمية”.

وأضاف “البرهان”، في حوار مع قناة “الحرة”، تم بثه الأحد، أن المكون العسكري يريد “تحقيق التوافق”، مشيرا إلى أن الوثيقة التي تم توقيعها مع رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، “تثبت ذلك”.

وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قام “عبدالفتاح البرهان”، بإجراءات حل بموجبها الحكومة المدنية التي تكونت عقب سقوط نظام الرئيس المعزول “عمر البشير”، ومنذ ذلك الوقت يشهد السودان احتجاجات متجددة.

واتهم “البرهان” المتظاهرين في بلاده بـ”انتهاك السلمية” ومهاجمة أقسام الشرطة والمقرات الحكومية، بحد زعمه.

وأضاف أن قوات الأمن لديها تعليمات واضحة “بعدم مهاجمة من يريد التعبير عن رأيه بالتظاهر السلمي.. كما أنها مأمورة بعدم حمل الأسلحة أو مطاردة المتظاهرين، وأن تبقى في مواقعها وتحافظ على ممتلكات الدولة ومقارها”.

 

 

ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري، وبحسب بيانات لجنة الأطباء المركزية، فقد ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات إلى 106، بعد مقتل متظاهر في أم درمان الأسبوع الماضي.

وقال “البرهان” إن أجهزة الشرطة هي من تتولى الحفاظ على الأمن والأماكن السيادية، وإن المكون العسكري ليس له علاقة بهذه الأمور.

كما نفى اتهامات لجنة الأطباء المركزية باستخدام قوات الأمن لمواد محظورة دوليا في التعامل مع المتظاهرين، متسائلا: “إن كانت محظورة دوليا، من أين سنأتي بها؟.. نحن دولة معروف إمكانياتها وقدراتها”.

وتابع أن الشرطة والقوات المسلحة لديها من الأسلحة ما إن تم استخدامه في المظاهرات، لأدى لخسائر كبيرة.

وأشار “البرهان” إلى أن لجنة التحقيق في قتل المتظاهرين حددت عدة متهمين، جاري التحقيق معهم من قبل الأجهزة العدلية، مشددا على أنه لا يتدخل في عمل هذه الأجهزة، وهي من بيدها إعلان نتائج أعمالها.

ووصف “البرهان” المظاهرات بأنها لا تعبر عن “الصوت الحقيقي” للشعب السوداني، مقارنا عدد المتظاهرين، بالذين خرجوا ضد “البشير” في أبريل/نيسان 2019.

وأكد “البرهان” أن عودة الجيش للثكنات تتوقف على “نوع الاتفاق” الذي سيتم التوصل إليه مع المكون المدني.

ولفت إلى أنه مستعد للتخلي عن منصبه، مستدركا أنه “أمر مرهون بالتوافق الوطني”، كما أكد أنه يرفض الانقلابات العسكرية، ويريد إصلاح الأوضاع السياسية، بحسب تعبيره.

 

 

وفي سياق آخر، نفى رئيس مجلس السيادة الانتقالي ضلوع مجموعة “فاجنر” الروسية في عمليات تنقيب بالسودان، مؤكدا أنه لا وجود للمجموعة المعروفة بأنشطتها العسكرية ومساعدتها الأنظمة الديكتاتورية، بالبلاد.

وخلال الأسابيع الماضية، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، عن تزايد نشاط شركة “فاجنر” في التنقيب على الذهب في السودان، والتعاون مع قادة المكون العسكري، بحسب “الحرة”.

ومنذ استيلاء الجيش السوداني على السلطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثفت “فاجنر” شراكتها مع قائد قوات الدعم السريع والرجل الثاني بالمجلس العسكري الذي نفذ الانقلاب، “محمد حمدان دقلو”، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي وصفته بأنه “متعطش للسلطة”.

وخلال الحوار مع “الحرة” نفى البرهان وجود أي تحالف بين المكون العسكري وحزب المؤتمر الوطني المحظور، وهو الحزب الحاكم في عهد الرئيس السابق “عمر البشير”، مؤكدا أن الجميع متوافق على منع مشاركة “المؤتمر” في العملية السياسية بالفترة الانتقالية.

وقال: “التحالف مع أي جهة سياسية لا يتوافق مع مبادئ العمل في المؤسسة (العسكرية)”.

وكان البرهان جمد عمل “لجنة إزالة التمكين”، التي تكونت لاسترجاع الأموال وتفكيك المكاسب الاقتصادية والسياسية التي استولى عليها نظام “البشير”.

وأرجع “البرهان” ذلك إلى أن أعمال اللجنة كان “يشوبها أخطاء” في عدد من الملفات، مشيرا إلى احتمال استبدالها بلجنة قانونية لـ”مكافحة الفساد”.

وفي مارس/آذار الماضي، امتنعت السودان عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي “يطالب روسيا بالتوقف الفوري عن استخدام القوة ضد أوكرانيا”.

وفي هذا الصدد اكتفى “البرهان” في حواره بالتعليق أن السودان دوما مع وقف الحرب وحل المشاكل بالطرق السلمية.

وقال “البرهان” إن علاقات السودان مع موسكو “عادية مثل علاقتنا مع أمريكا وكل دول العالم، تحكمها المصالح المشتركة”.

وأضاف: “نحرص أن تكون علاقتنا متوازنة مع الجميع، وليس لدينا اتجاه لتفضيل طرف عن الآخر، لكن نسعى أن نكون جزء من المنظومة الدولية للحفاظ على السلام في بلدنا وإقليمنا والعالم أجمع”.

وخلال حواره طالب “البرهان” الأطراف السياسية كلها بأن تقدر الحالة التي تمر بها البلاد، مؤكدا أن جميع الأطراف عليها أن تقدم تنازلات، طالما لا تؤثر على سيادة البلاد أو مختلف مكونات الشعب السوداني.

وشدد “البرهان” على أن الانتخابات هي الفيصل النهائي في كل ذلك، وهي التي ستحدد من سيحكم السودان.

المصدر | الخليج الجديد