الناصرة – “رأي اليوم” :
هل تتجّه روسيا لتصعيدٍ دبلوماسيٍّ مع إسرائيل؟ الإجابة على هذا السؤال ستكون واضحّة في الأيّام القريبة القادمة، ومع ذلك، فقد أكّد مصدر إسرائيليٌّ مسؤول صباح اليوم الأحد أنّ روسيا تقوم في هذه الأيام بإعداد صياغة مشروع قرار تقدمه إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل، وذلك في أعقاب العدوان الذي شنّه سلاح الجوّ الإسرائيليّ على مطار دمشق الدوليّ المدنيّ، في العاصمة السوريّة دمشق، في العاشر من الشهر الجاري، حزيران (يونيو)، والذي أدّى لتعطيل المدرجّات وخروجها عن الخدمة، لفترةٍ قد تستمّر عدّة أيّامٍ أوْ حتى أسابيع.
وأثار العدوان الغاشِم على مطار دمشق الدوليّ وتعطيل بعض المهابط انتقادات حادة من قبل روسيا التي أكّدت أنّه لا يوجد أيّ مبرر للهجمات الإسرائيلية على مطار دمشق، حيث دفعها هذا الانتقاد إلى تحرك غير مسبوق ضد إسرائيل في مجلس الأمن التابع للأم المتحدة، علمًا أن إسرائيل غالبًا ما كانت تحظى بدعم موسكو في المؤسسات الأممية.
ووفق المصادر الإسرائيليّة، كما ذكرت الإذاعة الإسرائيليّة شبه الرسميّة (كان)، اليوم الأحد، جاء في مشروع القرار الذي صاغته روسيا وستقدمه إلى مجلس الأمن أنّ الهجوم نفذ بشكل ينتهك القانون الدولي، ويقوض الاستقرار وينتهك أيضًا سيادة سورية والدول الأخرى، في إشارة إلى كيفية تنفيذ الهجوم المنسوب إلى إسرائيل، وعليه، يجب محاسبة المسؤول على تنفيذ الهجوم لأنه أضر بشكل صارخ بالقدرة على مساعدة سورية إنسانيًا، بحسب المصادر التي اعتمدت عليها الإذاعة العبريّة.
وأكد مسؤولون إسرائيليون في حديثهم مع الإذاعة أنّ روسيا تقوم بالفعل بصياغة مشروع قرار من هذا القبيل، لكن فرصتها في تلقي الدعم ليست عاليةً، ونقلت الإذاعة عن مصدرٍ إسرائيليٍّ قوله إنّ “إيران تواصل استخدام الأراضي السورية والمطار لتهريب السلاح”، على حدّ تعبيره.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت إنّ روسيا تدين بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق الدولي، وتطالب الجانب الإسرائيلي بوقف هذه الممارسة الشريرة.
وذكرت الوزارة أن سلاح الجو الإسرائيلي ضرب في 10 يونيو، أراضي الجمهورية العربية السورية، وكان الهدف من الهجوم مطار دمشق الدولي.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت، أنه “وفي هذا الصدد، علينا أن نؤكد مرة أخرى أن القصف الإسرائيلي المستمر على أراضي الجمهورية العربية السورية في انتهاك للقواعد الأساسية للقانون الدولي أمر غير مقبول على الإطلاق. نحن ندين بشدة الهجوم الاستفزازي الذي ارتكبته إسرائيل على أهم هدف في البنية التحتية المدنية السورية”.
وشددت الخارجية على أن “مثل هذه الأعمال غير المسؤولة تخلق مخاطر جسيمة على الحركة الجوية الدولية وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي”، مطالبة الجانب الإسرائيلي بوقف هذه “الممارسة الشريرة”، وفق ما أكّدته الخارجيّة الروسية.
من ناحيتها قالت صحيفة (معاريف) العبريّة إنّ “هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل بنى تحتية مدنية، فخلال معركة (الجرف الصامد) عام 2014 تمّت مهاجمة محطة الطاقة في قطاع غزة، وفي حرب لبنان الثانية قصف سلاح الجو مخازن الوقود التابعة لشركة الكهرباء اللبنانية”، على حدّ تعبيرها.
وتابعت قائلةً: “لكن هذه الأيام ليست أيام حرب، وتعطيل الملاحة الجوية لدولة جارة هو من دون أدنى شك عمل بعيد المدى، وإسرائيل ارتقت درجة، وربما أيضًا غيّرت سياستها، ومن الآن هي تسمح لنفسها بمهاجمة منشآت بنى تحتية مدنية في أيام الروتين أيضًا، ومطار دمشق الدولي هوجم، لأنّه يُستخدم منذ سنوات نقطة عبور ذخيرة وعتاد عسكري من طهران إلى حزب الله”، كما زعمت.
وتساءلت الصحيفة: “إذا كنا نعطّل المطار المركزي لدولة أخرى في أيام الروتين، ماذا تبقى لنا القيام به في حالة الطوارئ، وكيف سنحطّم معنوياتهم وكيف سنُظهر رباطة جأش؟، و”هل استخدم الجيش الإسرائيليّ في هذا الهجوم قوة معيارية أوْ ما هو متعارف عليه أسلوب غير تناسبي؟ هل بذلك لم نعرّض مطارنا الدولي مطار بن غوريون لهجوم مشابه؟”.
وخلُصت الصحيفة إلى التساؤل: “كيف يمكن لإسرائيل الإدعاء ضد “حماس” على سبيل المثال، أنهم أخذوا سكان غلاف غزة كرهائن وشوّشوا حياتهم، بعد أنْ قامت هي بتشويش حياة عشرات الآلاف من المواطنين السوريين، وشركات الملاحة، وشركات السفر ومسافرين أجانب؟”.