انطاكيا – «القدس العربي» ووكالات:
أعلنت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أنها اعتقلت، فجر أمس الخميس، قيادياً بارزاً متمرساً في صناعة القنابل في تنظيم “الدولة” (داعش) خلال عملية إنزال جوي شمال سوريا.
وكانت مروحيات تابعة للتحالف حطّت لبضع دقائق فقط في قرية الحميرة في منطقة واقعة تحت سيطرة القوات التركية وفصائل سورية موالية لأنقرة في ريف حلب الشمالي الغربي.
وكشفت مصادر لـ”القدس العربي” أن القيادي في تنظيم “الدولة” هو هاني أحمد الكردي، الذي يعتبر إحدى الشخصيات النافذة في التنظيم في سوريا”، وكان يعرف بـ”والي الرقة”.
وقال الصحافي همام عيسى إن الكردي كان يعمل في مجال التفخيخ مع “جبهة النصرة” سابقاً، ومع التنظيم لاحقاً في مشفى العيون التخصصي، الذي اتخذه التنظيم مقراً له في حي قاضي عسكر في مدينة حلب، في عام 2014. وكان الكردي يعمل تحت قيادة أبو الليث الحلبي، القيادي في التنظيم الذي اعتقل قبل 3 سنوات في دولة مجاورة لسوريا، وكان ينتحل شخصية نازح من حلب، باسم فواز، بعد أن غادر الرقة عقب سقوطها بيد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في أواخر عام 2017.
وأضاف لـ”القدس العربي” قائلا: “الكردي توجه لمحافظة إدلب، ومن ثم انتقل إلى ريف حلب الشمالي تحت اسم فواز، وعمل في بيع المحروقات في جرابلس، في حين أن مهمته تسهيل طرق تهريب عناصر التنظيم من مناطق سيطرة “قسد” إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب وإدلب”.
وحسب عيسى، فإن الكردي كان يتواصل مع المهربين من أجل تسهيل هرب عناصر ونساء عناصر التنظيم من مخيم الهول في ريف الحسكة، الخاضع لسيطرة “قسد”.
وفي السياق كشف مصدر من “الجيش الوطني”، المدعوم من تركيا، عن تفاصيل عملية الإنزال الجوي التي نفذتها قوات أمريكية، مبيناً أن 6 مروحيات أمريكية نفذت العملية.
وأوضح لـ”القدس العربي”، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن مروحيتين هبطتا في قرية الحميرة غربي جرابلس، وتولت المروحيات الأربع المتبقية تأمين الحماية النارية.
وحسب المصدر، تعرضت سيارة مدنية اقتربت من مكان الإنزال الجوي، لإطلاق نار “تحذيري” من المروحيات الأمريكية، وسُمع إطلاق نار بعد اندلاع اشتباكات محدودة، قبل أن تنسحب المروحيات.
وجاءت عملية اعتقال الكردي، بعد يومين من قيام “هيئة تحرير الشام” باعتقال عدد من قيادات تنظيم “الدولة” في ريف إدلب، وسط أنباء عن تسجيل أجواء إدلب طلعات جوية لطائرات استطلاع تابعة لـ”التحالف الدولي” بقيادة واشنطن، وهو ما أثار اتهامات من قبل ناشطين حول تبادل معلومات بين “تحرير الشام” وتركيا ونقلها للولايات المتحدة.
لكن الباحث في مركز “مشارق ومغارب” عباس شريفة، المتخصص في الجماعات الجهادية، استبعد ذلك، مشدداً على رفض الولايات المتحدة التعاون مع “تحرير الشام” المصنفة في قوائم “الإرهاب”، وهو ما ينطبق على تركيا التي تصنف هي الأخرى “تحرير الشام” ضمن تنظيمات الإرهاب، وإن لم يمنع ذلك التنسيق بين الطرفين، لكن في قضايا محددة تتعلق بالحدود والوجود التركي في إدلب.