وأكدت مصادر لـ24 في سوريا، أن الميليشيات بدأت نقل منظومات تقنية متصلة بعمليات تطوير الصواريخ داخل عدد من الشاحنات إلى مستودع على أطراف بلدة النبك في سهل القلمون السوري، بمحاذاة البقاع اللبناني، بعد عبورها من الأراضي العراقية إلى منطقة دير الزور.

وتؤكد المصادر أن الشاحنات انطلقت خلال الليالي الثلاث الماضية نحو المناطق اللبنانية، عبر طرق قديمة يستعملها حزب الله لتهريب مادة الوقود، الأول من النبك إلى دير عطية ومن ثم باتجاه طريق قريب لبلدة عرسال، والثاني إلى منطقة القصير حيث يوجد عدد من أكبر قواعد الميليشيات العسكرية، والثالث عبر بلدة عسال الورد ومن ثم بلدة الطفيل في الأراضي اللبنانية وصولاً إلى قاعدة في بلدة بريتال.

وتضم كل قافلة شاحنة كبيرة مع عدد من السيارات تحمل مسلحين لحمايتها على الطرق، بينما تحاول الوصول سريعاً إلى مواقعها تحضيراً لما تتوقعه طهران وميليشياتها حرباً قريبة تدق على الأبواب.

وترجح المصادر أن تكون بعض الشاحنات تحمل مواداً وهمية غير متصلة بالتسلح، حيث ترى أن الميليشيات تجرب هذه الطرق إن كانت تحت رقابة المسيرات الإسرائيلية التي تجوب الحدود، وكما يبدو فإن القصف الإسرائيلي أصاب تجهيزات وتقنيات وصلت من طهران إلى مطار دمشق موجهة لحزب الله، وهدف هذه التجهيزات انتاج نسخة من الصواريخ تتمتع بدقة وكفاءة عاليتين.

واستهدفت القوات الاسرائيلية فجر الجمعة، مطار دمشق، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بفعل الضرر الكبير الذي لحق بمدرجات الهبوط والإقلاع، الأمر الذي أدى إلى شلل المطار بشكل كامل.

والمدرج المتضرر هو الوحيد الذي كان قيد الخدمة في المطار بعد تضرر المدرج الثاني وتوقفه عن الخدمة جراء ضربات إسرائيلية استهدفت شحنات ومستودعات أسلحة تابعة لمجموعات موالية لإيران في حرم المطار عام 2021.

وسبق أن حذر مهندسون يعملون في المطار من انهيار المدرج الشمالي بسبب هبوط وإقلاع طائرات الشحن العسكرية الإيرانية، المحملة بأطنان من الأسلحة والذخائر، حيث أن انفجار أي واحدة منها سيؤدي إلى دمار كامل للممر.

وأظهرت صورا جوية عالية الدقة الضرر الكبير الذي لحق بالمدرجين الشمالي والجنوبي جراء الاستهداف الأخير. وتُظهر الصور ثلاث ضربات دقيقة بينها مسافات متساوية بنحو 600 متر على كل مدرج، ما يعني تعمداً لإخراج المطار عن الخدمة بعد تحذيرات عدة وجهت لدمشق لوقف هذه طائرات نقل السلاح.