الكوثر :
ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
اسلامیات_ الکوثر: نهنئ الامام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والمراجع العظام والامة الاسلامية بذكرى ولادة الإمام علي بن موسى الرضا ( عليهما افضل الصلاة والسلام )
تاريخ ولادة الامام الرضا
يوم ( 11 ذي القعدة ) ، يوم الجمعة ، وقيل الخميسن ، سنة ( 148 هـ ) ، ولادة الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، وقيل : في 11 ربيع الأوّل سنة ( 153 هـ ) ، وقيل : في 11 ذي الحجة سنة ( 153 هـ ) والأوّل هو المعتمد .
أمه : أم ولد يقال لها : أم البنين ، وأسمها نجمة ، ويقال : سكن النوبيه : ويقال : تكتم .
وروي أن حميدة أم موسى بن جعفر ( عليه السلام ) لما أشترت نجمة رأت في المنام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لها ( يا حميدة ، هبي نجمة لأبنك موسى ، فإنها سيلد منها خير أهل الأرض ) فوهبتها له ، فلما ولدت له الرضا سماها الطاهرة.
اقرأ ايضاً
عشية ذكرى ولادته … غسل القبة الذهبية لحرم الإمام الرضا عليه السلام+ صور
يكنى أبو الحسن
وألقابه : سراج الله ، ونور الهدى ، وقرة عين المؤمنين ، ومكيدة الملحدين ، وكفوا الملك ، وكافي الخلق ، ورب السرير ، ورءاب التدبير ، والفاضل ، والصابر ، والصديق ، والرضي .
وإنما سمي ( عليه السلام ) الرضا كان رضي الله (عز وجل ) في سمائه ، ورضي لرسوله والائمّة ( عليهم السلام ) بعده في أرضه ، وقيل : لأنه رضي به المخالف والموافق .
وروي عن نجمة أم الإمام الرضا ( عليه السلام ) قالت : لما حملت بإبني علي لم أشعر بثقل الحمل ، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني ، فيفزعني ذلك ويهولني ، فإّذا أنتبهت لم أسمع شيئاً ، فلما وضعته وقع على الارض واضعاًً يده على الارض ، رافعاً رأسه الى السماء يحرك شفتيه ، كأنه يتكلم ، فدخل أبوه موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، فقال لي : هنيئاً لك يا نجمد كرامة ربك ، فناولته إياه في خرقه بيضاء ، فأذّن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى فدعا في ماء الفرات ، فحنكه به ، ثم ردهّ إليّ وقال : خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه .
الكوثر
ذكرى ولادة الإمام الرضا(عليه السلام)
ولد بالمدينة يوم الجمعة أو يوم الخميس الحادي عشر من شهر ذي الحجة، أو شهر ذي القعدة ،أو شهر ربيع الأول، على اختلاف الروايات، من سنة 153، أو سنة 148، للهجرة النبوية المباركة ، في السنة التي توفي فيها جده الإمام الصادق عليه السلام، أو بعدها بخمس سنين.
و توفي يوم الجمعة أو الإثنين آخر شهر صفر، أو 17 أو 21 من شهر رمضان، أو 18 جمادى الأولى، أو 23 من ذي القعدة، أو آخر شهر ذي القعدة من سنة203 للهجرة، أو سنة 206، أو 202، قال الصدوق في العيون: الصحيح أنه توفي في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة 203 للهجرة، وكانت وفاته بطوس من أرض خراسان، في قرية يقال لها (سنا آباد) من رستاق نوقان.
وقد بلغ سلام الله عليه من العمر «48» أو«47» أو«50» أو«51» أو «57 سنة و49 يوما أو 79 يوما أو بزيادة 9 أشهر عليها أو 6 أشهر و10 أيام» على حسب الاختلاف في تأريخ المولد والوفاة.
أقام منها مع أبيه «24 سنة وأشهرا» كما في مطالب السؤول، و«25 سنة إلا شهرين» في قول ابن الخشاب، والارجح أن يكون عمره يوم وفاة أبيه «35 سنة» أو «29 سنة وشهرين»، وقد بقي عليه السلام بعد أبيه الامام موسى بن جعفر 25 سنة كما في مطالب السؤول، والارجح ان يكون بقاؤه بعد ابيه عليه السلام 20 سنة كما في الإرشاد، او قريب من ذلك، وهذه هي مدة إمامته وخلافته، وهي بقية ملك الرشيد عشر سنين وخمسة وعشرين يوما، ثم خلع الأمين وأجلس عمه إبراهيم بن المهدي أربعة وعشرين يوما، ثم أخرج محمد ثانية وبويع له وبقي سنة وسبعة أشهر وقتله طاهر بن الحسين، ثم ملك المأمون عبد الله بن هارون بعده عشرين سنة، واستشهد عليه السلام بعد مضي خمس سنين أو ثمان سنين من ملك المأمون.
أمه:
ورد في كتاب مطالب السؤول ان: أمه أم ولد تسمى الخيزران المرسية، وقيل شقراء النوبية، وقيل ان اسمها أروى وشقراء لقب لها.
قال الطبرسي في إعلام الورى: أمه أم ولد يقال لها أم البنين واسمها نجمة، ويقال سكن النوبية، ويقال تكتم، قال الحاكم أبو علي قال الصولي والدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلام:
ألا أن خير الناس نفسا ووالدا *** ورهطا وأجدادا علي المعظم
أتتنا به للعلم والحلم ثامنا *** إماما يؤدي حجة الله تكتم
قال أبو بكر: وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن العباس ولم أروه وما لم يقع لي رواية وسماعا فإني لا أحققه ولا أبطله، قال وتكتم من أسماء نساء العرب قد جاءت في الأشعار كثيرا منها في قول الشاعر:
طاف الخيالان فزادا سقما *** خيال تكنى وخيال تكتما
(اه) وصحح الفيروز آبادي تكنى وتكتم على بناء المجهول وقال كل منهما اسم لامرأة.
كنيته :
(أبو الحسن) وهي أشهر كناه، وكنيته عند الرواة وأهل الحديث (أبو الحسن الثاني). وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين ما يدل على أنه يكنى بأبي بكر فروى بسنده عن عيسى بن مهران عن أبي الصلت الهروي قال: سألني المأمون يوما عن مسألة فقلت قال فيها أبو بكر كذا وكذا فقال من أبو بكر أبو بكرنا أو أبو بكر العامة قلت بل أبو بكرنا فقال عيسى لأبي الصلت من أبو بكركم فقال علي بن موسى الرضا كان يكنى به.
أقول: ولعل كنية أبي بكر هي كنيته التي كان العامة وأهل السنة يكنونه بها، ولعل رضا الإمام بالتسمي بهذه الكنية كان للتقية وبشكل مؤقت لذلك لم يعرفها عيسى وسأل (من أبو بكركم)، او هي من الكنى التي أطلقها عليه المأمون واجبر الإمام على قبولها، وعلى أي حال فالرواية بحسب الظاهر قد انفرد بها أبو الفرج الأصفهاني وهو من العامة .
لقبه:
ورد في كتاب مطالب السؤول انه عليه السلام لقب بألقاب كثيرة فمن ألقابه: الرضا والصابر والرضي والوفي وأشهرها الرضا، ومثله في الفصول المهمة مع إبدال الرضي والوفي بالزكي والولي.
وفي مناقب ابن شهر آشوب: قال أحمد البزنطي: إنما سمي الرضا لأنه كان رضاً لله تعالى في سمائه ورضاً لرسوله والأئمة عليهم السلام بعده في أرضه، وقيل لأنه رضي به المخالف والمؤالف وقيل لأنه رضي به المأمون. أقول: والقول الأول هو الصحيح الموافق للحق.
نقش خاتمه:
في الفصول المهمة: (حسبي الله).
وفي الكافي بسنده عن الرضا عليهالسلام: نقش خاتمي (ما شاء الله لا قوة إلا بالله).
وفي العيون: نقش خاتمه (وليي الله).
شاعره:
دعبل الخزاعي، وأبو نواس، وإبراهيم بن العباس الصولي.
أولاده:
قال كمال الدين محمد بن طلحة في مطالب السؤول: أما أولاده فكانوا ستة: خمسة ذكور وبنت واحدة وأسماء أولاده: محمد القانع، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسن، عائشة .
ونحوه ذكر عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة، وابن الخشاب في مواليد أهل البيت، وأبو نعيم في الحلية.
وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: أولاده: محمد الإمام أبو جعفر الثاني، وجعفر، وأبو محمد الحسن، وإبراهيم وابنة واحدة.
و قال المفيد في الإرشاد: مضى الرضا عليه السلام ولم يترك ولدا نعلمه إلا ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام.
وقال ابن شهر آشوب في المناقب: أولاده محمد الإمام فقط.
وقال الطبرسي في إعلام الورى: كان للرضا من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن علي الجواد لا غير.
وعن العدد القوية: كان له ولدان محمد وموسى لم يترك غيرهما.
وعن قرب الإسناد أن البزنطي قال للرضا عليه السلام إني أسألك منذ سنين عن الخليفة بعدك وأنت تقول ابني ولم يكن لك يومئذ ولد [و] اليوم قد وهب الله لك ولدين فأيهما هو؟. أقول: وفي هذا الحديث تقوية لمن يقول ان له ولدان.
ونقل المجلسي في البحار في باب حسن الخلق عن عيون أخبار الرضا عليه السلام حديثا عن فاطمة بنت الرضا عن أبيها الخ. أقول ان في هذا الحديث تقوية لمن يذهب إلى أن للإمام عليه السلام بنت ولكن ليس اسمها عائشة البعض بل هي فاطمة بن علي الرضا.
فضائله ومناقبه:
و هي كثيرة وقد تكلفت بها كتب الأخبار والتأريخ. قال اليافعي في مرآة الجنان: فيها (أي سنة 203) توفي الإمام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاظم أحد الأئمة الاثني عشر ولي المناقب الذين انتسبت الإمامية إليهم وقصروا بناء مذهبهم عليهم .
ولا بد من ملاحظة ما مر من تنبيه في سيرة الإمام الصادق عليه السلام من اشتراك الكل في أنهم أكمل أهل زمانهم ونحن نذكر هنا طرفا من مناقبه وفضائله لتعسر استقصائها.
أحدها: العلم :
مر عن إبراهيم بن العباس الصولي أنه قال: ما رأيت الرضا عليه السلام سئل عن شيء إلا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره وأن المأمون كان يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه وأن جوابه كله كان انتزاعات من القرآن المجيد.
وفي إعلام الورى: عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا، ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم عن آخرهم، حتى ما بقي منهم أحد إلا أقر له بالفضل وأقر على نفسه بالقصور، ولقد سمعته يقول كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم، وبعثوا إلي المسائل فأجبت عنها، قال أبو الصلت ولقد حدثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه، أن موسى بن جعفر كان يقول لبنيه: هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم.
و في مناقب ابن شهر آشوب: عن كتاب الجلاء والشفاء قال محمد بن عيسى اليقطيني: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام، جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسألة.
وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن الحميري عن اليقطيني مثله إلا أنه قال خمسة عشر ألف مسألة.
وفي المناقب ذكر أبو جعفر القمي في عيون أخبار الرضا أن المأمون جمع علماء سائر الملل مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين منهم عمران الصابي والهربذ الأكبر وأصحاب زردشت ونطاس الرومي والمتكلمين منهم سليمان المروزي ثم أحضر الرضا عليه السلام فسألوه فقطع الرضا واحدا بعد واحد وكان المأمون أعلم خلفاء بني العباس وهو مع ذلك كله انقاد له اضطرارا حتى جعله ولي عهده وزوج ابنته.
ثانيها: الحلم:
و كفى في حلمه تشفعه إلى المأمون في الجلودي، الذي كان ذهب إلى المدينة بأمر الرشيد ليسلب نساء آل أبي طالب، ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوبا واحدا، ونقم بيعة الرضا عليه السلام فحبسه المأمون، ثم دعا به من الحبس بعد ما قتل اثنين قبله، فقال الرضا يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ، فظن الجلودي أنه يعين عليه، فأقسم على المأمون أن لا يقبل قوله فيه، فقال والله لا أقبل قوله فيك، وأمر بضرب عنقه، وسيأتي ذلك مفصلا في خبر عزم المأمون على الخروج من مرو.
ثالثها: التواضع :
مر في صفته عليه السلام عن إبراهيم بن العباس أنه كان إذا خلا ونصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس.
وعن ياسر الخادم: كان الرضا عليه السلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا عليه السلام في سفره إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم فقال له بعض أصحابه جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال عليه السلام: إن الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.
رابعها: مكارم الأخلاق :
مر في صفته عليه السلام عن إبراهيم بن العباس أنه عليه السلام ما جفا أحدا بكلام قط ولا قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه وما رد أحدا عن حاجة قدر عليها ولا مد رجليه ولا اتكأ بين يدي جليس له قط ولا شتم أحدا من مواليه ومماليكه ولا تفل قط ولا قهقه في ضحكه بل يتبسم.
وروى الكليني في الكافي بسنده : أنه نزل بأبي الحسن الرضا عليه السلام ضيف، وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج، فمد الرجل يده ليصلحه فزبره أبو الحسن عليه السلام، ثم بادره بنفسه فأصلحه، ثم قال إنا قوم لا نستخدم أضيافنا.
وبسنده عن ياسر ونادر خادمي الرضا عليه السلام أنهما قالا: قال لنا أبو الحسن عليه السلام إن قمت على رءوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ولربما دعا بعضنا فيقال هم يأكلون فيقول دعوهم حتى يفرغوا.
خامسها: الكرم والسخاء:
سيأتي عند ذكر ولايته للعهد أنه وفد عليه من الشعراء إبراهيم بن العباس الصولي فوهب له عشرة آلاف من الدراهم التي ضربت باسمه، وأجاز أبا نواس بثلاثمائة دينار لم يكن عنده غيرها وساق إليه البغلة، وأجاز دعبلا الخزاعي بستمائة دينار واعتذر إليه.
و في المناقب عن يعقوب بن إسحاق النوبختي قال: مر رجل بأبي الحسن الرضا عليهالسلام فقال له أعطني على قدر مروءتك قال لا يسعني ذلك فقال على قدر مروءتي قال أما هذا فنعم. ثم قال يا غلام أعطه مائتي دينار. قال وفرق عليه السلام بخراسان ماله كله في يوم عرفة فقال له الفضل بن سهل أن هذا لمغرم فقال بل هو المغنم لا تعدن مغرما ما ابتعت به أجرا وكرما.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن اليسع بن حمزة: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليه السلام وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال السلام عليك يا ابن رسول الله، رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك ،مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك، فلست موضع صدقة، فقال له اجلس رحمك الله، وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا، وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا، فقال أتأذنون لي في الدخول، فقال له سليمان قدم الله أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج، ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب، وقال: أين الخراساني، فقال ها أنا ذا، فقال خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مئونتك ونفقتك، وتبرك بها ولا تتصدق بها عني، واخرج فلا أراك ولا تراني، ثم خرج، فقال سليمان جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت فلماذا سترت وجهك عنه، فقال مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وآله: المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور له، أما سمعت قول الأول:
متى آته لأطلب حاجة *** رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه
سادسها: كثرة الصدقات:
مر عن إبراهيم بن العباس أنه عليه السلام كان كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة.
سابعها: الهيبة في قلوب الناس :
فسيأتي أنه لما خرج للصلاة في مرو ورآه القواد والعسكر رموا بنفوسهم عن دوابهم ونزعوا خفافهم وقطعوها بالسكاكين طلبا للسرعة لما رأوه راجلا حافيا، وأنه لما هجم الجند على دار المأمون بسرخس بعد قتل الفضل بن سهل وجاءوا بنار ليحرقوا الباب وطلب منه المأمون أن يخرج إليهم فلما خرج وأشار إليهم أن يتفرقوا تفرقوا مسرعين.
صفته في أخلاقه وأطواره
في إعلام الورى: قال إبراهيم بن العباس (يعني الصولي ): ما رأيت الرضا عليه السلام سئل عن شيء إلا علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شيء فيجيب عنه، وكان جوابه كله وتمثله انتزاعات من القرآن المجيد، وكان يختمه ــ أي القران ــ في كل ثلاث، وكان يقول لو أني أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت، ولكنني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها، وفي أي شيء أنزلت،
(وعنه) قال: ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا، وشهدت منه ما لم أشاهد من أحد، وما رأيته جفا أحدا بكلام قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد أحدا عن حاجة قدر عليها، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكى بين يدي جليس له قط، ولا رأيته يشتم أحدا من مواليه ومماليكه، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه، بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس، وكان قليل النوم بالليل كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، ويقول أن ذلك يعدل صيام الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه.
قال: وعن محمد بن أبي عياد: كان جلوس الرضا عليه السلام على حصير في الصيف، وعلى مسح في الشتاء، ولبسه الغليظ من الثياب، حتى إذا برز للناس تزين لهم.
وقال الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا: كان عليه السلام خفيف الأكل قليل الطعام .
وفي خلاصة تذهيب الكمال للمزي عن سنن ابن ماجة: كان سيد بني هاشم وكان المأمون يعظمه ويجله وعهد له بالخلافة وأخذ له العهد .
وقال الحاكم في تأريخ نيسابور: كان يفتي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ابن «نيف وعشرين سنة» .
وفي تهذيب التهذيب: كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب .
وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن رجاء بن أبي الضحاك وكان بعثه المأمون لأشخاص الرضا عليه السلام قال: والله ما رأيت رجلا كان أتقى لله منه، ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته منه، ولا أشد خوفا لله عزل وجل…وكان لا ينزل بلدا إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم، فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدت منه في ليله ونهاره وظعنه وإقامته، فقال بلى يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم «الحديث».
العتبة الحسينية