"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

سلطة الآخرین علی المسلمین من منظور القرآن

 طهران ـ إکنا :
من أکبر تحدیات المسلمین المعاصرة هي هیمنة القوی الغیر إسلامیة علیها والسؤال ما هو رأي القرآن الکریم في ذلك؟

إن هيمنة القوى غير الإسلامية على المسلمين تعدّ الیوم واحدة من أكبر مشاكل المجتمعات الإسلامية، الأمر الذي يؤدي أحيانًا إلى فرض قيود ومحظورات على تطبيق الأحكام الإسلامية والعبادة. لكن ماذا يقول القرآن عن هذا؟

إن الدین الإسلامي یحترم الأقلیات وأتباع الديانات الأخری ولکنه یحدد نوع العلاقة بین المسلمین وغیرهم ویجعل أساسها الإیمان والتقوی.

وهناك آیات کثیرة في القرآن الکریم تمنع المسلمین من الخضوع إلی هیمنة غیر المسلمین وأتباع الديانات الأخرى وتأمرهم بالمحافظة علی إستقلالهم وعزتهم في الشؤون الإقتصادیة والسیاسیة والثقافیة.

وأمر الله المسلمین بأن لا یرضون العزة التي تأتیهم من غیر المسلمین بل یطلبونها من عند الله وأن لا یجعلون للکافرین علیهم سبیلاً وهي قاعدة شرعیة إسلامیة تسمی بـ “نفی السبیل” التي تحضّ المسلمین علی منع أي نوع من أنواع الهیمنة بما فيها الهيمنة السياسية، والاجتماعية، والعسكرية، والاقتصادية، والثقافية.

ویستفید الفقهاء القاعدة من الآیة 141 من سورة النساء “وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا”.

وهذا لایمنع التواصل بین المسلمین وغیرهم من الدیانات الأخری ما لم یؤدي ذلك إلی سلطتهم علی المسلمین وذلك للحدیث النبوي الشریف “اطلبوا العلم ولو بالصين”.

ویشرح الباحث الايراني والدراسات القرآني، والمفسر القرآني الشهیر الشیخ “محسن قرائتی” وفي تفسيره القرآني تحت عنوان “النور” الآیة الکریمة ویعتبر وصف نصر المسلمین بـ “الفتح” ونصر الکفار بـ “النصیب” إشارة إلی أن نصر المسلمین خالد ونصر الکفار قصیر المدی.

ویشیر الشیخ محسن قرائتي إلی المقولات التالیة:

أولاً: المنافقون إنتهازیون ویستغلّون کل الفرص لضرب المسلمین لقوله تعالی “يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ‌…”.

ثانیاً: المنافقون والعملاء من المسلمین یحضّون الکفار علی محاربة المسلمین لقوله تعالی “نستحوذ”.

ثالثاً: یوم القیامة ینجلي نفاق وحيل المنافقين بحكم الله “فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ”.

رابعاً: لا یحقّ للمؤمنین قبول هیمنة الکفار وإن حصل ذلك فإنه دلیل علی فقدانهم للإیمان الحقیقي “لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا”.

خامساً: یجب العمل علی یأس الکفار من الهیمنة علی المسلمین دائماً “لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ‌…”.

سادساً: کل عهد وعقد یفسح للکفار طریقاً علی المسلمین محرم شرعاً لتأکیده تعالی “لَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ‌…”.