مصر تعلن موعد بدء “الحوار الوطني”

أعلنت مصر، الأربعاء، عن انطلاق جلسات الحوار الوطني في الأسبوع الأول من شهر يوليو المقبل، أي بعد أكثر من شهرين على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وحسب بيان نشرته الأكاديمية الوطنية للتدريب، وهي هيئة اقتصادية تتبع رئيس الجمهورية، على صفحتها على فيسبوك، فإنه تم “اختيار ضياء رشوان نقيب الصحفيين منسقًا عامًا للحوار، كما تم اختيار المستشار محمود فوزي الأمين العام للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رئيسًا للأمانة الفنية للحوار الوطني”.

وأوضحت إدارة الحوار الوطنى أن أولى مهام رشوان، وهو رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر أيضا، “تتمثل في بدء التشاور مع القوى السياسية والنقابية وكل الأطراف المشاركة فى الحوار الوطنى، لتشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى من ممثلى كل الأطراف والشخصيات العامة والخبراء من 15 عضوا، بما يضمن المشاركة الفعالة والتوصل إلى مخرجات وفقا للرؤى الوطنية المختلفة وبما يخدم صالح المواطن المصري”، بحسب البيان.

وأشار البيان إلى أن الأكاديمية الوطنية للتدريب المنوطة بتنظيم المؤتمر الوطني للشباب، سيقتصر دورها على المهام التنظيمية واللوجستية “بعيدا عن التدخل في مضمون الحوار الوطنى”.

وأضاف أنه “تم تشكيل أمانة فنية من الأكاديمية الوطنية للتدريب برئاسة فوزى، لمعاونة مجلس أمناء الحوار فى العملية اللوجستية والتنظيمية للحوار الوطني وتوفير كل المعلومات اللازمة لإدارة الحوار”.

وذكرت الأكاديمية إلى أنها “سلّمت كافة طلبات المشاركة والمقترحات المقدمة من فئات الشعب المختلفة إلى ضياء رشوان تمهيدا لمناقشتها وبدء جلسات الحوار الوطنى، كما سيتم الإعلان عن كافة تفاصيل المقترحات خلال الأيام القادمة”.

لكنها أشارت إلى “استمرار استقبال طلبات المشاركة في الحوار الوطني والرؤى والمقترحات لتوسيع قاعدة المشاركة من خلال دعوة جميع ممثلي المجتمع المصري بكافة فئاته ومؤسساته بأكبر عدد ممكن لضمان تمثيل جميع الفئات في الحوار المجتمعي، والحرص على الوصول إلى جميع مناطق الجمهورية وبالتنسيق مع كافة التيارات السياسية والحزبية والشبابية لإدارة حوار وطني فعال”.

وكان السيسي أعلن خلال حفل إفطار “الأسرة المصرية”، الذي شهد حضور منتمين للمعارضة السياسية، أبرزهم المرشح السابق حمدين صباحي، ورئيس حزب الدستور السابق، خالد داود، الذي كان مسجونا حتى العام الماضي، ووزير القوى العاملة الأسبق كمال أبو عيطة، ورئيس حزب الكرامة محمد سامي نيته إطلاق حوار سياسي بين الأحزاب المصرية، مؤكدا أن  “الاختلاف في الوطن يتسع للجميع، وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية”.

وكان صباحي قد ذكر في أول مقابلة تلفزيونية له منذ أعوام، أجراها معه رشوان، في 26 مايو الماضي، أن الحوار له مقدمات ضرورية منها إخراج السجناء والمحبوسين الذين لم يمارسوا عنفا أو يحرضوا عليه، مضيفا أن “النتائج أقل من أن تدعو للتفاؤل ومخيبة للآمال”، مشيرا إلى أن “الوعد بإخراج مجموعات واسعة من  سجناء الرأي يتأخر كل يوم، وهو ما يؤثر على الحوار سلبا”.

وأفرجت السلطات المصرية، خلال الأسابيع الماضية، عن عدد من المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، بعد قضاء بعضهم سنوات في الحبس الاحتياطي، بتهم نشر أخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والانضمام إلى جماعة إرهابية أو مشاركتها في تحقيق أهدافها، بعد إعادة تشكيل السيسي للجنة العفو الرئاسي.

وأثار إطلاق سراح عدد من المحبوسين احتياطيًا على ذمة عدد من القضايا السياسية، جدلا كبيرا في مصر خلال الأيام الماضية، حيث اعتبرها البعض إجراءات “شكلية” لتحسين صورة النظام، بينما يرى آخرون أنها “خطوة في الطريق الصحيح”.

ويقول بعض المدافعين عن حقوق الإنسان إن قرارات الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة “لا ترمز إلى تغيير كبير، بل تهدف بدلاً من ذلك إلى استرضاء المجتمع الدولي، أو أنها تأتي بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية”.

ووصل سعر الجنيه، الأربعاء، إلى 18.71 مقابل الدولار، وهو أقل مستوى له منذ الثاني من فبراير 2017، عندما تراجع إلى 18.78 جنيه أمام الدولار.

الجنيه والدولار.. أزمة مصر المزمنة تبحث عن حلول
أدى انخفاض جديد في قيمة الجنيه المصري، إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات مقابل الدولار، إلى إثارة المخاوف حول زيادات جديدة في الأسعار، وتساؤل البعض عما إذا كان هناك حل لوقف انخفاضه في المستقبل وتحسين الوضع الاقتصادي.

وكان رئيس حزب الكرامة والنائب البرلماني السابق، أحمد طنطاوي، قد قال في حديث سابق لموقع “الحرة”: “لقد وصلنا لنتائج مأساوية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى ملفات الأمن القومي”، معتبرا أن “حلول معظم المشكلات في مصر لا تحتاج للحوار”.

وأشار إلى أن “معظم السلطات في مصر تتركز في يد رئيس الجمهورية ويستطيع استخدامها في وضع حلول عاجلة إذا توفرت الإدارة السياسية”، مستدركاً “لكن هذا لم يحدث”.

واستطرد : “أتمنى أن يمثل الحوار الوطني دعوة جادة للم الشمل، لكن تحقيق ذلك يبقى رهينة بسلوك السلطة وجديتها”.

دعوات “الحوار الوطني” في مصر وتونس.. قواسم مشتركة وأهداف متقاربة
“لا صوت يعلو فوق صوت” الحديث عن الحوار الوطني، في مصر وتونس، بعد دعوات أطلقتها السلطة في كلا البلدين، للحوار مع الكيانات والشخصيات والأحزاب المعارضة، فماذا يعني هذا المفهوم، وما السر وراءه؟ ولماذا جاء تلك الدعوات في وقت متزامن؟

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

دوتش فيليا : تهديد لأوروبا.. شولتس يحذر من تنامي نفوذ اليمين الشعبوي

DW : حذر المستشار أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الأوروبيين من تعاظم نفوذ اليمينيين الشعبويين …

اترك تعليقاً