لماذا تبيع بريطانيا وقودها إلى الولايات المتحدة رغم الأزمة المحلية؟

المملكة المتحدة لديها ثاني أعلى أسعار بنزين بين أعضاء مجموعة العشرين – السائقون الفرنسيون فقط هم من يدفعون أكثر. أسعار البنزين في بريطانيا ليست مرتفعة فحسب، بل إنها متضخمة بأسرع معدل منذ 17 عاما، بحسب وكالة “بلومبيرغ”.

وعبر المحيط الأطلسي، يواجه السائقون في الولايات المتحدة أعلى أسعار بنزين على الإطلاق، لكنهم ما زالوا يدفعون 60% فقط مما يفعله البريطانيون. فلماذا يتم شحن ما يقارب 3 مليارات لتر من البنزين ومكونات صنعه من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة هذا العام؟

في آخر تحديث لموقع “غلوبال بيترول برايسز” في 6 يونيو/ حزيران، كان سعر لتر البنزين في المملكة المتحدة 1.76 جنيه سترليني، أي ما يعادل 8.35 دولار للغالون. ويقارن ذلك بـ5.04 دولار للغالون في الولايات المتحدة، أو 1.06 جنيه إسترليني للتر.

بلغت التدفقات البريطانية في مايو/ أيار إلى الولايات المتحدة 1.85 مليون برميل، أو 300 مليون لتر، بزيادة 15% عن الشهر السابق والأعلى منذ ديسمبر/ كانون الأول، وفقا لشركة تحليلات الشحن “فورتيكسا”.

تعد المملكة المتحدة جزءا من شبكة تجارة دولية في كل من المنتجات الخام والمكررة، مع وصول الشحنات إلى البلاد وشحنها خارج البلاد لتلبية مواصفات الوقود المختلفة في أجزاء مختلفة من العالم.

لكن السبب الأكثر وضوحا لحدوث ذلك هو أن قيمة البنزين لمنتجيها ليست هي نفسها الأسعار التي يدفعها سائقو السيارات والفرق هو الضرائب. هناك نوعان من الضرائب المفروضة على البنزين في المملكة المتحدة: ضريبة الوقود وضريبة القيمة المضافة.

تفرض رسوم الوقود بمعدل ثابت، والذي يبلغ حاليا 52.95 بنس للتر الواحد على البنزين الخالي من الرصاص بعد أن خفضته الحكومة بمقدار 5 بنسات للتر في مارس/ آذار. هذا المستوى من الرسوم لا يتغير مع السعر الأساسي للوقود.

لكن الضريبة الثانية، والتي تتغير بالفعل. تفرض هذه الضريبة بمعدل 20% على كل من سعر الوقود الأساسي ورسوم الوقود. هذا يعني أن سائقي السيارات في المملكة المتحدة يدفعون ضريبة على الضريبة.