الرباط ـ “القدس العربي”:
انطلقت رسمياً فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمعرض الكتاب الدولي في العاصمة المغربية الذي يمتد من 03 إلى 12 حزيران/ يونيو الحالي. وتعتبر هذه أول دورة للمعرض تقام في الرباط بدلا من مدينة الدار البيضاء.
وقال المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، ضمن تصريحات صحافية لوسائل إعلام محلية، إن تحدي معرض الكتاب جعل القراءة ممارسة عادية عند المغاربة، بالإضافة إلى تعريفهم بثقافات متنوعة من خلال جناح الآداب الافريقية، وهي الثقافات التي تسهم في تطوير الدبلوماسية الثقافية وخلق جسور تواصل بين الشعوب والدول، حسب كلامه.
وتحتفي هذه الدورة بمدينة الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، وعاصمة للثقافة الافريقية، وتستضيف الآداب الافريقية كضيف شرف، ويشارك فيها 712 من العارضين، منهم 273 عارضاً مباشراً، و439 عارضاً غير مباشر، يمثلون 55 بلداً، من العالم العربي والبلدان الافريقية والأوروبية والأمريكية والآسيوية، وتراهن الوزارة على أن يقدموا عرضاً متنوعاً، يُغطي مجمل حقول المعرفة، ويتجاوز عدد العناوين المعروضة 100 ألف عنوان، وأكثر من مليوني نسخة.
قبيل افتتاح المعرض الدولي للكتاب، سحبت وزارة الثقافة والشباب والاتصال، كتاباً حول المثلية أثار إدراجه في المعرض الكثير من الجدل، المُعنوَن بـ”مذكرات مثلية” لصاحبته فاطمة الزهراء أمزكار، وقالت مصادر في وزارة الثقافة “إنه دخل بطريقة غير قانونية، ولم يتم تقديمه ضمن لائحة الكتب المخصصة للمعرض، ولم تتم مراقبته”.
وقالت فاطمة الزهراء أمزكار، إن منع حفل توقيع روايتها “انتصار للجهل والتخلف”، موضحة أنها تجهل سبب منع حفل توقيع روايتها، وفق ما أكدته ضمن مقطع فيديو نشرته على حسابها على “فيسبوك”، وكان من المقرر تنظيم حفل توقيع الرواية الأحد 5 حزيران/ يونيو.
وأكدت الوزارة من جهتها أن “الملصق الذي تم تداوله والذي يشير إلى برمجة حفل توقيع رواية “مذكرات مثلية”، خلال الدورة 27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب غير صحيح”، وأشار مصدر من القطاع الثقافي رداً على هذا الملصق بأن المعطيات المتداولة غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة، مبرزاً أن الكتاب غير مسجل بلوائح المعرض الدولي للنشر والكتاب وغير مُصرح به سلفاً من لدن دار نشره. كما تم سحب جميع نسخه وجرت محاولة إدخاله بطريقة سرية في مخالفة لقوانين وأعراف معرض الكتاب”.
وعلقت أمينة بوعياش، رئيسة “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”، في تصريح لموقع “تيلكيل عربي” المحلي، قائلة: إن “المجلس واضح بخصوص العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، لا نحدد ما هو نوعها، بما فيها هذه العلاقات”.
وأضافت أن “الجميع يعرف أن هذه الفئات موجودة في المجتمع، والموضوع لا بد أن يكون محل كتابات وتعبيرات متعددة لكي يستوعب المجتمع التحولات الجارية وسطه”، مؤكدة أن “هذا الأمر كان دائماً في المجتمع، ولكن الآن نتحدث عنه، بشكل عمومي، وليس شيئاً جديداً أتينا به، بل انتقلنا من “الطابو” إلى الإعلان العمومي”.
ونبهت رئيسة “المجلس الوطني لحقوق الإنسان” بأن “ممارسة الرقابة على النشر سيكون أمراً غير منطقي، فكل الأشياء تمرُ عن طريق التواصل الاجتماعي التي لا يمكن مراقبتها”، وأشارت إلى أن “الثقافة عليها أن تلعب دوراً لمواكبة تحولات المجتمع المغربي في الجانب الاقتصادي والمالي والاجتماعي، والثقافة أوسع من الكتاب”.
من جانبها، أدانت “حركة خميسة” (حركة نسائية تدافع عن حقوق المرأة) مصادرة رواية الكاتبة فاطمة الزهراء أمزكار، واعتبرت أن هذا المنع تقييد لحرية الفكر والإبداع الذي تنص عليه المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأدانت حملة الكراهية والتشهير والعنف اللفظي والنفسي الذي تعرضت له الكاتبة، مطالبة وزارة الثقافة المغربية بالتراجع عن قرار منع حفل التوقيع وإعادة النسخ المصادرة، ودعت إلى حماية حرية الفكر والإبداع وحرية التعبير.
من جهة أخرى، استدعت وزارة الخارجية الكويتية القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالإنابة للاحتجاج على نشر السفارة في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مواد “تدعم المثلية” الجنسية، حسبما أفادت الوزارة الجمعة.
ووضعت السفارة الأمريكية في الكويت على حسابيها على منصتي انستغرام وتويتر صورة لعلم قوس قزح وذلك بمناسبة بداية شهر حزيران/يونيو المخصص للاحتفال بمجتمع الميم. وأضافت جملة قالها الرئيس الأمريكي جو بايدن: “يستحق كل الناس الاحترام والكرامة والقدرة على العيش دون خوف بغض النظر عمن هم أو من يحبون”.
ولجأ كثيرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن استيائهم من المنشورات التي ظهرت أيضا في حسابات السفارة في السعودية والبحرين والإمارات المتحدة، معتبرين أنها تتعارض مع المعتقدات الإسلامية في البلاد.