بدأ وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” زيارة إلى دول مجلس التعاون الخليجي في الأول من يونيو/حزيران الجاري، انطلاقا من الرياض.

وتأتي هذه الزيارة رفيعة المستوى في الوقت الذي تسعى فيه موسكو جاهدة لتعويض فقدان الروابط الاقتصادية مع الأسواق الغربية بسبب العقوبات.

ولم تظهر دول الخليج انحيازا إلى أي طرف في النزاع الروسي الأوكراني بالرغم أنها تتأثر مباشرة بالحرب الدائرة نظرا لديناميكيات أمن الغذاء المتعلقة باضطرابات الإمدادات الأخيرة.

وتأتي التجارة، بما في ذلك ضمانات توريد المنتجات الزراعية الروسية لدول الشرق الأوسط، على جدول الأعمال.

ويبقى حجم إنتاج النفط موضوعا آخر للتشاور، خاصة في ضوء قرار الاتحاد الأوروبي فرض “حظر نفطي جزئي” على موسكو.

وتعد روسيا ودول الخليج من أكبر منتجي النفط في “أوبك+” ولها تأثير كبير على أسعار النفط.

 

 

لكن من المرجح أن تكون مسألة إيران هي أصعب الموضوعات.

وستحاول دول الخليج فهم موقف موسكو من الجمود الحالي في المحادثات النووية في فيينا.

كما ستستمع دول مجلس التعاون الخليجي إلى “لافروف” بشأن رؤية روسيا لهيكل أمني لمنطقة الخليج العربي.

وإذا تمكنت روسيا ودول الخليج من الاتفاق على فهم أساسي حول كيفية التعامل مع إيران فسيكون ذلك اختراقا كبيرا في العلاقات الخليجية الروسية.

ولدى دول مجلس التعاون الخليجي علاقات متفاوتة مع طهران.

ومن بين دول مجلس التعاون الخليجي الـ 6، تحرص دولتان فقط، وهما عُمان وقطر، على إخراج إيران من العزلة الدولية والعمل كوسطاء بين طهران والغرب.

وكان الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” في عُمان قبل أسابيع فيما زار أمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” طهران مؤخرا وسافر بعدها إلى “مؤتمر ميونخ للأمن” الذي تحدث فيه عن ضرورة إعادة إدماج إيران في المجتمع الدولي.

وهناك 3 دول خليجية، وهي السعودية والإمارات والبحرين، أكثر انزعاجا من أجندة طهران الإقليمية.

 

 

وتقف الكويت في مكان وسط بين المعسكرين السابقين.

وتعد زيارة “لافروف” لدول الخليج بمثابة مهمة ذات اتجاهين.

وسيخبر “لافروف” تلك الدول أن رفضها لفرض عقوبات على روسيا موضع تقدير في موسكو بينما يحث أيضا على زيادة التعاون التجاري والاقتصادي.

وبالنظر إلى خلافاتها الداخلية، فإن دول الخليج ليس لديها “طلب” واحد محدد من “لافروف”، لكنها تأمل بالتأكيد أن يكون لدى الروس ما يكفي من النفوذ لدفع إيران باتجاه إجراء محادثات مختلفة نوعيا مع جيرانها في الخليج حول مخاوفهم الأمنية المتعلقة بسلوكها.

المصدر | أليكس فاتانكا | معهد الشرق الأوسط – ترجمة وتحرير الخليج الجديد