بدأ رئيس الوزراء الباكستاني “شهباز شريف”، زيارة رسمية لتركيا تستغرق 3 أيام، هي الأولى له منذ توليه منصبه الشهر الماضي، في خطوة تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ووصل “شهباز” إلى أنقرة مساء الثلاثاء، حيث ذكر مكتبه في بيان، أن “شريف سيعقد اجتماعات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعدد من الوزراء من أجل التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والصحة والشؤون الخارجية”.

وأوضح أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون مع تركيا في مختلف المجالات وتشمل التجارة والاستثمار والصحة والتعليم والتكنولوجيا.

وخلال الزيارة، يلتقي “شهباز” بشركات الأعمال التركية الرائدة لتشجيعها على الاستفادة من الفرص الهائلة في باكستان، بمجالات منها الطاقة والبنية التحتية

واستهل “شهباز” زيارته بافتتاح منتدى الأعمال التركي الباكستاني، بمشاركة وزير التجارة التركي “محمد موش”، الذي قال إنه رغم تفشي جائحة “كورونا”، فإن التجارة بين تركيا وباكستان ارتفعت بنسبة 22.5% مقارنة مع العام 2020.

 

 

وأضاف الوزير أن حجم التجارة بين البلدين وصل إلى مستوى المليار دولار، مشيرا إلى أن البلدين حددا هدف التجارة البينية بـ5 مليارات دولار.

بدوره، قال رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية “رفعت حصارجي أوغلو”، إنه رغم وجود علاقات وثيقة بين تركيا وباكستان في كل المجالات فإن حجم التجارة بينهما غير كاف.

وأضاف أن حجم الاستثمارات التركية المباشرة في باكستان يبلغ حوالي مليار دولار، في حين الاستثمارات الباكستانية في تركيا تبلغ 691 مليون دولار.

وذكر “حصارجي أوغلو”، أن شركات المقاولات التركية حققت مشاريع مهمة في باكستان، وأكملت بنجاح 71 مشروعا بقيمة 3.5 مليار دولار، خلال 20 عاما مضت.

وخلال افتتاح المنتدى، قال “شهباز شريف”، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يرقى إلى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأكد أن رجال الأعمال الأتراك والباكستانيين عازمون بشدة على زيادة التجارة والاستثمارات بين البلدين.

 

 

ودعا رئيس الوزراء الباكستاني، رجال الأعمال الأتراك للاستثمار في بلاده، لافتا إلى أن إسلام أباد ستقدم الدعم اللازم لهم في كل المجالات.

وفي مقابلة مع وكالة “الأناضول”، وصف رئيس وزراء باكستان، علاقات بلاده مع تركيا بأنها “نموذجية”، مبينا أنها تتجاوز التغيرات السياسية وتسير في مسار تصاعدي يخدم مصالح البلدين وقضاياهما ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف: “العلاقات الباكستانية التركية نموذجية، وترتكز بقوة على روابط دينية وثقافية ولغوية مشتركة تتجاوز التغيرات السياسية في الجانبين”.

وتابع: “البلدان يحتفلان هذا العام بالذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، وخلال هذه العقود السبعة والنصف وقفنا دائما جنبا إلى جنب في مواجهة كل التغييرات”.

وأوضح أن باكستان وتركيا تدعمان بعضهما البعض في جميع القضايا الوطنية التي تهم كل منهما، سواء في جامو وكشمير أو في شمال قبرص.

وشكر “شريف”، تركيا وقيادتها على دعمها لبلاده بشأن النزاع مع الهند في جامو وكشمير.

 

 

وأردف: “لباكستان وتركيا وجهات نظر متشابهة حول القضايا الإقليمية والدولية وتتمتعان بتعاون وثيق في المنتديات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف”.

وأكد أن العلاقات بين البلدين على المستوى الفردي والثقافي تسير في “مسار تصاعدي”.

فيما اعتبر “شريف” أن المستوى الحالي للتجارة الثنائية بين البلدين “لا يمثل انعكاسا حقيقيا” للحالة الممتازة للعلاقات بينهما، وتوجد فرص اقتصادية هائلة لكلا البلدين.

وأضاف: “خلال زيارتي، سألتقي شركات الأعمال التركية الرائدة لتشجيعها على الاستفادة من الفرص الهائلة الموجودة في باكستان بمجالات منها الطاقة والبنية التحتية والتجارة الإلكترونية والصناعة القائمة على الزراعة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها”.

وتابع: “بعدد سكان يفوق 220 مليون نسمة، تقدم باكستان لمستثمريها سوقا استهلاكية قوية وكبيرة مع طبقة وسطى دائمة التوسع. كما تمتلك باكستان العديد من الفرص الاستثمارية ذات العوائد المجزية للمستثمرين”.

وفي 11 أبريل/نيسان الماضي، أدى “شريف” اليمين الدستورية رئيسا لحكومة ائتلافية، بعد أن حجب نواب البرلمان الثقة عن سلفه “عمران خان”، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة له.

وتعد هذه أول زيارة لـ”شريف” إلى تركيا منذ توليه منصبه، وتتزامن مع مرور 75 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين إسلام أباد وأنقرة.

المصدر | الخليج الجديد