الخليج الجديد :
استسلمت شركات الغاز في دول الاتحاد الأوروبي، التي تصنفها روسيا “غير ودية”، لمطالب موسكو، ووافقت على دفع ثمن الغاز الطبيعي الروسي وفقًا للنظام الجديد (بالروبل) خوفًا من حدوث أزمة طاقة لديها، مخالفة بذلك تصريحاتها السابقة.
وأفادت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، بأن دولا أوروبية ستحذو حذو هنجاريا، وتستجيب لمطالب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، بسداد ثمن الغاز الروسي بالروبل.
وقالت الوكالة إن رغبة الدول الأوروبية في “معاقبة” روسيا على العملية الخاصة في أوكرانيا لا تتجاوز الكلام، لذا فهم يرفضون الوصول إلى “البقعة المؤلمة” وهي صناعة الطاقة.
وأضافت: “كان التركيز على رفض هنجاريا دعم العقوبات، لكن دولا أخرى تستسلم لمطالب بوتين بدفع ثمن الغاز بالروبل”.
وتابعت: “كان هناك انقسام في الاتحاد الأوروبي، بين أعضائه الغربيين والشرقيين حول تصدير الأسلحة لأوكرانيا، والحوار مع بوتين والشروط التي سيتوجب على كييف قبولها كجزء من معاهدة سلام مستقبلية”.
وأكدت أن “إحباط الدبلوماسيين والمسؤولين (الأوروبيين) من احتمال نفاد فرص الاتحاد الأوروبي لتوجيه ضربة اقتصادية موجعة لروسيا يسير بشكل تصاعدي”.
يقول الخبير الروسي في تاريخ العلاقات الدولية “سولونوف بلافريف”، إن موسكو نجحت في إدارة حرب الطاقة والرد على العقوبات الاقتصادية الغربية ضد اقتصادها، وآخرها حجب صادرات الطاقة عن فنلندا كنوع من العقاب، بعد ما تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى “ناتو” وهو ما حذرت منه موسكو.
ويؤكد أن قطع الطاقة سلاح “مزدوج الحدين” وقد يضر روسيا كما تضر به موسكو أوروبا ودول الغرب المساندة لأوكرانيا بالمال والسلاح والتحركات السياسية، خاصةً أن الاقتصاد الروسي يقوم في جزء كبير منه على حصيلة صادرات النفط والغاز وأكبر مستورديه في القارة الأوروبية، وبالتالي الخطوة العقابية التي اتخذتها ضد الدول الغربية الداعمة لـ”كييف” اضطرت روسيا للعمل حثيثًا لإيجاد أسواق جديدة تستورد النفط والغاز الروسي خاصة في آسيا وبلدان أخرى.
ويُشير “بلافريف” إلى أن روسيا أصبحت في مرحلة مواجهة مفصلية مع العديد من الدول الأوروبية كأنها حرب تكسير عظام، لذا تحاول أن تجعل الدول الأوروبية تعاني اقتصاديًّا لردعها عن الانضمام إلى الصف الأمريكي الداعم الأول لأوكرانيا، وما يجعل الوضع خطيرًا هو الحالة الصعبة للاقتصاد العالمي، وتزايدت المخاوف من احتمالات ركود شامل.
يشار إلى أن قرار “بوتين” بدفع مقابل الغاز والنفط بالروبل، كان من طليعة القرارات الروسية، ردًّا على العقوبات الأوروبية والأمريكية مع بدء العملية العسكرية.