تحدثت مصادر صحفية عن وساطة تقودها السعودية بين المغرب والجزائر من أجل إنهاء الخلاف بينهما قبل القمة العربية المرتقب أن تستضيفها الجزائر نهاية العام الجاري.

ووفق صحيفة “الأيام 24” المغربية الإلكترونية (خاصة)، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير “فيصل بن فرحان” مسؤوليين جزائريين، نهاية الأسبوع الماضي.

ونقلت الصحيفة، عن موقع “مغرب أنتلجنس” الاستخباراتي الفرنسي، إن “بن فرحان” حمل خارطة طريق واضحة لإعادة العلاقات بين البلدين قبل القمة العربية المقبلة.

وتتضمن هذه الخارطة، حسب مصادر الموقع، تدابير لخفض التصعيد بين البلدين، وكذلك تشكيل لجنة مناقشة ثنائية حول القضايا الحساسة محل الخلاف، ثم عقد جلسات للحوار برعاية الرياض، وبعد ذلك السماح بإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

ولفتت المصادر إلى أن المسؤولين الجزائريين حددوا عددا من الأمور، منها “ضرورة توقف المغرب عن إيواء ودعم قادة الحركة الانفصالية القبائلية، وكذلك توقف المملكة المغربية عن تقديم دعم مالي للمعارضين الجزائريين الذين يعتبرون خطرين ويهددون استقرار البلاد”.

 

 

في المقابل، لفتت المصادر إلى أن وزير الخارجية السعودي طالب الجزائر بضرورة “التعهد بتخفيف المناخ الجيوسياسي حول نزاع الصحراء الغربية”.

وأوضحت أن “بن فرحان” قدم تطمينات للجزائر حول الاتفاقيات الأخيرة بين المغرب وإسرائيل، مؤكدا ضرورة عقد اتفاق بـ”عدم اللجوء إلى تحالفات عسكرية لشن هجمات على أمن الجيران المباشرين”.

ولفتت إلى أن مباحثات جرت بين المبعوث السعودي وممثلي السلطات الجزائرية خلصت إلى أن “إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب خيار لا تنظر فيه السلطات الجزائرية، إلا في حالة استيفاء شروط مسبقة معينة”.

وأضافت: “صاغ النظام الجزائري عدة نقاط وشروط تبدو ضرورية له لإزالة أي توتر بين البلدين”، ومن بين الشروط الرئيسية التي تنقلها السلطات الجزائرية للوسطاء السعوديين، هو الالتزام الجاد من جانب المغرب بالتخلي عن كل تعاون أمني وعسكري مع إسرائيل.

وذكرت أن “الجزائر تعتبر أن التحالف المغربي الإسرائيلي بمنزلة تهديد خطير لاستقرارها وأمنها القومي، وتقول إنها لا تستطيع أبدا قبول أن لجارتها الغربية علاقات مع إسرائيل لتطوير مشاريع عسكرية أو أمنية مشتركة”.

وتابعت المصادر: “القادة الجزائريون مقتنعون بشدة بأن الإسرائيليين يستطيعون بسهولة مهاجمة وحدة أراضي البلاد أو تأجيج بؤر التوتر لإضعاف الجزائر بشكل خطير”.

 

 

وأعلنت إسرائيل والمغرب نهاية عام 2020 عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد توقفها عام 2002.

فيما وقعت الرباط وتل أبيب، نهاية العام 2021، مذكرة تفاهم أمنية، خلال زيارة وزير الدفاع “بيني جانتس” إلى المغرب، وتهدف إلى تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.

وذكرت المصادر ذاتها أن “المحادثات مستمرة، ومن المقرر عقد عدة اجتماعات في الأسابيع المقبلة في الجزائر العاصمة والرياض وحتى في تونس العاصمة بين مبعوثين سعوديين وممثلين عن المؤسسة الجزائرية”.

وتشهد العلاقات بين المغرب والجزائر انسدادا منذ عقود، على خلفية ملفي الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، وإقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة “البوليساريو”.

‎وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها المغرب؛ نظرا لـ”توجهات عدائية” للرباط، فيما أعلن المغرب رفضه القاطع للمبررات “الزائفة” التي بنت عليها الجزائر قرار قطع العلاقات الدبلوماسية معه.

وسبق للسعودية أن قادت وساطة بين المغرب والجزائر في عهد الملك “فهد بن عبدالعزيز”؛ حيث عقد العاهل المغربي “الحسن الثاني” لقاء مع الرئيس الجزائري “الشاذلي بن جديد” في مكة، بوجود الملك السعودي.

المصدر | الخليج الجديد