البلد :
سيد مندور :
إنه السيد أحمد البدوي هو فرع من بيت النبوة وسيد أهل الفتوة بحر العلوم والمعارف وشمس الولاية الساطع نورها فى كل عارف إنه أبو الفتيان .
ولد سيدي أحمد البدوي رضى الله عنه بمدينة فاس بالمغرب الأقصى سنة 596 هـ، وبها نشأ فى أحضان أسرته فحفظ القرآن الكريم وأخذ فى التفقه أولًا على مذهب الإمام مالك رضى الله عنه وشرع في دراسة العلوم الشرعية على منهج أهل السنة والجماعة على والده سيدي علي البدري وشقيقه سيدى حسن الأكبر .
ثم ارتحل بأسرته إلى مكة المكرمة سنة 603 هـ فدخل مكة وهو فى الحادية عشرة من عمره، وذلك سنة 607 هـ فأتم نشأته المباركة فى رحاب البيت الحرام بإجادة حفظ القرآن الكريم بالقراءات السبع واشتغل هناك بالسنة والفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وتعلم الفروسية فكان أشجع أهل مكة، واعتراه الزهد منذ نشأته فعرف بأحمد الزاهد.
وفي عام 635هـ انتقل السيد البدوي إلى مصر وأقام فيها أربعين سنة حتى وفاته سنة 675هـ وفيها كان تأسيس المدرسة الأحمدية التي تحدث عنها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله فى كتابه عن السيد البدوي ووصفها بأنها ” كانت جامعة للعلم والسلوك الصوفي، وتخرج منها أئمة الدعاة الأولياء ينشرون أنوارها فى أقطار العالم الإسلامي”.
استقبل القطب البدوي علماء الإسلام ومنهم العلامة سيدي عبد العزيز الدرينى وقاضى القضاة شيخ الإسلام ابن دقيق العيد و أذعنوا بولايته وإمامته كأحد أقطاب التصوف والعلوم الإسلامية بعد أن قصدوا اختباره وظهر لهم بعرفانه وتحققه و وصفوه بأنه “بحر لا يدرك له قرار” فتتلمذوا على يديه وصاروا من أتباعه.
كيف جاء البدوي بالأسرى ؟ ..
لذلك تم تشويه المتطرفين لهذا الرجل، خاصة إذا صحت المآثر التي ذكرتها بعض كتب التاريخ عنه، من أنه كان رجلا وطنيا، قاوم التتار والصليبيين، إذ كان تشويه الرموز الوطنية عادة عند المتطرفين يمارسونها دائمًا ضد من يقف رافضًا لمخططاتهم.
و يُقام للسيد البدوي فى مدينة طنطا احتفالان سنويًا، أحدهما فى شهر أبريل من كل عام يُسمى بالمولد الرجبي، والثانى فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، حيث يزور مسجده الكائن بقلب المدينة أكثر من مليوني زائر فى المتوسط من العرب والمصريين، خلال أسبوع إحتفالات المولد .
هذه هى حياة أهل التصوف جهاد ونضال وعلم وعمل وزهد وعبادة.. تركوا الدنيا خلف ظهورهم فكما قال قائل :
إن لله عبادا فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا