ستشهد الكرة الأرضية يوم الاثنين المقبل، خسوف كلي للقمر سيكون مُشاهداً في الأمريكتين وأوروبا الغربية ومعظم إفريقيا، وهو الخسوف الأول من اثنين هذه السنة، وسيمثل أول قمر بدر عملاق سنة 2022.
بدورها تقول الجمعية الفلكية بجدة:”إن هذا الخسوف عميق جدًا، ما يعني بأن مدة مرحلة الخسوف الكلي ستكون طويلة حيث سيستغرق القمر ساعة و 25 دقيقة ليمر خلال ظل الأرض، أما مدة كافة مراحل الخسوف ستستغرق 5 ساعات و 18 دقيقة مابين الساعة 03:32 و08:50 صباحاً بتوقيت القاهرة، على مستوى الكرة الأرضية”.
يحدث خسوف القمر الكلي عندما يتحرك القمر من الغرب إلى الشرق عبر ظل الأرض وخلال هذا الخسوف سيكون القمر على مسافة يوم ونصف من نقطة الحضيض – أقرب نقطة في مداره من الأرض؛ مما سيجعل حجمه الظاهري أكبر بنسبة 5.3٪ عن المتوسط ما يعني بأنه خلال هذا الخسوف سوف يظهر كبير نسبياً في السماء .
وخسوف القمر يمكن رؤيته في كل المناطق التي يكون فيها الوقت ليلا لكن البعض سيرى الخسوف أفضل من البعض الآخر، اعتمادًا على الموقع الجغرافي، حيث يُرى إما مع شروق القمر أو غروبه عندما يكون منخفضًا في السماء.
وستشهد الأجزاء الغربية من السعودية فقط خسوفا جزئيا للقمر بنسبة صغيرة قبل شروق شمس الاثنين، حيث سيكون القمر منخفضا نحو الأفق الجنوبي الغربي.
وسيبدأ خسوف القمر الجزئي في نفس التوقيت عند الساعة 05:28 صباحاً بتوقيت مكة (02:28 صباحاً بتوقيت جرينتش)، وذلك قبل غروب القمر في مكة المكرمة بـ 15 دقيقة، والمدينة المنورة 10 دقائق وجدة 16 دقيقة، و رابغ 13 دقيقة وينبع 14 دقيقة، وتبوك 13 دقيقة، وأبها 6 دقائق، وجازان 8 دقائق، حيث سيلاحظ وجود ظلمة أعلى يسار قرص القمر أثناء غروبه نتيجة لبداية دخوله إلى ظل الأرض.
بعد ذلك لن تشاهد بقية مراحل الخسوف في السعودية، وهي نهاية الخسوف محليا، أما المنطقة الوسطى والشرقية من المملكة فلن تشهد الخسوف الجزئي، وهذا يشمل دول الخليج العربي الإمارات والبحرين وعمان والكويت وقطر، إضافة إلى العراق.
أما بقية الوطن العربي فسوف يشاهد الخسوف جزئيا فقط في الأجزاء الغربية مع غروب القمر في اليمن والأردن وفلسطين، وسيشاهد جزئيا بنسبه صغيرة في غرب سوريا ولبنان، إضافة لذلك سيشاهد جزئياً في معظم مصر، وترصد بداية الخسوف الكلي في أقصى غرب البلاد، وهذا سينطبق على السودان، أما جزر القمر سوف تشهد خسوفا جزئيا، والصومال سيشهد خسوفا جزئيا في وسط وغرب البلاد .
وستشهد ليبيا بداية الخسوف الكلي في شرق البلاد وترصد ذروته العظمى في غرب البلاد، وفي تونس سترصد الخسوف الكلي وذروته العظمى، إضافة لذلك الجزائر ستشهد الخسوف الكلي وذروته العظمى في شرق البلاد في حين ستشاهد بداية وذروة ونهاية الخسوف الكلي في وسط وغرب البلاد، وسيحظى القاطنون في المغرب وموريتانيا بمشاهدة معظم مراحل الخسوف.
وتعتبر بداية الخسوف الجزئي مع دخول القمر إلى ظل الأرض ويبدأ قرصه يفقد الضوء تدريجياً إحدى الطرق القديمة في إثبات كروية الأرض ففي هذه المرحلة سوف يرى شكل ظل الأرض المتقوس على القمر.
سويتبع ذلك بداية الخسوف الكلي مع دخول كامل قرص القمر في ظل الأرض عند الساعة 05:29 صباحاً، وتعتبر مرحلة الخسوف الكلي هامه بسبب الطريقة التي تحدث بها وتأثيرالغلاف الجوي للأرض في تشكيلها، حيث يمكن أن يأخذ اللون البني الغامق اوالأحمر إلى البرتقالي البراق اوالأصفر، وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي حول الأرض؛ لذلك هذا يخضع للرصد المباشر.
خلال الدقائق الأولى لبداية خسوف القمر الكلي يمكن رصد ظهور لون اخضر مزرق على إحدى حواف القمر، والسبب في ذلك اللون أن الضوء القادم من الشمس عند عبوره أعلى طبقة الستراتوسفير يخترق طبقة الأوزون التي تمتص الضوء الأحمر، ويمر الضوء الأزرق ويصل إلى القمر، وسيتكرر ذلك في الدقائق الأولى بعد نهاية الخسوف الكلي أيضاً.
وسيصل الخسوف الكلي ذروته العظمى عند الساعة 06:11 صباحاً، وهناك احتمال أن يتأثر مظهر القمر المخسوف بالرماد البركاني الذي قذفه انفجار (بركان تونجا) في 15 يناير الماضي، و وصل ذلك الرماد إلى ارتفاع 30 كيلومترًا ، في عمق طبقة الستراتوسفير، بكتلة إجمالية قدرها 400 مليون كيلوجرام ما قد يتسبب في جعل القمر المخسوف بلون أحمر أغمق من المعتاد.
وسينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 06:53 صباحاً، مع بداية خروج القمر من ظل الأرض، وتبدأ المرحلة الثانية من الخسوف الجزئي، والتي ستنتهي عند الساعة 07:55 صباحاً، وتعود كامل إضاءة القمر، وينتهي الحدث الرئيسي.
إن خسوف القمر الكلي سيتيح الفرصة لقياس لون وسطوع ظل الأرض، وبالتالي محتوى الهباء الجوي (الغاز والرماد) البركاني في طبقةالستراتوسفير، وهذا مهم علميا لأنه يكشف الكثير عن مناخ الأرض بناءعلى لون وسطوع الخسوفات القمرية التي رصدت حديثاً ، فإذا كان القمر المخسوف مظلم فهو علامة على الهباء البركاني في طبقة الستراتوسفير – وهي جسيمات يمكن أن تعكس أشعة الشمس وتبرد الكوكب ، وإذا كان القمر المخسوف ساطعاً فهي علامة على أن طبقة الستراتوسفير خالية من الشوائب، فطبقة الستراتوسفير الصافية تتيح لضوء الشمس تدفئة الكوكب أسفلها.
جدير بالذكر أن وصف خسوف القمر الكلي بـ”القمر الدموي” أو “قمر الدم” المنتشر على نطاق واسع ليست تسمية علمية، فقد ظهرت للمرة الأولى في العام 2013 وأصبح هذا المصطلح يستخدم عند حدوث أي خسوف كلي للقمر .
بوابة الأهرام