الخليج الجديد :
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن إدارة الرئيس “جو بايدن” طلبت من قادة الكونجرس الشهر الماضي إعطاء الضوء الأخضر لصفقة بيع أسلحة متطورة ومعدات أخرى لتركيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الصفقة المحتملة تشمل صواريخ “AIM-9 Sidewinder” و”AIM-120 Amraam” وأنظمة رادار ومعدات متطورة أخرى لمقاتلات “إف-16” التركية، وتبلغ قيمتها 400 مليون دولار.
وذكرت الصحيفة أن طلب تمرير الصفقة التي تمثل تحديثا مهما لمقاتلات “إف-16” التركية، قدمته الإدارة الأمريكية للقادة الرئيسيين في مجلسي النواب والشيوخ خلال إخطار غير رسمي.
وأضافت أنه إذا وافق قادة الكونجرس على البيع، فيجب على الإدارة بموجب القانون إرسال إخطار رسمي بالصفقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن طلب إدارة “بايدن” يسلط الضوء على محاولة أنقرة للاستفادة من رعايتها لمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا ودعمها للجيش الأوكراني، كوسيلة لإصلاح العلاقات المتوترة مع واشنطن والحصول على أسلحة جديدة.
ولفتت إلى أن تركيا استضافت جولتين من المحادثات بين كييف وموسكو، بينما زودت أوكرانيا بطائرات مسيرة مسلحة وتمنع بعض السفن الحربية الروسية من دخول البحر الأسود.
وقد أدت هذه التحركات من جانب أنقرة إلى دفء العلاقات مع واشنطن وزيادة الاتصالات المتكررة مع المسؤولين فى الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين، أن الإدارة الأمريكية قد تستخدم صفقة الأسلحة المحتملة لتركيا لقياس مستوى دعم الكونجرس لاقتراح منفصل لبيع 40 مقاتلة جديدة من طراز “إف-16” لتركيا، بعد أشهر من غضب مسؤولين في واشنطن من شراء أنقرة منظومة صواريخ إس-400 من موسكو.
وأوضحت أن الرئيس التركي أثار مع نظيره الأمريكي مسألة شراء مقاتلات (إف-16) خلال مباحثات جمعهتما في وقت سابق العام الماضي.
وكانت الخارجية الأمريكية اعتبرت في رسالة بعثتها للكونجرس في مارس/آذار الفائت أن بيع “إف-16” لتركيا “متوافق مع المصالح القومية للولايات المتحدة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأتراك والأمريكيين المؤيدون لصفقة “إف-16” المحتملة، يقولون إن الصفقة قد تساعد بإعادة تحسين التعاون العسكري بين واشنطن وأنقرة ومنع تقارب تركيا أكثر من روسيا والصين.
غير أن بعض المشرعين، منهم أعضاء ديمقراطيون كبار في كلا غرفتي الكونغرس، يعارضون بيع المقاتلات الأمريكية إلى أنقرة، مبررين رفضهم بعلاقات تركيا مع روسيا واتهامات للنظام التركية بارتكاب مخالفات حقوقية.
وقال السيناتور الجمهوري “جيم ريش” من لجنة العلاقات الخارجية إن تركيا هي حليف مهم لحلف شمال الأطلسي، ولذا فأنا منفتح على السماح لهم بشراء “إف-16″، لكن الأمر سيتطلب إقناعًا كبيرًا ليس موجود الآن”
قالت “ميرفي طاهر أوغلو” منسقة برنامج تركيا في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط (وهو مركز بحثي فى واشنطن): هناك تخفيف في الكونجرس تجاه تركيا بسبب أوكرانيا وأفغانستان.
وأضافت: لكني لست متأكدة من أنهم ( أعضاء الكونجرس) على استعداد مع أي مبيعات عسكرية حتى الآن.
ورأى محللون أن حصول صفقة بيع “إف-16” على الموافقة النهائية قد يعتمد على رغبة الإدارة في الضغط على الكونجرس بشأن هذه القضية.
قال “سونر كاجابتاي”، مدير برنامج البحوث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، (وهو مؤسسة فكرية): يعتمد الأمر على الحماس داخل الإدارة للتعاون مع تركيا.