العربية :
بعد جدل كبير حول مسلسل “فاتن أمل حربي” لمؤلفه إبراهيم عيسى الذي يبث حالياً في مصر ويناقش قضايا الأحوال الشخصية، رد الأزهر ببيان شديد اللهجة.
فقد أكد مركز الفتوى التابع للأزهر تعقيبا على المسلسل الذي تقوم ببطولته الفنانة نيللي كريم أن الأزهر يدعم الإبداع المُستنير الواعي، لكنه يحذر من الاستهزاء بآيات القرآن وتشويه صورة رجل الدين.
وقال إن الأزهر يحذر من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وهدم مكانة السنة النبوية، وإذكاء الأفكار المتطرفة، وتشويه صورة عالِم الدّين في المجتمع، مؤكدا أن الضَّمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المُستنير الواعي الذي يبني الأُمم، ويُحسِّن الأخلاق، ويُحقِّق أمن واستقرار المُجتمعات، ولا يصنع الصّراعات.
“تنمر مستنكر”
كما أضاف البيان أن “تشويه المفاهيم الدِّينية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات؛ أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، مشيرا إلى أن تعمُّد تقديم عالِم الدّين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل تنمُّرٌ مُستنكَر.
أما فيما يخص حضانة الأطفال، أشار البيان إلى أن “الإسلام أعطى الأمَ حقَّ حضانة أولادها عند وقوع الانفصال إذا لم يكن مانع من الحضانة، ولا ينبغي مطلقًا أن يكون الطفل بين يدي والديه أداة ضغط أو دليلَ انتصار”.
وحذر من التستر خلف لافتات حقوق المرأة لتقسيم المجتمع، وتصوير بعض الأفراد للتراث الإسلامي كعدوٍ للمرأة، واستخدام الإعلام والدراما لتشويه هذا التراث.
أزمة مطلقة
يذكر أن أحداث المسلسل تدور حول امرأة تعاني وطفلتها من مشكلات مع طليقها وتواجه بعض العقبات بسبب قانون الأحوال الشخصية، الذي يحرمها من أطفالها إذا تزوجت من رجل آخر.
يشارك في بطولة المسلسل نيللي كريم، وشريف سلامة، وهالة صدقي، ومحمد ثروت، ومحمد الشرنوبي، وخالد سرحان، وفادية عبدالغني.

شنّ مركز الفتوى التابع للأزهر الشريف في مصر، هجوماً عنيفاً على مسلسل «فاتن أمل حربي»، الذي يعرض على شاشات التلفزيون منذ بداية شهر رمضان المبارك، وأثار ردود فعل واسعة النطاق، في ظل تناوله لقضايا أسرية ودينية حساسة.
وقال مركز الفتوى التابع للأزهر، في بيان صدر في ساعة مبكرة من صباح السبت، إن الأزهر يدعم الإبداع المستنير الواعي، لكنه في نفس الوقت يحذر من الاستهزاء بآيات القرآن، وتشويه صورة رجل الدين.
وأكد الأزهر في بيانه أن تشويه المفاهيم الدينية، والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجدل، وزيادة الشهرة والمشاهدات؛ أنانية ونفعية بغيضة، تعود آثارها السلبية على استقامة المجتمع، وانضباطه، وسلامه، ولا عِلم فيها ولا فن.
وأشار إلى أن تعمد تقديم عالِم الدين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل، الإمّعة، معدوم المروءة، دنيء النفس، عيي اللسان في بعض الأعمال الفنية؛ تنمر مستنكَر، وتشويه مقصود مرفوض، لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من مُنتقصيهم، ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدين ورجاله.
ووصف البيان الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وتحريف معانيها عمّا وُضعت له عمداً، وعَرْض تفسيرات خاطئة لها على أنها صحيحة بهدف إثارة الجدل، بأنها جريمة كُبرى بكل معايير الدين والعلم والمهنية، وتنكّر صارخ للمُسلمات.
وشدد الأزهر على أن تجديد الفكر وعلوم الإسلام حِرفة دقيقة يُحسنها العلماء الراسخون في المحاضن العلمية المتخصصة، قبل نشره على الشاشات أو بين غير المؤهّلين، والفكر المتطرف في أقصى جهتيه جامد يرفض التجديد بالكلية في جهة، أو يُحوّله إلى تبديد للشرع وأحكامه في الجهة الأخرى.
وقال إن الإسلام أعطى الأم حق حضانة أولادها عند وقوع الانفصال حتى يستغنوا عنها إذا لم يكن عارض أو مانع من الحضانة، ولا ينبغي مطلقاً أن يكون الطفل بين يدي والديه أداة ضغط أو دليل انتصار متوهّم.
وتابع: «طرح القضايا الدينية والمجتمعية العادلة في قوالب مشبوهة يظلم هذه القضايا، واستخدام المنهج الانتقائي الموجه في عرض مشكلة مجتمعية، لا يعرضها من جميع جوانبها، ولا يسهم في حلها؛ بل يفاقمها، ويزيد الاستقطاب حولها، ويعكّر السلم المجتمعي، ويُصدّر للعالم صورة مُجتزأة وسلبية عن المجتمع المصري على غير الحقيقة والواقع .
وأكد أن تقديم خطاب إعلامي يدعم الفكر المتطرف، ويصنع الصراعات؛ أو يثير الغرائز، ويهدد القيم والفضائل؛ يُخرّج للأمة جيلًا مشوّه العقيدة والشخصية والهوية.
ومسلسل «فاتن أمل حربي» من تأليف الكاتب إبراهيم عيسى، وبطولة نيلي كريم وشريف سلامة ومحمد الشرنوبي.
الخليج