"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الغارديان: تركيا هي الرابح في لعبة الوساطة بين روسيا وأوكرانيا والخطوة المقبلة هي لقاء بوتين- زيلينسكي

لندن- “القدس العربي”:

قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير أعده المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، إن تركيا لم تلتزم بالعقوبات الغربية على روسيا، لكنها تحظى بدعم الطرفين في الحرب.

وأضاف أنه من بين عدة دول تتنافس على التوسط في الحرب الروسية- الأوكرانية، ظهرت تركيا كرابح، وزادت من مكانة الدبلوماسية التركية، حتى لو بدت الجهود مسرحية بدون تحقيق نتائج قوية. ويواصل الرئيس إيمانويل ماكرون جولته من المكالمات العنيدة مع الرئيس فلاديمير بوتين، إلا أن وزارة الخارجية التركية هي الوحيدة القادرة على جمع الطرفين- الروس والأوكرانيين.

وهو موقف غريب، بحسب الصحيفة. فتركيا عضو في حلف الناتو، وتواصل تزويد أوكرانيا بالسلاح، وترفض في الوقت نفسه الالتزام العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا، ومع ذلك، تحظى بالاحترام الكافي من الطرفين لعقد اجتماعات بين روسيا وأكرانيا. ويعرف الأتراك ما هو على المحك. ففي تصريحات لمستشار الرئيس التركي إبراهيم قالن في منتدى الدوحة قال فيها: “بعد نهاية كل هذا، سيظهر معمار أمني عالمي جديد، والكيفية التي سيظهر فيها هذا المعمار ستشكل مسار الأحداث لعقود قادمة. وكل خطوة نقوم بها، وكل تحرك نفعله لإنهاء الحرب سيترك أثره على المعمار الأمني الجديد”.

وبعبارات مختصرة، فهذه -حسب الكاتب- مجموعة من محادثات السلام سيتردد صداها ليس بين المتقاتلين فحسب، ولكن في العالم. وليس من الخطأ التفكير أن تركيا ليس لديها رأيها كما قال قالن: “سبب الحرب يحتاج لدراسة متأنية. اختلال التوازن الذي شكل النظام الدولي بعد نهاية الحرب الباردة أدى دورا مهما في ظهور الأزمة الحالية والحرب التي نحاول وقفها”.

ومع أن الحرب ليست مبررة كما قال، إلا أنه أضاف: “مهما كانت أسبابها والتظلمات أو مظاهر القلق الأمني التي دفعت روسيا للحرب، فهي غير مبررة ونحن بحاجة للحديث مع روسيا. ولو حرقنا كل الجسور مع روسيا فمن سيتحدث معهم في نهاية اليوم؟”. ويشي كلامه أن عهد الهيمنة الأمريكية يجب أن ينتهي.

وعبّر وزير الخارجية التركي يوم السبت عن اعتقاده أن أفضل مصلحة لأوكرانيا هي ممارسة سياسة خارجية متوازنة. واقترح أن تركيا قد تقدم مثالا، ورفض الاختيار بين الشرق والغرب. وهو أمر أُجبرت تركيا على اختياره بسبب موقعها الجغرافي. والحقيقة أكثر تعقيدا، ومحاولة لخدمة النفس، فبعدما ضايقت الكثيرين في المنطقة، أجبرت تركيا على إصلاح علاقاتها نظرا لما تعانيه من مشاكل اقتصادية.

موقف غريب، فتركيا عضو حلف الناتو تواصل تزويد أوكرانيا بالسلاح وترفض في الوقت نفسه الالتزام بالعقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا، ومع ذلك تحظى بالاحترام الكافي من الطرفين لعقد اجتماعات برعايتها

ومهما يكن الأمر، فقد قال تشاوش أوغلو: “علينا أن نعثر على طريقة تحفظ الوجه، وخروج مشرف لكلا الطرفين، يمكن تسويقها محليا ودوليا”. وكانت أول مبادرة لتركيا قد جرت بداية الشهر الحالي على هامش المؤتمر الدبلوماسي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني ديمتري كوليبا، حيث تم عرض فكرة تخلي أوكرانيا عن العضوية في الناتو وتبني موقف حيادي، مقابل ضمانات أمنية من عدة دول لم تسمًّ. ولم يكن لدى لافروف الإيجازات التي تجعله يقدم ردا على العرض. لكن لقاء إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي، قدم العرض بطريقة رسمية ومكتوبا. وقاد الوفد الأوكراني هذه المرة مستشار الرئيس ميهالو بودلياك، بينما ترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدنيسكي. وكان قالن محوريا في تجميع القائمة.

وأظهر حضور المالك السابق لنادي تشيلسي رومان أبراموفيتش موقعه المهم الذي يحظى به. وقال بودولياك إن بلاده تريد دولا ضامنة تضم الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وإسرائيل وكندا. وسيكون دورها مشابها للبند 5 في التزامات الناتو بحماية سيادة أوكرانيا حالة تعرضها للتهديد. وهذا بمثابة إعادة صياغة لمذكرة بودابست عام 1994.

وزعم بودولياك أن قبولا من دول يريدها أن تكون ضامنة قد تم، مضيفا أن الأرضية موجودة للقاء تستضيفه تركيا وهو هدف إلى جانب المعابر الإنسانية قابل للتحقيق، كما قال تشاويش أوغلو.

وفي نبرة غير مشجعة من موسكو، قالت الأربعاء: “لم يحدث أي شيء واعد”. والهدف المقبل الذي تسعى إليه تركيا هو جمع بوتين وزيلينسكي في غرفة واحدة خلال أسبوعين. وفي هذا الوقت، لا يعتقد بوتين أنه خاسر أو أنه سيخسر من هذا اللقاء. ويختم الكاتب بالقول إنه “لو استطاعت تركيا تحقيق ذلك، فسيكون تحولا مهما لأردوغان الذي كان مهددا بالعزلة بسبب نزعاته الأوتوقراطية”.