مصر : الرئيس جمال عبد الناصر و قصة انشاء اذاعة القرآن الكريم

من صفحة : انا البورسعيدي :

ياكل مسلم ومسلمة اسمعوا قصة انشاء اذاعة القرآن الكريم
فى٢٥ مارس ١٩٦٤

الفصل الاول
استغاثة من نيجيريا

ارسل الرئيس النيجيري احمدو بيللو ، رسالة استغاثة الى الرئيس جمال عبد الناصر وذلك منتصف عام ١٩٦٣ وقال له فيها ..

اسقطت دفاعاتنا الجوية طائرة مجهولة في اقليم بيافرا الملليئ بالنحاس ، والذي تخطط قوى الاستعمار لفصله عن نيجيريا للاستيلاء على خيراتنا ..
وتبين ان الطائرة اسرائيلية ، وانها مليئة بطبعات فاخرة من المصحف الشريف ..
راجعها علماؤنا فوجدوا انها محرفة تحريفآ كثيرا وقد ارسلت لفخامتكم عشرون مصحفا منها ..
وارسلت تقريرآ وفيه التحريفات التي وجدها علماؤنا ..
ولكنني انصح بمراجعتها من قبل الازهر الشريف وارجوك يافخامة الرئيس ..

انقذوا كتاب الله ..
___________________________________
الفصل الثاني
اجتماع مع وزير الاوقاف

ارسل عبد الناصر واستدعي ..
احمد عبد الله طعيمة
وزير الاوقاف وقتها ..وقال له :

وصلتني رسالة من نيجيريا بالعثور على مصاحف مزورة ..
شوف شغلك ..واديني اقتراحات محددة مهما كانت ..فنحن نتحدث عن القرآن الكريم ..
وتعالي قابلني بعد اسبوع ..
الوزير قال له ..خليها عشر ايام لانها مشكلة كبيرة ..
عبد الناصر _ اذا تجيني بعد اسبوع تقول لي وصلتم لايييه ..
ربنا يوفقكم ..
___________________________________
الفصل الثالث
اجتماعات في مكتب الوزير

رتب رئيس ادارة المساجد بوزارة الاوقاف الاستاذ محمد يوسف النحاس ، رتب اجتماعا مع الشيخ محمود الحصري ، والذي كان معينا حديثا كاول رئيس لرابطة قراء القرآن الكريم والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفى اسماعيل ، ومجموعة من علماء الازهر ..

ووضع امامهم الوزير هذه المصاحف ..وقال لهم .
اريد معرفة الاخطاء الواردة في هذه المصاحف .
والاقتراحات المحددة ..لحل هذه المشكلة ..

نحن هنا في معسكر عمل ..
لن يتحرك احد منكم لعمله ، الا بعد اعداد تقرير فيه اقتراحات محددة ..
وكان المجتمعون عشرة افراد ..
واعطى كل واحد منهم مصحفا .. خاص به ولا يغادر به من الوزارة ..

وجلسوا لمدة ثلاثة ايام ..
واخرج كل واحد منهم الاخطاء ..
حتى في الفصلة او الهمزة ..
وكتب كل واحد منهم الاخطاء في تقرير منفصل . .
___________________________________
الفصل الرابع
مكالمة من الرئيس

في اليوم الرابع ، تلقى الوزير احمد عبد الله طعيمة ،مكالمة من الرئيس جمال عبد الناصر .
والذي سأله ..
احمد ..
عملت ايه في الموضوع اللي قلت لك عليه ..
فذكر له انه توصل الي عشرة تقارير منفصلة وفيها الاخطاء ..

وانهم سيعكفون على دراسة المقترحات لمنع تكرار ذلك ..

فقال له .. اجمع لي كل التقارير في تقرير واحد وارسله لي اليوم ..
وخد الثلاث ايام اللي كنت عايزها ..
وجمع الوزير اركان مكتبه مع العلماء لاعداد تقرير موحد فيه كل الاخطاء ..
وارسله الى مكتب الرئيس عبد الناصر .
___________________________________
الفصل الخامس
وتداولوا امرهم فيما بينهم

الآن .. جلس المجتمعون لدراسة المقترحات لمنع انتشار نسخ محرفة اخرى من القرآن الكريم ..
وتوصل المجتمعون الي مجموعة من المقترحات المحددة ..بعد مشاورات عديدة ، وكان معهم شيخ الجامع الازهر بنفسه ، ولا اعرف ان كان الشيخ شلتوت او حسن مأمون ..

واقتنعوا بها .. واعد الوزير تقريره وذهب به الى الرئيس وكان هذا في اليوم السابع من مهلة الرئيس له ..تمامآ ..

___________________________________
الفصل السادس
مقابلة مع عبد الناصر

ذهب وزير الاوقاف احمد عبد الله طعيمة لمقابلة الرئيس عبد الناصر ليعرض عليه ما توصل اليه المجتمعون ..
وكانت المقترحات على النحو التالي ..

١_ ان يضاعف الازهر من طبع كمية المصاحف .

٢_ ان ينشط مجمع البحوث الاسلامية في طباعة معاني القرآن الكريم باللغات المحلية للدول الاسلامية ..

٣_ ان يتم تسجيل القرآن الكريم بطريقة قراءة الترتيل وهي الطريقة التي يقرأ بها الامام جهريآ في صلاة الفجر والمغرب والعشاء ..
وتسجيله على شرائط ، وترسل لجميع الدول الاسلامية غير الناطقة بالعربية ..
كذلك ترسل لجميع الدول التي بها اقليات اسلامية ..مثل الهند ويوغسلافيا ،والدول الاوروبية ..

٤_ ان يتم انشاء اذاعة للقرآن الكريم ، وتبث على الموجة القصيرة ..

٥_ زيادة بعثات الدول الاسلامية عددآ الي الازهر لحفظ القرآن الكريم ..

عبد الناصر ..ظهرت على اساريره الارتياح الكامل لما وجده ..

ولكنه كان متابعآ دقيقآ لما يقرأ ..
فقال له فجأة ..

ولكن يا احمد ..لايوجد اعتمادات للمشايخ القراء لتسجيل القرآن الكريم ، فماذا سنفعل ؟

ابتسم الوزير وقال للرئيس ..

الشيخ محمود خليل الحصري ..سيسجل نصف القرآن الكريم متطوعآ دون ان يتقاضي ولا مليم والنصف الآخر سيسجله الشيخ عبد الباسط عبد الصمد .. متطوعآ ، دون ولا مليم ..

قال له عبد الناصر وقد ظهر الارتياح على وجهه.

انا ساتحدث مع عبد القادر حاتم ، وانت ستذهب اليه وتنسقا معا .. وتحددا المواعيد ..

وتم الاتفاق على كل شيئ ..

الا انه وقت التسجيل ، مرض الشيخ عبد الباسط مرضا شديدا ..
فتطوع الشيخ الحصري بتسجيل كل القرآن الكريم ..دون ان يتقاضى ولا مليم ..

اما المسائل الفنية ، فان الوزير عبد القادر حاتم قد تولاها ..

وفي ٢٥ مارس ١٩٦٤ .. انطلقت اول اذاعة للقران الكريم ، في كل العالم الاسلامي …
برئاسة الاستاذ كامل اليوهي كأول رئيس لاذاعة القرآن الكريم ،و الذي وضع لها الاسس ، والتي اخذتها عنها جميع الاذاعات بعد ذلك ..

____________________________________
ملاحظات حول انشاء الاذاعة

١_ هذا الموضوع ، استمعت اليه مباشرة من مصدرين رئيسيين ..

الوزير احمد عبد الله طعيمة في برنامج ..
كنت مسئولآ ..
في قناة النيل الثقافية ..
وذكر ذلك بتفاصيله ..
وركز على كون الشيخ الحصري لم يتقاضى مليما واحدآ ..

المصدر الثاني الاستاذ محمد يوسف النحاس رئيس ادارة المساجد بوزارة الاوقاف وقتها ..
وهو خالي وعميد اسرتنا ..اسرة آل النحاس .والتي انتمي اليها بالأم ..

٢_ نلاحظ هنا مدى دقة عبد الناصر في متابعة كل التفاصيل الدقيقة لاي مشروع يتولاه ، واي انسان يهاجمه ..
ارجوه ان يذكرني ماذا فعل غيره ..
وهذا تقريبا مايحاول السيسي فعله ..

فضل انشاء اذاعة القرآن الكريم

من سن سنة حسنة ، فله اجرها واجر من عمل بها الي يوم القيامة ..
لاينقص ذلك من اجورهم شيئا ..
ومن سن سنة سيئة ، فعليه وزرها ..ووزر من عمل بها الى يوم القيام لا ينقص ذلك من اوزارهم شيئا ..وممكن ان نذكر اصحاب الفضل .

١_ رئيس نيجيريا احمدو بيللو ..
٢_ الرئيس جمال عبد الناصر ..
٣_ الوزير احمد عبد الله طعيمة ..
٤_ الوزير محمد عبد القادر حاتم وزير الارشاد .
٥_ الشيخ محمود خليل الحصري ..
٦_ الاستاذ كامل البوهي ..

واذا اردنا ان ننسب الفضل لشخص واحد فهو
الرئيس جمال عبد الناصر .. رحم الله الجميع .

غير عشرات الجنود المجهولين ..

والله سبحانه وتعالى اعلم واعلى واجل ..
وارفق هنا صورة من نعي هذا الوزير ..
كم كان متواضعآ .. وبسيطآ ..
وكانت فصلآ في كتابي
غرائب صفحات الوفيات في مصر .
رجاء اذا اعجبكم اطلبوا الى جمال عبدالناصر الرحمه والمغفرة واعملوا لها شير