Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

التمييز بين نضال وآخر .. وتعريف متناقض للمقاومة لدى مؤسسي منصات التواصل الإجتماعي

 شفقنا :

أسئلة متعددة يطرحها المحللون وكبارالصحفييين على منصات التواصل الإجتماعي وهوسبب الإنحيازالواضح والعلني لعدد كبيرمن منصات التواصل الإجتماعي في الحرب الأوكرانية الروسية وذلك لصالح الشعب الأوكراني.

حيث أعلنت شريكة ميتا المالكة لتطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتساب أنها ستسمح مؤقتا ببعض المنشورات العنيفة مثل الموت للغزاة الروس، التي عادة ما إعتبرتها منتهكة لقواعدها.

فسرعان ما تلاهذا الإعلان موجة كبيرة من التعليقات المنتقدة والغاضبة في العالم العربي والإسلامي، مقارنين ذلك بالحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والتي لم يكسب طوال السنوات الماضية لوجزء بسيط من إهتمام المنصات الرقمية والعالم الغربي.

وتحت عنوان “فيسبوك في أوكرانيا: ليست كل مقاومة مقاومة”، علق الكاتب ماجدولين الشموري في صحيفة العربي الجديد، قائلا، فيسبوك نفسها التي تبررقراراتها الاستثنائية بمساندة الشعوب التي تقاوم القهروالاحتلال والاستبداد تعمل منذ سنوات، وعلى نحووثيق، مع مسؤولين إسرائيليين لمواجهة “التحريض” عبرمنصات التواصل. و”التحريض” طبعا، بالنسبة لـ “فيسبوك” وحكومة الاحتلال، يشمل كل ما ينشره العرب عامة والفلسطينيون خاصة عن الانتهاكات الإسرائيلية من أسروتعذيب وقصف وقتل، وذلك مقابل آلاف الإسرائليين الذين يستخدمون موقع “فيسبوك” في الدعوة إلى قتل الفلسطينيين.

وأشارالكاتب إلى تأكيد منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، العام الماضي، إلى فيسبوك (عملاق التواصل الاجتماعي) بإزالة وقمع ماوصفته بنشرغيرجائزلمحتوى نشره فلسطينيون ومناصروهم، والتي يتضمن الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان في إسرائيل وفلسطين خلال الأعمال العدائية في مايو/أيار2021.

وأضاف الشموري أن مستخدمي حسابات التواصل الاجتماعي ومنظمات الحقوق الرقمية أبلغوا عن مئات المنشورات المحذوفة، والحسابات المعلقة أوالمقيدة، أوالمجموعات المعطلة، وانخفاض مستوى المشاهدة، وانخفاض التفاعل مع المحتوى، ووسوم محظورة بينها “#الشيخ_جراح” و”أنقذوا_الشيخ_جراح”، وسط مواجهة الهجمة الاستيطانية الشرسة ضد أهالي الحي المقدسي، كما أزالت إنستغرام منشورات بينها تلك التي تعيد نشرمحتوى من مؤسسات إخبارية رئيسية. وكل ذلك تحت حجة سياسات الشركة التي تمنع الكلام أوالرموزالتي تحض على الكراهية”.

كما قارن النشطاء على تويترخلال تعليقاتهم بين القضيتين، معبرين عن غضبهم إتجاه هذا التمييز، حيث غرد الصحفي والكاتب الفلسطيني “ياسرالزعاترة” أن ذلك ذكره بالمطاردة المحمومة للمحتوى الفلسطيني، مؤكدا أن الحرب الأوكرانية فضحت تناقضات الغرب رغم أن الأمركان  واضحا ماعدا عند جيل من الغربيين.

كما قال السياسي الفلسطيني “فايز أبوشمالة” إن فيسبوك التي تحارب الحق الفلسطيني وتغلق حساب كل عربي يكررالنطق بكلمة حماس أوجهاد أومقاومة، تفتح أبواب التحريض ضد روسيا بكافة أشكال التعبيروالتصوير. لقد أحسنت روسيا صنعا حين حظرت فيسبوك فوق أرضها.

ودون الناشط “صابرالطاهري اليافعي” أن حرب الغرب مع روسیا کانت بمثابة رمی بکل القیم الأخلاقية والإنسانية والديمقراطية التي يدعيها لنفسه وحاربنا باسمها زمنا طويلا. إضافة إلى تغريدة السياسي السعودي “عبدالله المزروع” والتي وصف خلالها هذا السلوك بالمتناقض والتي لا يعكس سوى صورة تطبيقية لنظرية التسامح القمعي الماركسية.

وأوصى الدكتورفصيل، بأخذ الحذرمن منصات التواصل الاجتماعي التي قد تكون أداة وسلاح حربي يستخدمها الأعداء ضد دولنا في أي وقت مثل ما استخدمت الان ضد روسيا، مشيرا أن ما يحصل الان هوالسماح لاستخدام محتوى ضد العنف ضد روسيا بعد أن كانت محظورة في هذه المنصات مثل الفيسبوك وأنستغرام وربما الباقي قريبا.

وتابع في تغريدة أخرى بالقول، یجب على وزارة الإعلام الحذرمن هذه المنصات وإجبارهم على التوقيع على اتفاقية تحول دون استخدام مثل هذه المنصات ضد مصالح بلدنا أو ضد أفراد أوكيانات داخل المملكى لأنهم لا أمان لهم وهم في الحقيقة يتبعون للحكومات الغربية.

فيما غرد رئيس تحريرمجلة عرب لندن “محمد أمين” إن التمييز بين نضال وآخر، وحق شعب في مقاومة الاحتلال وتجريم مقاومة شعب آخرهي قمة عدم الانصاف والتمييزالذي يفضي للشعوربالعنصرية وإنعدام العدالة، فالقيم الإنسانية لا تجزأ.

بينما كتب الناشط “أحمد الشريف” فيسبوك وأنستغرام يسمحان بمحتوى يدعو للعنف ضد الروس بعد أن كانوا يرفضونه بشكل قاطع في قضايا المسلمين، للأسف في العالم المادي المنفلت من القيم والأخلاق من يملك القوة العسكرية أو الناعمة يملك الحق في تعريف الخطأ والصواب كيفما يشاء وفرضه على العالم.

إلى جانب كل ذلك أخذ الكاريكاتيرحيزكبيرمن تغريدات النشطاء، وتناقل المغردون عدد من الكاريكاتيرات التي تعبرعن الحالة التي يعيشها الشعب العربي والإسلامي والتمييزالتي بدا واضحا في جميع سياسات الغرب والمنصات الرقمية.

وكانت روسيا قد أعلنت الأسبوع الماضي حظرتطبيق فيسبوك ردا على ماقالت إنها قيود فرضت على الوصول لوسائل الإعلام الروسية على المنصة.

كما إتخذت موسكو إجراءات صارمة ضد شركات أخرى، من بينها تويتر، وسنت قانونا بفرض عقوبات قاسية على من “ينشرمعلومات كاذبة عن الجيش”، وحجبت العديد من المنصات الإخبارية الدولية والمنصات الروسية المستقلة.

————————