بقلم الشريف : خالد محيي الدين الحليبي
***
ملحوظة
رجاءاً عدم الطبع أو النشر إلا بعد إذن كتابي من المؤلف
{ والذين هم لآماناتهم وعهدهم راعون }
***
بيان الآية هنا وكل القرآن الكريم في التفسير تقوم على اختصار أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) في تفسيرهم للآيات الكريمة ببضع كلمات وفي بيان القرآن الكريم للقرآن أثبتنا فيه بالبراهين القاطعة على أن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يفهمون القرآن الكريم من خلال أوامر أسرها رسول الله صلى الله عليه وآله للإمام علي عليه السلام ففهموه طبقاً لقواعد قرآنية اصيله في كتاب الله قال عز وجل فيها : { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إنا علينا بيانه -القيامة 18 } ثم بيان رسول الله صلى الله عليه وآله بما أوحاه الله تعالى له لقوله تعالى : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ – النحل 44 } ثم أهل بيته عليهم السلام ورثة الوحي من باب مدينة العلم وهو الإمام علي (عليه السلام) لقوله تعالى فيهم : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } وصدق من قال تعالى في هؤلاء بكتابه الكريم .
{ الرحمن فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا – الفرقان 59 }
فهؤلاء هم خبراء القرآن الكريم الله تعالى ثم رسوله ثم أهل بيته عليهم السلام .
وأما عن الآية { الرحمن فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا – الفرقان 59 }
يقول الطباطبائي عنها في تفسير الميزان :
[ قوله تعالى : ” الذي خلق السماوات والأرض وفي ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا ” ظاهر السياق أن الموصول صفة لقوله في الآية السابقة: ” الحي الذي لا يموت ” وبهذه الآية يتم البيان في قوله: ” وتوكل على الحي الذي لا يموت ” فإن الوكالة كما تتوقف على حياة الوكيل تتوقف على العلم، وقد ذكره في قوله: ” وكفى به بذنوب عباده خبيرا ” وتتوقف على السلطنة على الحكم والتصرف وهو الذي تتضمنه هذه الآية بما فيها من حديث خلق السماوات والأرض والاستواء على العرش.
وقد تقدم تفسير صدر الآية في مواضع من السور السابقة، وأما قوله: ” الرحمن فاسأل به خبيرا ” فالذي يعطيه السياق ويهدي إليه النظم أن يكون الرحمن خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير هو الرحمن، وقوله: ” فاسأل ” متفرعا عليه والفاء للتفريع، والباء في قوله: ” به ” للتعدية مع تضمين السؤال معنى الاعتناء. وقوله: ” خبيرا ” حال من الضمير.
والمعنى: هو الرحمن – الذي استوى على عرش الملك والذي برحمته وإفاضته يقوم الخلق والامر ومنه يبتدي كل شئ واليه يرجع – فاسأله عن حقيقة الحال يخبرك بها فإنه خبير.
فقوله: ” فاسأل به خبيرا ” كناية عن أن الذي أخبر به حقيقة الامر التي لا معدل عنها وهذا كما يقول من سئل عن أمر: سلني أجبك إن كذا وكذا ومن هذا الباب قولهم: على الخبير سقطت.
ولهم في قوله: ” الرحمن فاسأل به خبيرا ” أقوال أخرى كثيرة: فقيل: إن الرحمن مرفوع على القطع للمدح، وقيل: مبتدأ خبره قوله: ” فاسأل به “، وقيل:
خبر مبتدؤه ” الذي ” في صدر الآية، وقيل: بدل من الضمير المستكن في ” استوى “.
وقيل في ” فاسأل به ” إنه خبر للرحمن كما تقدم والفاء فصيحة، وقيل مستقلة متفرعة على ما قبلها والفاء للتفريع ثم الباء في ” به ” للصلة أو بمعنى عن والضمير راجع إليه تعالى أو إلى ما تقدم من الخلق والاستواء.
وقيل: ” خبيرا ” حال عن الضمير وهو راجع إليه تعالى، والمعنى فاسأل الله حال كونه خبيرا وقيل مفعول فاسأل والباء بمعنى عن والمعنى فاسأل عن الرحمن أو عن حديث الخلق والاستواء خبيرا، والمراد بالخبير هو الله سبحانه، وقيل جبريل وقيل: محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قيل : من قرأ الكتب السماوية القديمة ووقف على صفاته وأفعاله تعالى وكيفية الخلق والايجاد، وقيل: كل من كان له وقوف على هذه الحقائق. – تفسير الميزان ] .
وهاهنا 24 صفحة في تفصيل لماذا بينها الإمام الحسين(عليه السلام) هذا البيان .
الآية الكريمة بصيغة PDF
تنزيل :