"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

صفعة تركية لبوتين.. روسيا تواجه مزيدا من العزلة وإخفاقا عسكريا بأوكرانيا

واجهت روسيا، الثلاثاء، مزيدا من العزلة بسبب غزوها لأوكرانيا مع حرمان المقاومة الشرسة على الأرض الرئيس “فلاديمير بوتين” من تحقيق مكاسب مبكرة على الرغم من القصف العنيف ووجود قافلة عسكرية ضخمة خارج العاصمة كييف.

وأخفقت محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وجارتها الجنوبية الإثنين في تحقيق انفراجة ولم يذكر المفاوضون موعد عقد جولة جديدة.

وواجه “بوتين” ضغوطا دولية متزايدة في الأسبوع الماضي بعد شنه أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وأدى تأثير العقوبات الغربية إلى تراجع الروبل ما يقرب من 30% الإثنين قبل تدخل البنك المركزي لإنقاذ العملة من أدنى مستوياتها.

وقالت شركة الأقمار الصناعية الأمريكية ماكسار إن روسيا حشدت قافلة من المركبات المدرعة والدبابات ومعدات عسكرية أخرى تمتد لنحو 64 كم في إطار سعيها للسيطرة على العاصمة.

وتحدث مسؤولون أوكرانيون عن اندلاع قتال عنيف على عدة جبهات وقالوا إن القصف الروسي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، أسفر عن مقتل العشرات.

وقال السناتور الجمهوري الأمريكي “ماركو روبيو” بعد إفادة مع كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”: “أعتقد أنه من المؤكد تماما أن روسيا لم تحقق الجدول الزمني الذي وضعته. وأعتقد أنهم كانوا يعتقدون أنهم سيسيطرون على كييف في غضون 72 ساعة”.

وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على البنك المركزي الروسي والشركات الكبيرة والنخبة الحاكمة والمسؤولين، بمن فيهم بوتين نفسه، ومنعت بعض البنوك الروسية من استخدام نظام سويفت الدولي للمدفوعات.

 

 

ضربة تركية

ووجهت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي ضربة أخرى لموسكو، الإثنين، بتحذيرها الدول المتحاربة من عبور سفنها الحربية مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين يفصلان البحر الأسود عن البحر المتوسط؛ ​مما يؤدي فعليا إلى تحجيم الأسطول الروسي في البحر الأسود.

واستبعدت واشنطن إرسال قوات لمحاربة روسيا أو فرض منطقة حظر طيران بناءً على طلب أوكرانيا خشية حدوث تصعيد بين أكبر قوتين نوويتين في العالم.

لكن الولايات المتحدة وحلفاءها وعدوا بدلا من ذلك تقديم مساعدات عسكرية إلى كييف في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” من أن العاصمة كييف تتعرض لتهديد مستمر.

وقال “زيلينسكي”، في رسالة بالفيديو  الإثنين: “بالنسبة للعدو كييف هي الهدف الرئيسي”. وأضاف: “لم نسمح لهم بكسر دفاع العاصمة وإرسال مخربين… سنحيدهم جميعا”.

وأضاف أن روسيا، التي تصف تحركاتها في أوكرانيا بأنها “عملية خاصة”، كانت تستهدف محطة طاقة توفر الكهرباء لمدينة كييف، التي يبلغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة.

واتهمت جماعات حقوق الإنسان والسفير الأوكراني لدى الولايات المتحدة روسيا باستخدام قنابل عنقودية وقنابل فراغية. وقالت الولايات المتحدة إنها ليس لديها تأكيد على استخدامها.

وتقول روسيا إن تحركاتها لا تهدف إلى احتلال أراض ولكن تدمير القدرات العسكرية لأوكرانيا واعتقال من تعتبرهم قوميين خطرين.

واندلع قتال حول ميناء ماريوبول وفي مدينة خاركيف بشرق البلاد حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن الهجمات بالمدفعية الروسية قتلت عشرات المدنيين بينهم أطفال. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام.

 

 

انسحاب القطاع الخاص

وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 500 ألف شخص فروا من أوكرانيا مما يثير أزمة لاجئين مع انتظار آلاف العبور عند المعابر الحدودية الأوروبية.

وقالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق لإنسان إن ما لا يقل عن 102 مدني لقوا حتفهم منذ بدء الغزو يوم الخميس لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.

وقالت كندا إنها ستحظر واردات النفط الخام الروسي وقال السناتور الجمهوري الأمريكي “ليندسي جراهام” إنه لا بد وأن تستهدف إدارة الرئيس “بايدن” قطاع الطاقة الروسي بفرض عقوبات. ويمثل النفط والغاز أكبر مصدرين لدخل روسيا من الصادرات.

وقال “جراهام” للصحفيين: “إننا لا نستخدم قطاع الطاقة كسلاح. نتقاعس عن إصابة بوتين في أكثر القطاعات إيلاما له”.

وتعهد وزير الاقتصاد الفرنسي “برونو لو مير”، في تصريحات إعلامية، بشن حرب اقتصادية على روسيا تؤدي إلى انهيار اقتصادها.

أيضا، تعهد وزير المالية الياباني “شونيتشي سوزوكي” ونظيرته الأمريكية “جانيت يلين”، عقب محادثات بينهما عبر الإنترنت، بتكبيد روسيا “أقصى التكاليف” لغزوها أوكرانيا.

فيما قال رئيس الوزراء التايواني “سو تسينج تشانج”، في تصريحات للصحفيين، إن بلاده ستشارك في التحركات الرامية لمنع بعض البنوك الروسية من نظام سويفت الدولي للمدفوعات.

كما أعلنت اليابان تجمد أصول 6 مسؤولين روس كبار بينهم الرئيس بوتين ووزير خارجيته لافروف وأصول 3 بنوك روسية هي: برومسفياز بنك وفنشيكونوم بنك والبنك المركزي.

وقررت حظر الصادرات إلى 49 كيانا روسيا في إطار العقوبات.

كذلك، علق بنك أبلسين الأوزبكستاني تحويلات الأموال من وإلى روسيا.

 

 

انسحاب مزيد من الشركات

ومن المتوقع زيادة عدد الشركات المنسحبة من روسيا الثلاثاء وتوجيه ضربات أخرى لاقتصاد البلاد.

وقالت شركات “شل” و”بي.بي” و”إكوينور” النرويجية إنها ستخرج من مواقعها في روسيا.

وفيما نقلت وسائل إعلام أمريكية إن شركة “جنرال موتورز” الأمريكية قررت وقف تصدير السيارات إلى روسيا، قالت شركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية لصناعة السيارات إنها قد توقف إنتاج وبيع سياراتها في روسيا.

قامت البنوك البارزة وشركات الطيران وشركات صناعة السيارات بوقف الشحنات وإنهاء الشراكات ووصفت تصرفات روسيا بأنها غير مقبولة مع تفكير المزيد من الشركات في اتخاذ إجراءات مماثلة.

وقالت ماستركارد إنها حظرت العديد من المؤسسات المالية من شبكة الدفع الخاصة بها نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا وقالت فيزا إنها ستتخذ إجراء أيضا.يأتي ذلك بينما يجتمع وزراء مالية مجموعة السبع عن بعد الثلاثاء لمناقشة فرض مزيد من العقوبات المالية على روسيا.

 

 

وامتدت إجراءات عزل روسيا إلى الثقافة والرياضة أيضا.

فقد قالت ثلاث استوديوهات رئيسية هي سوني وديزني ووارنر براذرز إنها ستوقف عرض الأفلام القادمة في روسيا مؤقتا.

ونقلت “رويترز” عن مصدر مطلع إن أجهزة روكو للبث التلفزيوني عبر الإنترنت حذفت قناة “روسيا اليوم” من قائمة القنوات الأوروبية.

بينما تحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) واللجنة الأولمبية الدولية لمنع الفرق والرياضيين الروس من المنافسة.

وأعلن الاتحاد الدولي للتايكوندو، في بيان، تجريد بوتين من الحزام الأسود الشرفي في اللعبة بسبب غزو بلاده لأوكرانيا.

المصدر | الخليج الجديد