اكد المحلل السياسي اللبناني “ميخائيل عوض” ان تصریحات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ذات اهمية ما فوق الاستراتيجية و انهت مبررات الاعتداءات الاسرائيلية والتحرشات بسوريا والعراق.
وفي حوار خاص مع “شفقنا العربي” اكد المحلل السياسي اللبناني “ميخائيل عوض” ان تصریحات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان لها صدى كبير داخل الكيان الصهيوني واثبتت بان القيادة السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني غبية ولم تنجح في تحقيق اي مكسب على الاطلاق.
واوضح ان الاهم من ذلك ان تصريحات السيد نصرالله رفعت سقف التحدي وبدأت تمهد لقواعد لعبة جديدة وهذه القواعد تقول بانها على اسرائيل ان تمتنع عن المس بالسيادة الوطنية برا وبحرا وجوا و ان يد المقاومة في لبنان اصبحت الاعلى واكثر تقدما على مختلف المستويات وفي ذات الوقت هو اسقط اخر ما كانت تعتز به اسرائيل وتعتبره مجال تفوقها التقني والتكنولوجي والحرب السيبرانية وسلاح الجو بابعاده و مستوياته المختلفة بما في ذلك سلاح جو المسير لدى الكيان الصهيوني هذا الاعلان يفهم بمثابة حرب معركة كبيرة كسبتها المقاومة دون ان تخوض الحرب.
الادارة الامريكية تحاول الاستثمار في ازمات لبنان
وبشأن اوضاع لبنان مع الاقتراب من موعد الانتخابات النيابية في ضوء الخلافات والانقسامات الداخلية بما فيهامقاطعة سعدالحريري الانتخابات واحتمال تأجيل موعدها اوضح ميخائيل عوض: لبنان في ازمة عميقة متعددة الابعاد وفي افلاس نظام سياسي وازمة اقتصادية ومالية واجتماعية غير مسبوقة وهو مسرح وساحة لتسوية حسابات اقليمية ودولية. الادارة الامريكية فضلا على مشاريعها وخدمة الكيان الصهيوني تحاول الاستثمار في هذه الازمات و احداث تغيير في التوازنات الداخلية.
هذه الاجواء وضعت الانتخابات في دائرة الشك والمخاطر؛ كل استطلاعات الرأي وكل المعطيات الملموسة تفيد ان جرت الانتخابات ستحقق المقاومة المزيد من الشرعية الشعبية والدستورية والمكاسب وتزيد حصتها وحلفائها في البرلمان. هذه الاستطلاعات والتحولات تدركها السفيرة الامريكية لهذا بدأ كلام كبير يتسرب عن تاجيل الانتخابات من خلال تمديد المجلس النيابي، في الواقع تمديد المجلس النيابي تواجهه عقدة التمديد المزدوج للمجلس النيابي ولرئيس الجمهورية وهذا هو الاحتمال الارجح والا ستبقى بلاد بلا موسسة تشريعية دستورية.
افتعال الازمات هي استراتيجية امريكا القديمة
وفي جانب اخر من الحوار تطرق المحلل السياسي اللبناني الى انسحاب امريكا من افغانستان للتفرغ للصين –كما يقال- بينما نشهد التصعيد الامريكي في اوكرانيا و سوريه و العراق وقال: امريكا انسحبت من افغانستان ووسط أسيا بسبب كلفة غزوها وحجم خسائرها وعجزها عن تغطية الاستمرار في الانتشار خارج حدودها، لذلك هي تعود الى وسائلها واستراتيجيتها العتيقة بافتعال الازمات والحروب بين الدول مستفيدة من بعض التناقضات لتستنزف عدوها.
ما يجري في اوكرانيا هو محاولة من امريكا لاستدراج روسيا وفرض حصار فاسقاط اوروبا تحت هيمنتها مباشرة بتحويلها الي جمهوريات موز لتسليم المشروعات الامريكية والاقتصاد الامريكي هذا الامر تدركه جيدا روسيا والصين و هما عاملان منذ زمن طويل بمشروع له ابعاد استراتيجية تستهدف تقليص النفوذ الامريكي عالميا بالاستنزاف وتكبيدها الخسائر وصولا لاسقاط حلف الناتو تمهيدا لاعادة امريكا الى جزيرتها خلف المحيطات لتذهب لشأنها. اما في الشرق التاثيرات كبيرة ومنطقتنا عموما هي واحد من ميادين الاشتباك.
وكان المفاوضات النووية في فيينا ضمن القضايا التي سلط ميخائيل عوض الضوء عليها و قال: تاثيرات الاتفاق النووي على الاقليم او المنطقة لجهة تبريد او تاجيج الصراعات الجارية يرتبط بطبيعة الاتفاق ان كان مؤقتا فسينتظر الجميع ما ستؤول عنه المرحلة المؤقتة وافهم ان المؤقت بقصد اختبار مدى قدرة ادارة بايدن على تحقيق وتلبية الشروط الايرانية و انتظار الانتخابات النصفية لمعرفة ما الذى ستستقر عليه امريكا وادارتها السياسية.
اذا كان الاتفاق صفة دائمة بمعنى ان ايران بلغت ما ارادته من ضمانات بعدم الانقلاب فذلك من المرجح ان ينعكس في تبريد عدد من الساحات التي شهدت شد الحبال وتأجيج التناقضات غالبا ستعود العلاقات الايرانية والخليجية الى طبيعتها وبهذا تتوقف حملات ومحاولات الفتنة السنية الشيعية وهذا سيكون مكسبا عظيما.
بالنسبة لتاثير الاتفاق على اليمن و تطوراته غالبا يمكن ولوج اليمن الى فكرة الحلول الجدية وان تكون شروط الحوثيين هي الصاعدة اى الزام الدول الخليجية بوقف العدوان وترك اليمنيين يعالجون مشاكلهم والاتفاق على ادارتهم السياسية.
وفي العراق من المنطقي أن يعود تفعيل التفاهمات الايرانية الامريكية التي اعقبت سقوط صدام حسين وانخفاض وطأة الازمة لتنفجر ازمة من الطبيعة الثانية أي ازمة العراقيين مع الاحتلال.
وبخصوص لبنان ليس هناك انعكاسات فعلية بمعني اخلال بميزان القوى ربما يعزز هذا فرص المقاومة وحلفها بالانتخابات لتحصيل اغلبية غير معادية وانكسار شوكة امريكا وحلفائها وتراجع الحملات والثقة والرهانات الوهمية على امريكا واسرائيل.
الحوار من: ليلى.م.ف