الجزيرة :
رفعت السلطات حالة التأهب الأمني في مدينة شيموغا إحدى بلدات ولاية كارناتاكا الهندية ومنعت أي تجمعات بموجب المادة 144 من قانون الإجراءات الجنائية في الهند لعام 1973، وأُغلقت المدارس والجامعات في المدينة، إثر أحداث شغب وقعت خلال تشييع شاب يعمل خياطا وهو عضو في منظمة باجرانغ دال الهندوسية القومية، الذي قُتل أول أمس الأحد في ظروف غامضة، وقد انتشرت قوات الشرطة في العديد من أحياء مدينة شيموغا لمنع تجدد أحداث الشغب.
من جانبه قال أراغا جنانيندرا وزير داخلية ولاية كارناتاكا إن التوتر الدائر في الولاية، حول قضية منع الحجاب في المؤسسات التعليمية، ليس له علاقة بمقتل الشاب الهندوسي هارشا البالغ من العمر 23 عاما.
وأشار الوزير إلى أنه لم تتهم أي منظمة بعينها حتى الآن، داعيا المواطنين إلى الهدوء، وألا يستجيبوا لأي تحريض، كما وعد بالتحقيق في مقتل الشاب على يد فريق شكل لهذا الأمر، والعمل على محاكمة قتلته، خاصة بعد إلقاء القبض على 3 أشخاص يشتبه بعلاقتهم بالحادثة.
كما أشارت الشرطة إلى أن قتله يبدو مرتبطا بعداوة سابقة له، كما أكد باسافارج بوماي رئيس وزراء ولاية كارناتاكا بأن الشرطة قد توصلت إلى مؤشرات وخيوط خلال تحقيقاتهم، وتعمل على الكشف عن بقية الملابسات، ونقلت صحف هندية عن الشرطة أن السجل الجنائي للشاب القتيل يضم عددا من السوابق الجنائية ومحاولات اعتداء.
وكانت قد انتشرت أحاديث وشائعات عن علاقة حادثة طعن الشاب الهندوسي هارشا من قبل مجهولين بموضوع الحجاب على خلفية تعليق له حول الحجاب في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ينتظر أن تؤكده التحقيقات الجارية أو تنفيه.
ورغم غموض ملابسات قلته حتى الآن فإن صحفيين وناشطين مسلمين في الهند تحدثوا عن اعتقاد بعض كوادر الحزب الحاكم ونشطاء منظمة باجرانغ دال الهندوسية القومية أن المسلمين قتلوا الشاب هارشا، وكان أحد قادة منظمة باجرانغ دال الهندوسية التي ينتمي إليها الشاب هارشا قد تحدث عن عدم اقتناعهم بما قامت به السلطات حتى الآن، لكنه لم يفصح عما تريد منظمته القيام به.
وقالت صحف هندية نقلا عن شهود عيان إن أعمال الشغب استهدفت الأحياء ذات الكثافة المسلمة مثل آزاد ناغار ونالباندوادي، وبي بي ستريت، وسيغهاتي، ابتداء من أول أمس الأحد ليلا وحتى صباح أمس الاثنين، وتسببت في حرق ممتلكات وعربات للمواطنين، وهو ما أظهرته مقاطع سجلها مواطنون وانتشرت سريعا في مواقع التواصل الاجتماعي.
وحذر ناشطون في صفحات التواصل الاجتماعي من أن تتسع أحداث العنف في بلدة شيموغا وعموم ولاية كارناتاكا ضد الأقلية المسلمة، كما حصل لمسلمي غوجارات عام 2002، في ظل استمرار أزمة منع الحجاب في المؤسسات التعليمية، لا سيما مع عدم انتهاء المحكمة العليا في الولاية من مداولاتها في قضية الحجاب المرفوعة من قبل محامي فتيات منعن من الدراسة بحجابهن.
ودعا مغردون إلى وقف خطاب التحريض وتهدئة الأجواء التي توترت خلال الأسابيع الماضية في عدد من بلدات الهند على خلفية قضية الحجاب والانتخابات المحلية الجاري على مراحل في بعض الولايات.