"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

دراسة إسرائيلية: 60 بالمائة من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة… محلل إسرائيلي: نحن أمام ظاهرة متزايدة في المجتمع الإسرائيلي تتمثل في نشوء طبقة متنامية تبتعد عن الصهيونية وإسرائيل

الناصرة-“رأي اليوم” :

كشفت نتائج استطلاع للرأي بين الإسرائيليين، أنّ 40 بالمائة منهم يفكرون في الهجرة المعاكسة، أيْ مغادرة فلسطين والعودة من حيث أتوا، وطرحوا لذلك تفسيرات عديدة، كالتدهور الحاصل في إسرائيل لأسباب كثيرة ومتنوعة، كالوضع الاقتصادي، وعدم المساواة، وخيبة الأمل بسبب تعثر التسوية مع الفلسطينيين.

 وفي السياق عينه، وحسب دراسة صادرة عن مركز تراث “بيغن”، فإنّ 59 بالمائة من اليهود في إسرائيل توجهوا أوْ يفكرون بالتوجه إلى سفاراتٍ أجنبيّةٍ للاستفسار وتقديم طلبات للحصول على جنسياتٍ أجنبيّةٍ، بينما أبدت 78 بالمائة من العائلات اليهودية دعم أبنائها الشباب للسفر إلى الخارج.

 على صلةٍ بما سلف، وعلى وقع تنامي القلق لدى الإسرائيليين من الهجرة الجماعيّة، قال كالمان ليبسكيند الكاتب اليمينيّ في مقال بصحيفة (معاريف) العبريّة إننّا “أمام ظاهرة متزايدة في المجتمع الإسرائيلي تتمثل في نشوء طبقة متنامية من اليسار الإسرائيلي، تبتعد عن الصهيونية وإسرائيل، ويتراجع اهتمامها أقل فأقل بالدولة اليهودية، بل إنها نفسها تدير خطابًا نشطًا يقظًا ضد المشروع الصهيوني بأكمله، يدعون لإعادة قراءة أحداث النكبة، والدولة الفلسطينية، وحقيقة حدود 48 و67″، على حدّ تعبيره.

 وأضاف أنّ “هؤلاء النشطاء في معظمهم ينخرطون في منظمات مدنية إسرائيلية يحصلون على تبرعات من دول أجنبية، بهدف تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي وجنوده، والآن بات يدرك هؤلاء أنّ الجماعة الإسرائيلية والصهيونية التي ينتمون إليها أمر خاطئ من الأساس، وباتوا يتبنون شعارات من قبيل أنّ الخط الأخضر الفاصل بين اليهود والفلسطينيين، يعتبر رمزًا للفصل بين ما هو شرعي وغير شرعي، وباتوا يضعون فروقات بين مستوطنة كريات أربع في الخليل، ومدينة رمات أفيف في تل أبيب، ويعتقدون أنّ مساعي الدولة للحفاظ على أغلبية يهودية فيها سلوك غير ديمقراطي”، كما أكّد الكاتب اليمينيّ.

وكانت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ، قد كشفت في العام 2014 النقاب عن وصول عدد الراغبين في الهجرة من إسرائيل للعاصمة الألمانية برلين إلى 25 آلفًا، وذلك وفقًا لمنظمي حملة “النزول إلى برلين”.

ونقل التلفزيون عن أحد منظمي حملة الهجرة إلى برلين قوله إنّه تلقى أكثر من 9 آلاف طلب للهجرة ومن بينهم ضباط في الجيش الإسرائيليّ، حيث صرحوا بأنّهم قد سئموا العيش في إسرائيل، وأنّهم باتوا يبحثون عن مكانٍ يستطيعون فيه شراء بيت والعيش بكرامة.

وقال أحد المنظمين إنّه طالب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالموافقة على منحه 25 ألف تأشيرة عمل ليهود إسرائيليين سئموا ضيق العيش في إسرائيل، وأنّه ينتظر ردها بعد أنْ كتب مقالة بهذا الشأن في صحيفة (دير شبيغل) الألمانيّة مؤخرًا.

وساق قائلاً إنّه يطمح في امتداد حملة الهجرة إلى برلين إلى مدن أخرى في العالم ومن بينها واشنطن ونيويورك ولندن وميامي ولوس انجلوس وبراغ وكوستاريكا وروما، وأضاف:”ما يفصل بين الكثير من الإسرائيليين والهجرة ليس أكثر من ورقة صغيرة تتمثل في الفيزا أو جواز السفر ليس أكثر”، على حدّ تعبيره.

ويذكر أنّ الهجرة اليهودية الكثيفة المعاكسة من إسرائيل إلى الخارج تأتي بعد العدوان الإسرائيليّ البربريّ على قطاع غزة في العام 2014 والذي استمرّ لمدة 51 يومًا، ولم تتمكن قوات الاحتلال البرية من اجتياح قطاع غزة بفعل المقاومة الفلسطينية العنيفة، ومقتل عشرات الجنود اليهود على أبواب قطاع غزة.

في السياق ذاته، قالت صحيفة (غلوبس) الاقتصاديّة الإسرائيليّة إنّه في أعقاب نجاح حملة الهجرة إلى برلين، ظهرت مجموعات جديدة في إسرائيل، تُناشد الإسرائيليين بالهجرة إلى كندا، الولايات المتحدّة الأمريكيّة، وتحديدًا إلى نيويورك وميامي، ولو أنجلس، كما أنّ المجموعات تحث الإسرائيليين على الهجرة إلى براغ سويسرا، باريس، ونيوزيلندا وأماكن أخرى في العالم.