وقالت أرا: “مع بزوع فجر اليوم الأول من العام الجديد على نيودلهي، استيقظت لأكتشف أنني وضعت في المزاد على الإنترنت وصورة لي مرفقة بعبارات “صفقتك اليوم من بولي باي””.
وكلمة “بولي” هي كلمة مهينة تستخدم لوصف المرأة المسلمة و”باي” تعني خادمتك، وهي كلمة أخرى يستخدمها اليمين المتطرف بالهند للحديث عن المرأة المسلمة.
وقالت إنها قفزت من سريرها، وجاء الهجوم عليها بعدما كتبت تقارير صحفية ناقدة للحكومة الهندية خلال العامي الماضي، وتناولت فيها الهجمات على أعضاء طائفة “داليت” والجريمة ضد المرأة وجرائم الكراهية ضد المسلمين وسوء إدارة جائحة كورونا.
ولم تكن القصة غريبة بالنسبة لها حيث قالت إنه “في الحقيقة أنا واحدة من 20 امرأة صحفية في الهند تتعرض للتحرش، ولكن وضعي في مزاد؟”.
وكان على القائمة 100 امرأة أخرى، معروفات في الإعلام والسياسة وكاتبات وطيارات وممثلات وكلهن مسلمات.
وبالنسبة لبعضهن، فقد ظهرت أسماؤهن للمرة الثانية في مزادات مزيفة تهدف للسخرية وإهانة النساء الناقدات للحزب الحاكم بهارتيا جاناتا الذي يقوده رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وأضافت الصحفية أنها عندما رأت اسمها في “المزاد”، شعرت بالغضب وأرادت عمل شيء. وأشارت إلى أن المسلمين في الهند يتعرضون وبشكل متزايد للإضطهاد منذ وصول الحزب المتطرف بهارتيا جاناتا إلى الحكم عام 2014.
وحرم المسلمون في عموم الهند من السكن واستقال الفنانون المسلمون، بسبب تهديدات الجماعات الهندوسية المتطرفة.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، دعا عدد من قادة التفوق الهندوسي بمؤتمر استمر على مدى ثلاثة أيام في ولاية أوتارخاند، علنا لإبادة الأقليات. وحث منظم المناسبة ياتي ناريسينغهاناند الهندوس “على حمل السلاح” استعدادا لـ “الحرب ضد المسلمين”.
وعقدت في نفس الفترة مناسبة نظمتها مجموعة “هندو يوفا فاهيني” التي أسسها السياسي الكاهن يوغي أديتياناث، داعية وبشكل مفتوح إلى كراهية المسلمين.
وشارك في أداء القسم المئات الذين تعهدوا بتحويل الهند إلى بلد للهندوس فقط. وهتفوا قائلين: “سنقاتل ونموت لو طلب منا وسنقتل أيضا”. وتقول الكاتبة إن الشرطة تحت سيطرة يوغي أديتياناث، الذي يدير في نفس حكومة أوتاربراديش وقام بإصدار بلاغ ضدها لأنها شاركت في تغطية احتجاج المزارعين.
وأصدرت الشرطة “تقرير المعلومات الأول” وهو الذي تصدره سلطات فرض القانون الهندي ضد أي شخص بناء على شكوى جنائية. وبناء على البلاغ، فقد اتهمت الكاتبة بنشر الخوف والرعب في الولاية، وأنها تمثل تهديدا على “الإندماج الوطني”.
وتابعت: “وكنت في سن الـ 22 عاما، ولم أقض سوى ستة أشهر في وظيفتي الأولى”، مؤكدة أنه “ولحسن الحظ وافقت المحكمة على إصدار حكم يحميها من الاعتقال”.
ولكنها ليست الوحيدة التي تعرضت للمضايقة من بين الصحفيين. فقد تم تقديم دعاوى ضد صحفيين وبناء على أدلة واهية وبتهم نشر تقارير ليست داعمة للحزب الحاكم.
وتعرض المحررون والكتاب في منظمة “واير” الإعلامية التي تعمل فيها إلى اتهامات تتراوح ما بين التشهير إلى “نشر العداء” و”النية بإحداث شغب” ونشر “تغريدات مستفزة”.
ومع بداية العام الجديد، تعرضت للهجوم من جديد، ولكن التغريدة التي وضعتها بداية العام الحالي حول “مزاد” النساء المسلمات انتشرت بشكل واسع، وبدأ عدد من النواب بالحديث عنها.
وما يثير القلق أكثر هو أن الساسة الذين يثيرون نيران الكراهية في المجتمع لا يزالون أحرارا.