كشف مسؤول أمني إسرائيليٌّ رفيع تفاصيل جديدة عن هجوم القوات المسلحة اليمنية على العاصمة الإماراتية أبو ظبي يوم الاثنين الفائت، منها أنّ الإماراتيين تصدوا لثلاث مسيرات من أصل خمسة، على حدّ زعمه.
ونقل موقع “المونيتور” الأمريكيّ عن المسؤول الذي لم يكشف هويته أنّ إحدى المسيّرات التي أسقطت كانت في طريقها إلى متحف اللوفر، وأخرى كانت في طريقها إلى هدف إستراتيجي آخر لم يكشفه.
وقال المسؤول الصهيونيّ، الذي نقلت أقواله محطة تلفزيون INEWS24 الإسرائيليّة إنّ الإماراتيين في صدمة. صدمة شديدة. ليسوا معتادين على التعرض لهجوم مثل هذا، على حدّ تعبيره.
وتابع أنه رغم مقتل ثلاثة أشخاص وتدمير عدة مخازن وقود، فقد “تم ّتفادي وقوع كارثة أثقل بأعجوبة”، وفقًا لأقواله.
كما نقل الموقع عن وزير في كيان الاحتلال رفيع قوله إنّ الجميع يعرف أنّ الحوثيين ليس بمقدورهم القيام بهجوم مثل هذا لوحدهم. الجميع يعرف أنّ الأسلحة المستخدمة كانت إيرانية، وأنّ الأوامر صدرت من طهران، على حدّ تعبيره.
وتابع الوزير قائلاً إنّه “ومع ذلك، مفاوضات فيينا مستمرة كالمعتاد. أنت ترى الجميع يتصرفون كالمعتاد. الإيرانيون يتجاهلون الجميع، وجرأتهم تزداد يوميًا. هذا أمر لا يمكن تصوره”.
وأجرى ضباط عسكريون في المؤسسة الأمنيّة في كيان الاحتلال مشاورات مطولة حول الضربة، بحسب الموقع الذي أضاف أنّ إسرائيل “ليست قلقة من الهجوم نفسه… إنما من اللامبالاة الواضحة من العالم”، على حدّ قوله.
من ناحيته، لفت جنرالٌ رفيعٌ في جيش الاحتلال إلى أنّه نتيجة للتقليص في الجيش والميزانيات، فإنّ السواد الأكبر من هذا الجيش غير مؤهل للحرب بسبب نقص التدريب وسوء صيانة الأسلحة في مخازن الطوارئ وإقالة الآلاف من جنود الخدمة الدائمة وفقدان القدرة المهنية للجنود والقادة، خاصة في منظومة الاحتياط.
وأوضح الجنرال أنّ الانشغال في معارك أخرى، صرف انتباه الحكومة عن تحضير الجيش للحرب الكبرى، مؤكّدًا أنّ العمليات التي نفذّها سلاح الجوّ الإسرائيليّ في سوريّة منذ العام 2017 وحتى اليوم لم تؤدّ لتحسين الوضع الإستراتيجيّ الإسرائيليّ، كما أنّ الهجمات لم تمنع استمرار المشروع العسكريّ لدقة الصواريخ ومواصلة التمركز الإيرانيّ في الدول التي تحيط بالدولة العبريّة، كما قال.
وبناءً على ما ذكره أعلاه، أكّد الجنرال أنّ الجيش الإسرائيليّ وجد نفسه منشغلاً اغلب وقته في المعركة بين الحروب دون أنْ يستثمر في الاستعدادات للحرب المقبلة، مُضيفًا أنّ آلاف الصواريخ التي أطلقت ضدّ أهدافٍ في سوريّة كلفت خزينة دولة الاحتلال المليارات، ولكن في سلم أولويات مختلف قليلاً وفي جزء من هذه الأموال، كان يمكن تعزيز منظومة الدفاع وتحصين الجبهة الداخلية، المكشوفة أمام آلاف الصواريخ، كما قال.
ونوّه إلى أنّ صواريخ (حيتس) التابعة للجيش الإسرائيليّ، والقادرة على اعتراض الصواريخ المعادية، مخزونها صغير جدًا ولا تكفي إلّا لأيّامٍ معدودةٍ من القتال، لافِتًا في الوقت ذاته إلى أنّ هذه الصواريخ تهدف على نحوٍ خاصٍّ إلى الردّ على ضرب أيّ أهدافٍ إستراتيجيّةٍ وليس على استهداف للسكان، وأوضح أنّ تكلفة الصاروخ الواحد 3 ملايين دولار، معتبرًا أنّ إسرائيل لا تملك القدرة الاقتصاديّة لحيازة مخزونٍ كبيرٍ، وينطبق الأمر ذاته على صواريخ (القبة الحديديّة) التي يكلف كل صاروخ منها حوالي مائة ألف دولارٍ.