Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مصر : الاستقطاب السياسي في مصر يصل إلى الذروة.. حالة من الشماتة في موت الإعلامي وائل الإبراشي والمستشارة تهاني الجبالي.. مخاوف من استمرار الانقسام إلى الأبد .. لعنة الدماء حاضرة.. هل لرأب الصدع من سبيل؟ وهل طوق النجاة في استلهام سيدنا “الحسن”؟

القاهرة – “رأي اليوم” :

أثارت حالة شماتة البعض في موت الإعلامي المصري وائل الإبراشي والمستشارة تهاني الجبالي حالة من الخوف على المجتمع المصري الذي لا يزال يعاني حالة من الانقسام المجتمعي.

الشماتة في الموت اعتبرها البعض سبة، وعدها آخرون حقا وواجبا.

كلا الفريقين قدم الأدلة والبراهين التي تؤيد وجهة نظره.

الكاتب المصري جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة “المصريون” قال إنه ‏يتفهم ضيق البعض من شماتة كثيرين في ‎وائل الابراشي وتهاني الجبالي، مشيرا إلى أن وصف موقف الاثنين بأنه “خلاف سياسي” هو كذب وتضليل واستهبال.

وأضاف سلطان أن موقفهم كان تحريضا على القتل والإبادة ، ثم احتفالا بالدم، مشيرا إلى أن وائل طالب بجعل مذبحة رابعة عيدا وطنيا نحتفل به كل عام.

وأردف سلطان: “وائل شريك في القتل ، شريك في الدم”.

الأمر جلل

في ذات السياق يرى الكاتب خالد الضوي أن الامر أجلّ وأكبر وأخطر مما سكن الآن فى النفوس ، بعد أن مر دهر سكن فيه عند البعض الغضب ، ونسى الكثيرون الجرم العظيم .

وأضاف قائلاً: “وائل الابراشى وأمثاله من أعمدة الانقلاب الذين أسهموا فى تضليل الملايين وتزييف وعيهم ، ارتكبوا اخطر الجرائم فى التاريخ المصرى ، وكل من شارك فى هذا الامر دون تراجع او توبة مجرم عتيد وبستحق كل اللعنات حيا وميتا، الامر ليس متعلقا ابدا باسلاميين او اخوان ، قدر ارتهانه بحلم وأمل للشعب المصرى انتظره مئات السنين ليأتى مجموعة متهورين ليسوا على اى قدر من المسئولية الوطنية ويرتكبوا جرما عظيما فى إجهاض هذا الحلم ، وعلى رأس هؤلاء مجموعة الاعلاميين الذين أسهموا بقدر كبير وجهد عظيم فى تزييف الحقائق وتغييب الوعى وتضليل الشعب والذين يأتى على رأسهم هذا المضلل الفاسد المجرم وائل الابراشى

اذا كان البعض ممن دعم وساند الانقلاب نكاية فى الاسلاميين قد سكت حرجا عن جرائم ومذابح رابعة وما قبلها وما تلاها ، فهذا الإبراشى ومن على شاكلته قد رقصوا تيها وفرحا على دماء الابرياء ، وقد سمى بنفسه هذا اليوم أنه “يوم الفخر”.

وتابع قائلا: “استغل كل قدراته المهنية المتميزة فى الشر وفى التضليل وتزييف الوعى والدعوة للباطل، فقط الاسوياء هم الذين لا ينسون الجرائم الانسانية وتظل تقض مضجعهم مهما تطاولت عليها السنون، والغضب الذى فى الصدور لم يبرد تجاه الراقصين على الدماء والداعين الى سلوك الاجرام وتفجير بحيرات الدماء”.

وخلص إلى أن اليوم يلقى وائل الابراشى ربه محملا بكل تلك الجرائم ، مضرجا يديه بكل تلك الدماء، وقد كان يظن مثل كل المجرمين انه لن يلاقيه.

وأنهى قائلا: “مخطئ بل معتوه ومجرم من يظن ان الدماء تُنسى، وأن تقادم السنين قادرة على تسكين الغضب و نسيان بحور الدماء ومن رقص على أشلائها”.

الفقيه الدستوري نور فرحات ساءته حالة الشماتة في الموت، فكتب معلقا: “قدر لي بسبب دراستي وأبحاثي وعملي أن أعيش مددا طويلة نسبيا في كل من روسيا وأمريكا وإنجلترا وفي دول بوذية مثل منغوليا واسلامية مثل أوبكستان، وترددت علي الصين والهند وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا مرات عديدة ، وهي كلها مدد تسمح لي بالحكم علي طبائع الشعوب.

في الحقيقة لم أجد شعبا يجد في الموت مناسبة لتصفية الحسابات والتشفي بين الخصوم إلا الشعب المصري”.

وأضاف: “وحتي أكون دقيقا أقول: الشعب المصري في نصف القرن الأخير وتحديدا عندما ظهر الإخوان علي الساحة السياسية .هل يرجع هذا إلي أنهم يعتبرون أنفسهم يحملون تفويضا الاهيا بالتصريح بدخول الجنة أو الحرمان منها بحكم عقيدتهم اليقينية أنهم وحدهم يمثلون لب العقيدة الحقة، ربما”.

وخلص فرحات إلى أن هذا الموقف موقف غير إنساني وغير أخلاقي بل وخارج عن تعاليم الدين.

واختتم مؤكدا أن الشعوب الأخري تخشع لجلال الموت وتواسي من أصيب بالفجيعة أيا كان موقفه السياسي، خصما كان أم مشايعا.

وأنهى قائلا: “الموت يقين أوحد يجب أن يصمت الجميع أمامه ويتدبروا ساعة التقييم السياسي والفكري لها أوانها وسياقها المختلف وبلغة موضوعية تبعد عن التشفي والسباب.

من لا خلاق له لا دين له وكلاهما تجرد عن صفة الإنسان إلي صفة الشيطان”.

أي فروسية!

في ذات السياق تساءل الكاتب الصحفي المصري وائل قنديل: ‏ما هي الفروسية في أن أركض خلف كل نعش يحمل ميتًا كان في حياته ضدي وكنت ضده، لأقذفه بحجارة من السباب والشماتة، وهو في طريقه للحساب أمام خالقي وخالقه؟

وأضاف: ماذا ستخسر لو تركتهم لله واسترحمته وتذكرت أنك يومًا ستصير تحت التراب مثلهم؟

كلام قنديل رد عليه الأديب الكبير رفقي بدوي بقوله: الفروسية أن تلعنه دنيا وآخره إعلامي التطبيل والتزييف، لقد سلم محمود شعبان تسليم أهالي.

وخاطب بدوي قنديل قائلا: أنت توجع قلوب الناس بلا رحمة لمن لا يستحقون الترحم عليهم.

كربلاء

عبد العظيم حماد رئيس تحرير الأهرام الأسبق قال إنه لم يقبل من أي شخص تأييده لسفك الدماء.

ودعا حماد إلى نسيان الدماء بشروط.

وأردف قائلا: إن لم يكن على غرار مانديلا فليكن على غرار سيدنا الحسن والا فهي كربلاء إلي أبد الآبدين.