Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مصر : تصريح رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس المثير الذي جمع فيه بين المثقفين والزبالين يشعل مواقع التواصل في مصر.. ويوسف زيدان يرد: احفظ لسانك وتأدَّب ولا تخض فيما ليس لك به علم

القاهرة – “رأي اليوم”  :

“والدتي لها فضل كبير في جائزة ساويرس، كانت بتاخدنا عند الزبالين ووصتنا ناخد بالنا من الفقراء اللي في البلد دي وبعدها أخويا سميح وناصف اتفقوا نعمل المؤسسة دي عشان نقدر نعمل عمل كويس وبالتالي ربنا وفقنا وعملنا المؤسسة دي وكنا في الأول نقطة في محيط ودلوقت بقينا بحر في محيط”.

بهذا التصريح أجج رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس غضب المثقفين المصريين، وأثار حنقهم، حيث اعتبروه إهانة بالغة لهم.

في ذات السياق اعتبر آخرون أن المثقفين الذين يسارعون إلى التقدم لجوائز ساويرس يستحقون تلك الإهانة البالغة.

على الجانب الآخر اعتبر البعض أن تصريح ساويرس لا يمثل إهانة لأحد كائنا من كان، مؤكدا أن التصريح حمّل أكثر مما يحتمل.

 

 

 

زيدان يرد

من جانبه رد الكاتب المصري يوسف زيدان على رجل ساويرس بعد تصريحاته في حفل تسليم جوائز الفائزين بجائزة ساويرس عن الزبالين وعلاقتهم بالجائزة، مستنكرا حديث ساويرس.

زيدان كتب عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: «لا أعرف المهندس نجيب ساويرس بشكلٍ شخصي، ولم ألتق به إلا مرة واحدة، عابرة، كان فيها لطيفًا ومرحًا.. وليس من عادتي التوقُّف عند سفاسف الأمور ومحقرات الأخبار، مثل كلامه هذا المنشور والمنتشر منذ أمس بشكلٍ كبير، وأثار في نفسي التقزز.. ومن هذه الزاوية فقط، أرى من الواجب الرد عليه باختصار».

وأضاف قائلا: «الأدباءُ، يا رجل الأعمال الناجح، لا يصح جمعهم مع الزبالين بأيِّ وجهٍ من الوجوه، لا سيما وجه التحقير الفوَّاح من عباراتك حتى وإن كنت لم تقصده، وكان لسانك قد خانك، أو كنت تقصد مؤسستك الخيرية التي تعطي جائزتك الأدبية لأحد المتقدِّمين لها».

 

وتابع غاضبا: «الأدباءُ يا رجل المال والأعمال التجارية، هم منارات كل مجتمع وهم ثرواته الحقيقية الباقية عبر العصور، والخالدة، ومن هنا نعرف الجاحظ وشكسبير وابن سينا ودانتي والمتنبي وبورخيس والأصفهاني وغيرهم من منارات زمانهم ومجتمعاتهم، ولا نعرف الأثرياء الذين عاصروهم ثم انطمروا فور وفاتهم. وقد عرفتُ عديدًا من الأدباء المصريين، وكانوا  كلهم أكثر ثراءً وغنى منك في الحقيقة، لأنهم لم يتهالكوا على جمع الأموال وزيادتها، وكانت ثرواتهم أنفس من النقود والحسابات البنكية التي تؤرِّق أمثالك من رجال الأعمال».

واختتم زيدان قائلا: «أشهدُ بيقينٍ تام، أن يحيي حقي كان أغنى منك بكثير، وكذلك كان نجيب محفوظ وطه حسين وغيرهم كثيرٌ من الأدباء المصريين الذين عاشوا قانعين، واستغنوا بما في أيديهم فلم يسعوا يومًا وراء هوس زيادته. واعلم أيها المبهور المتفاخر بماله، أن كل مالٍ يزيد عن الاحتياج الفعلي لصاحبه، هو عبءٌ عليه وهمٌّ ثقيل.. فاحفظ لسانك مستقبلًا، وتأدَّب في لفظك، ولا تخض بجارح المفردات فيما ليس لك به علم.. رحمك الله منك».

عامل النظافة

الروائي المصري عبد النبي فرج ساءه تصريح ساويرس فكتب معلقا: “أنا أعرف موظف عامل نظافة مات والده وهو صغير واستطاع بكده وجهاده الدؤوب من تجهيز أخواته البنات الأربع ولم يتهرب من الضرائب ولم يتجسس علي البلد ولم يكن فاسدا مثل نجيب ساويرس، وكان علي أم نجيب بدل ما تذهب به الي جامعي القمامة للتعاطف معهم كان عليها ان تربيه ليكون محترما”.

زوبعة مدروسة

برأي الأديب عبد الحكيم حيدر الحجيلي فإن هذا الكلام الذي نطق به ساويرس وكان بعيدا عن اللياقة تماما ، لم تخنه الفطنة ، ولكن بتوجيه ، لإثارة نعرة الكتّاب .

وأردف: زوبعة مدروسة.

وتساءل حيدر: واحد ينفق من سنوات على بيوت الآف من المفكرين والكتاب في شكل جوائز ولجان تحكيم ، كيف تخونه الفطنة هكذا؟