"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

في الذكرى الـ26 لاغتيال “المهندس”.. حماس: بصمات عياش حاضرة في تفاصيل الصراع مع الاحتلال

غزة- “القدس العربي”:

صادف اليوم الأربعاء، مرور 26 عاما على اغتيال “مهندس حماس” الشهيد يحيى عياش، على أيدي المخابرات الإسرائيلية، خلال تواجده في قطاع غزة، عن طريق تفخيخ هاتف لاسلكي. وقالت حركة حماس إن “بصمات” عياش، ما زالت حاضرة في تفاصيل الصراع المستمر بين المقاومة الفلسطينية والمحتل.

وفي يوم الخامس من يناير 1996، اغتيل عياش عن طريق عميل أوصل هاتفا لقريب له على علاقة بعياش، الذي كان يتواجد وقتها في قطاع غزة، بعد أن انتقل من الضفة الغربية، بسبب الملاحقات الإسرائيلية، حيث كان القطاع وقتها خاضعا لسيطرة السلطة الفلسطينية.

وكان جهاز الاتصال المفخخ يخضع لرقابة إسرائيلية، حيث جرى تفجيره عن بعد خلال اتصال عياش بأهله في الضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاده.

ووقتها خرجت جنازة كبيرة لعياش الملقب بـ”المهندس” كونه كان يشرف على تجهيز العبوات والأحزمة الناسفة، التي كان نشطاء الحركة يستخدمونها في تنفيذ عمليات تفجير وسط المدن الإسرائيلية.

وعقب عملية الاغتيال اعتبر رئيس وزراء الاحتلال في حينه شمعون بيريز، أن اغتيال عياش يعد ” انتصارا كبيرا”، نظرا لفداحة الهجمات التي خطط لها عياش.

وفي هذه الذكرى، قال الناطق باسم حماس، حازم قاسم: “مثّل الشهيد المهندس إضافة فريدة في طبيعة الصراع مع الاحتلال، وأدخل معادلات جديدة أربكت حسابات الاحتلال، ودفّعته ثمنا باهظا مقابل جرائمه بحق شعبنا”.

وأضاف في تصريح صحافي تلقت “القدس العربي” نسخة منه: “قدّم الفعل الجهادي للمهندس عياش، وتعاظم المقاومة بعده، دليلا دامغا على فشل سياسة الاغتيال في وقف مسيرة نضال شعبنا، وعجز الاحتلال بكل أدواته عن منع المقاومة من التقدم والتطور”.

وأكد أن يوم استشهاد “المهندس عياش”، “شكّل لوحة وحدة وطنية، حينما خرج شعبنا الفلسطيني بكل مكوناته وفصائله وشرائحه في وداع أحد كبار قادة الثورة الفلسطينية المعاصرة”.

وولد يحيى عياش، في السادس من شهر مارس عام 1966، في قرية رافات جنوب غربي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة بقسم الهندسة الكهربائية، وتزوج إحدى قريباته وأنجب منها ولدين هما البراء ويحيى.

وتقول حركة حماس التي سردت جزءا من حياته، إنه نشط خلال الانتفاضة التي اندلعت عام 1987، في صفوف كتائب عز الدين القسام.

وذكرت أنه أمام شحّ السلاح والمواد المتفجرة، ركز نشاطه في مجال تصنيع المتفجرات، لينفذ أول تجربة لصناعة عبوة مفخخة بأحد كهوف الضفة بداية عام 1992، ويغدو المهندس الأول في صناعة المتفجرات.

وأشارت إلى أن أولى تجهيزاته، كانت في الخامس عشر من مارس 1993، حين نفذ الشهيد ساهر تمام أول عملية تفجيرية في مستوطنة “ميحولا” في غور الأردن، ليقتل ويصيب عشرات الإسرائيليين.

وقالت إنه على إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، قاد عياش رد كتائب القسام عبر سلسلة من العمليات، لتأتي عملية العفولة في السادس من أبريل عام 1994، التي نفذها الشهيد رائد زكارنة في محطة باصات، وأدت إلى مقتل 9 إسرائيليين، وجرح 50 آخرين.

وحملت العملية بصمات المهندس الشهيد يحيى عياش، ليخط بذلك شكلاً جديداً من المواجهة مع الاحتلال.