لندن – “القدس العربي” :
سارع المحافظون والنواب الأمريكيون لانتقاد اختيار مدير شركة تويتر جاك دورسي لباراغ أغروال كخليفة له في إدارة الشركة بعد تنحيه عن منصبه.
وفي تقرير أعدته إيميلي بيرنباوم وألكسندر ليفين قالا إن بعض المحافظين لا يرون أي تغير في تويتر بدورسي أو بدونه وبخاصة ما يرونه من الرقابة المتشددة من سيليكون فالي عليهم.
وقالا إن الغضب الحزبي الذي استحوذ على كل فترة جاك دورسي انتقل فورا إلى خليفته يوم الإثنين.
وعاد المحافظون إلى تغريدة كتبها باغروال قبل 11 عاما هاجم فيها التعصب ضد المسلمين، وتعليقات أخرى تتعلق بحرية التعبير، في وقت قال فيه النواب الديمقراطيون إنهم بانتظار تخلص الشركة من أمراضها مثل التضليل وخطاب الكراهية والتدخل في الخصوصية.
ومهما كان توجه تويتر في مرحلة ما بعد دورسي، فإن المنبر الذي أنشأه في عام 2006 كمنبر “للمعلومات القصيرة غير المهمة” سيواصل لعب دور مهم في السياسة الأمريكية عام 2022 حتى بدون مؤسسها المشارك على قمتها.
وعمل دورسي على إدخال تويتر في مركز التنافس السياسي بواشنطن، وأحدث هزات بما في ذلك قراره منع الإعلانات السياسية قبل انتخابات 2020 والتحقق بشدة من صحة المعلومات، ثم تعليقه وبشكل دائم حساب دونالد ترامب بعد الهجوم على الكابيتول هيل في 6 كانون الثاني/يناير.
وفاقم من إزعاج المشرعين على تويتر وزاد من حدة المنافسة مع الشركة الأكبر، فيسبوك. ولا يبدو أن تويتر ستحيد عن الطريق الذي رسمه دورسي في السنوات الأخيرة، حيث عين رجالا غير مسيسين وأنشأ فرقا أخلاقية داخل الشركة لإرشاد هذه القرارات. لكن التغيير على هرم الشركة يمنح بداية جديدة لنقاد تويتر في واشنطن.
ونقل الموقع عن آدم شارب، الذي أنشأ فريق السياسة في تويتر وتركها في عام 2016 “هناك الكثير من المجالات التي يجب على الشركة التخلي عنها وإعادة ضبطها”.
وقال إن الشركة قد تعيد تقييم مواقفها فيما يتعلق بالخطاب السياسي بما في ذلك حصول الساسة المنتخبين على حماية أو قيود لا تطبق على المواطنين العاديين، بالإضافة لكيفية التعامل مع التضليل.
ويرى أوري رينات، الذي عمل مسؤولا بارزا في البيت الأبيض للشؤون الرقمية في الفترة ما بين 2017 – 2020 أن تويتر عانى من “انخفاض الأهمية” في السياسة والمناصرة، وبخاصة بعد منعه الإعلانات السياسية، وهو أمر يجب على المدير الجديد التعامل معه.
وقال رينات “بالنسبة للمستخدمين، فقد أصبح تويتر منبرا للصحافيين في واشنطن، وهو أقل منبر مستخدم عندما يتعلق الأمر بالرأي العام”. ولم يظهر أغروال، الخبير في آلات التعلم ويعمل في تويتر كمسؤول عن التكنولوجيا منذ عام 2017 أي نية للتراجع عن السياسات الحالية.
ومثل دورسي، فقد تحدث عن خطاب سياسي عالمي في خدمة المصالح العامة على تويتر. وقال قبل فترة قصيرة من انتخابات 2020 “هناك محتويات هامة من المسؤولين المنتخبين تعد مهمة للرأي العام كي يراها أو يسمعها”، لكنه أخبر مجلة أم أي تي تكنولوجي ريفيو، أنه من الصعب الكشف عن “النقاش الصحي” ذلك أن تحديد ما هو خطاب مضلل “يظل مسألة وجودية لوقتنا”. ويرى بعض المحافظين أنه لن يكون هناك تغيير حتى بعد تنحي المدير.
وكتبت المعلقة اليمينية المحافظة كانداس أوينز في تغريدة “سيدير الشيوعيون تويتر حالا”. وقال مسؤول جمهوري بارز في لجنة المالية بمجلس الشيوخ والذي طلب من دورسي العام الماضي تقديم شهادة، إنه مستعد لمنح القيادة الجديدة لتويتر فرصة تغيير أساليب الشركة.
وقال السيناتور الجمهوري عن المسيسبي روجر ويكر “في ظل قيادة دورسي رأينا بشكل مستمر تويتر وهي تقوم بمنع المحتوى وبطريقة غير منصفة وتعليق حسابات مستخدمين لتعبيرهم عن آرائهم”. وقال النائب الجمهوري عن إنديانا ومدير لجنة الدراسة الجمهورية جيمس بانكس إن التغير في قيادة الشركة جاء متأخرا. وعلق حسابه الشهر الماضي عندما قالت الشركة إن تعليقات له عن مسؤول في إدارة بايدن مثلي خرقت قواعد النشر في تويتر. وقال إن التغيير في إدارة شركة تكنولوجية ينظر إليه على أنه حدث سياسي وله تداعيات خطيرة على حرية التعبير. و “لا يمكن لتويتر أن تكون أقوى من النواب المنتخبين”. وبدأ رموز في الحزب الجمهوري بالتفتيش في تغريدات أغروال القديمة لكي تكون ذخيرة لحربهم القادمة، بما فيها تغريدة كتبها قبل 11 عاما ولم يكن قد انضم إلى تويتر “لو لم يفرقوا بين المسلمين والتطرف فلماذا علي أن أفرق بين البيض والعنصرية”.
ورد أغروال في ذلك الوقت أنه كان يستشهد بكلام مراسل من “ديلي شو”، إلا أن التغريدة الأصلية أثارت اهتماما عبر الآلاف من إعادة النشر والتغريدات التي اقتبستها يوم الإثنين. وفي رد بنفس المقابلة مع مجلة أم أي تي عام 2020، رد على سؤال يتعلق بالتعديل الأول وكيفية موازنة حمايته للأفراد ومكافحة التضليل أجاب “دورنا ليس مرتبطا بالتعديل الأول ولكن دورنا هو تقديم خدمة نقاش صحي عام”.
وهذا يثير أسئلة حول قرارات تويتر تقديم أنواع من المحتوى على غيرها. وطالما أكدت المحاكم أن شركات التواصل الاجتماعي مثل تويتر ليست محظورة بناء على التعديل الأول من تقييد حرية المستخدمين. ويرى الديمقراطيون أن أهم القضايا التي تواجه المدير الجديد هي التضليل والمحتوى المتطرف.
ويرى السناتور كريس كونز، الديمقراطي عن ديلاوير ورئيس اللجنة الفرعية القانونية للخصوصية والتكنولوجية “لا يزال أمام تويتر المزيد من العمل على قضايا إشكالية تواجه المنبر بما فيها انتشار خطاب الكراهية والتضليل والعنف المتطرف”. وقال جان شاكوسكي رئيس لجنة الطاقة والتجارة والتي أحضرت دورسي للشهادة إن تويتر بحاجة إلى حارس يحمل مبادئ قادر على الالتزام بسياساتها ومستعد لاتخاذ خطوات جريئة بهدف حماية الديمقراطية. وتؤكد تويتر أن عمليات تصحيح المحتوى تأتي من فريق السلام والثقة وليس المدير التنفيذي.