مصر بين فريقين… أثرياء يكنزون الذهب وفقراء يدخرون الخبز… والتجار باعوا ذهبا بـ20 مليار جنيه

القاهرة ـ «القدس العربي» :

بينما تشهد الأسواق حمى شراء الذهب من قبل الأثرياء، اتهم وزير التموين الأغلبية الفقيرة بأنها تكنز الخبز المدعم وتجففه لبيعه بأضعاف ثمنه الحقيقي، حيث أشار إلى أن بعض المواطنين يجففون الخبز ويبيعونه في الأسواق بسعر 3.50 جنيه، أي أن الرغيف يعادل 35 قرشا، في حين أن تكلفته الأساسية 60 قرشا.
على مدار الأيام الماضية، وبينما الحكومة تحض أذرعها الإعلامية على إطلاق مزيد من الحملات الرامية لحث المواطنين على الرضا بالقليل، والاستعداد حتى تخرج الدولة من كبوتها، باتت الأغلبية الفقيرة على يقين بأن المستقبل القريب، وفق شهادات الصحف، لن يحمل سوى مزيد من الأعباء، لذا باتت “المحروسة” مقسمة لفريقين، أغلبية ينتابها الهلع من أن يعضها الجوع، وأقلية ثرية تخشى على ثرواتها من التراجع لذا قررت كنز الذهب، وفق ما أعلنه نادي نجيب سكرتير عام شعبة الذهب في اتحاد الغرف، الذي أكد أن الأغنياء اشتروا ذهبا بقيمة 20 مليار جنيه في غضون تسعة أشهر. وبين الفريقين احتار كتاب صحف أمس الجمعة 12 نوفمبر/تشرين الثاني التي حملت العديد من التقارير والمعارك: من تقارير مؤسسة الرئاسة: يعقد الرئيس السيسي، مباحثات قمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبحث مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة. ومن أخبار الفنانين: قال المنتج عصام إمام شقيق الزعيم عادل إمام، إن شقيقه بخير وبصحة جيدة ويعيش حياة الجد ويستمتع باللعب مع الأحفاد، ويقضي أوقاته في القراءة والمُشاهدة، ويعيش حياة طبيعية جدا، ويجهز لفيلم جديد بمشاركة نجليه. وأضاف عصام إمام، أن الشائعات حول اعتزال الزعيم للفن، وأن حالته الصحية حرجة، وأنه ترك القاهرة واتجه إلى الساحل ليجلس وحيدا في غرفة، كاذبة. ومن معارك الفنانين: كشفت محامية الفنان مصطفى فهمي عن اقتحام شقة موكلها من قبل عدد من «البودي جارد» من خلال بيان رسمي، مشيرة إلى أن طليقته حضرت وسرقت جميع ممتلكات العائلة من الشقة، حسب زعم البيان.

تحرش مربح

عبر الدكتور ناجح إبراهيم في “المصري اليوم” عن أسفه لأن هناك حالة تربص غير منطقية بالمتدينين، متسائلا: ما العيب أن تدخل صيدلية لتجد الصيدلي يقرأ القرآن، ما دام لم يُقصّر في عمله، ولم يعاملك معاملة سيئة، ما العيب في ذلك؟ القرآن ليس دستورا لخواص المسلمين، بل هو الدستور الأعلى لكل مسلم، مهما كان قدره، وهو شرف المسلمين وعزهم. الغريب أننا ندخل الصيدليات فنرى الصيدلي يشاهد مباريات القمة أو ليفربول، التي تمتد ساعتين ولا ينكر عليه أحد، ونرى الأطباء والموظفين في أماكن مهمة في أوقات عملهم يفعلون ذلك، لكن ذلك لم يستفز هؤلاء، ولكن تستفزهم قراءة الصيدلي للقرآن وحده في وقت فراغه، مع أن أي قارئ للقرآن لن يمكث أكثر من نصف ساعة ليقرأ وِردَه اليومي، خاصة أن أي مباراة لن تستغرق بحواشيها أقل من ساعتين.. مشاكل مصر معروفة، وليس من بينها الصيدلي الذي يقرأ القرآن. كل من يريد الشهرة الآن يتجاوز في حق الدين وأهله.. أن نهاجم الإرهابي، أو من يفهم الدين فهما خاطئا فهذا في مصلحة الدين والوطن، أما أن نقيم الدنيا ونقعدها من أجل صيدلي يقرأ القرآن مع نفسه في صيدليته الخاصة، فهذا أشبه بمن بال في بئر زمزم، فلما أمسكوا به وسألوه عن سر ذلك، وهو عاقل أريب، قال: حتى أدخل التاريخ ولو من باب الذم. يا قوم رفقا بالقوارير، فإن أهل الدين الآن لا ناصر لهم، ويتاجر بهم الصغير والكبير، وإذا تحدث أحدهم، صاح الجميع: «امسك إرهابي.. امسك متطرف»، على وزن ما كان يحدث أيام ثورة يناير/كانون الثاني: «امسك فلول»، ليهيلوا التراب على أي وطني لمجرد أنه خدم في موقع قيادي في عهد مبارك، أو ما يحدث في السبعينيات: «امسك شيوعي».

الجائع لا يكتب

كثير من المصريين والكلام ما زال للدكتور ناجح إبراهيم، لا يحسنون إلا«امسك كذا»، إذا أعوزته الحجة في الدفاع عن خطئه أو حتى تبريره، وبدلا من الاعتذار عن الخطأ، يزداد المرء في غيه ويتكبر عن الرجوع إلى الحق، ناسيا أن الحق أحق أن يتبع، وأن الحق قديم، وأن التنوير والإصلاح لا يمكن أن يكونا بهذه الطريقة الفجة المستنكرة. هدى الله الجميع للصواب والخير.. والكلمة أمانة. لا شك في أن أنياب الفيلة هي أكثر أعاجيبها لفتا للأنظار، كما قال الصديق الرائع الدكتورمحمد المخزنجي، الذي حكى أنه بعد انتهاء الحرب الأهلية الموزمبيقية، التي راح ضحيتها مليون إنسان وآلاف الأفيال التي تضاعف صيدها الجائر لبيع أنيابها وتسليح المتحاربين، اكتشف أن الجيل الأول من الأفيال المولودة بعد الحرب، لم تظهر لها أنياب وكأن الأفيال تعاقب من أجرموا في حقها. تفكرت في هذا الأمر العجيب الذي حكاه الدكتور المخزنجي، وقلت في نفسي إنه إذا نُزعت الحرية من قوم، فإن الأجيال التالية لهذا النزع تخرج مشوشة الفكر، عديمة الرأي، عقيمة الاختيار، وكذلك لا تكون هناك حرية حقيقية للإنسان وهو جائع محتاج، «فالجائع لا حرية له، ولا يكتب ولا يبدع، ولا يختار، وهو مشغول بسد جوع أولاده، فلا يهتم بوطن ولا أمة ولا قضية ولا يشغله فكر أو رأي، الجائع لا خيار له». وقد قلت مرة منذ قرابة عشر سنوات لأحد الكُتاب المبدعين: لماذا لا تكتب؟ فقال لي كلمة ما زالت أصداؤها ترن في أذني: «الجائع لا يكتب». أكد الكاتب أن هذه الأفيال كأنها تعاقب هؤلاء مع نفسها، فما فائدة الأنياب والعقل والحكمة، إذا كانت لن تفيدني ولن أستخدمها في حياتي، بل قد تكون سببا لصيدي أو ذبحي؟

جبروت وتعال

نتحول نحو معاناة المرضى مع الأطباء بصحبة أميرة خواسك في “الوطن”: دخلت السيدة رقيقة الحال إلى طبيبة المستشفى الجامعي المتخصص في الأطفال، كإجراء مبدئي لعرض ابنتها على جراح عظام الأطفال، بعد أن قرر أكثر من طبيب حاجة الطفلة ذات الثلاث سنوات لإجراء جراحة تصحيحية في الحوض، وبعد أن كشف الفحص بالأشعة أن لديها انزلاقا في عظام الحوض، ونصحها الأطباء بسرعة إجراء الجراحة التي تأخرت عامين، ما قد يسبب للطفلة الصغيرة عيبا خلقيا في قدميها. وقد عرض عليها أحد الأطباء إجراء الجراحة على أن يحصل على عشرين ألف جنيه لكل قدم، أي إنه سيتقاضى أربعين ألف جنيه! وبالتالي اضطرت هذه السيدة إلى اللجوء لهذا المستشفى الجامعي الكبير في القاهرة ذائع الصيت للأطفال. تعاملت الطبيبة بتعالٍ مع السيدة، وكتبت لها بعض الأدوية وأشاحت بوجهها عن الأم، التي حاولت أن تفهم منها كيف ستتناول العلاج بينما المطلوب إجراء جراحة؟ لم ترد عليها الطبيبة وأمرتها بالانصراف، دون أن تطمئن قلب الأم بكلمة، أو تجيب عن تساؤلاتها الملهوفة، أو تفسر لها أي شيء، بل نهرتها وطلبت منها الخروج. وقائع القصة وأسماؤها تحت يدي، وأعتقد أنها لا ترضي الله ولا المسؤولين في جامعة القاهرة، ولا أي أحد. لكن هذه القصة ومثلها كثير تتكرر في كل يوم، وفي العديد من المستشفيات مع مئات المرضى من أطباء وممرضين وممرضات لا يدركون النعمة التي وضعها الله بين أيديهم لمساعدة الناس والتخفيف من آلامهم.
قلوب قاسية

تقول أميرة خواسك، إن أفراد الطواقم الطبية يعملون في ظروف غاية في الصعوبة، وإن كثافة الأعداد وقلة الموارد والإمكانات تشكل عبئا ثقيلا عليهم في عملهم، والعائد المادي الذي يتقاضونه لا يساوي كل جهدهم، نعلم هذا جميعا، لكننا نعلم أيضا أن الطب رسالة إنسانية راقية بالدرجة الأولى، وأن المريض له حقوق، وأن الفقراء ربما تكون حقوقهم أكبر من الأغنياء فليس لهم سوى الله، والله لن يرضى أن يعاملوا هكذا. المشكلة الحقيقية أن الأطباء الكبار الذين يمثلون قدوة لتلاميذهم وللأجيال التالية أصبحوا قلة، والقيم والمبادئ الإنسانية لم يصبح هناك وقت لتعليمها وتوريثها، وأصبح معظم الوقت لجني الأموال واللحاق بسباق الشهرة والمكسب، والمشكلة أيضا أنه ليست هناك جهة يمكن أن تنصف المريض من سوء المعاملة، والمريض يذله المرض، ولن يسعى لعمل مشكلة مع طبيب يسيء معاملته، فيتغاضى عن أي شيء مقابل الاستمرار في أمل الشفاء. الحقيقة أنا لا أعرف أين يكمن الحل بالضبط، هل عند نقابة الأطباء التي لن يخسر مجلسها أصوات ناخبيه؟ أو عند كليات الطب وفي الجامعات التي قد تهتم بتلقين العلم، لكنها لا وقت لدى أساتذتها لتدريس موادهم لأنهم مشغولون في المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية، فكيف نطالبهم بتربية تلاميذهم على قواعد إنسانية يتبعها العالم أجمع؟ أو هي عند الدولة المحملة بأثقال ومشاكل لا أول لها ولا آخر؟ أطباء مصر يحتاجون وقفة حقيقية، وقفة مجتمعية، يكون في مقدمتها الأطباء أصحاب الرسالة الإنسانية ليتقدموا الصفوف، ويقدموا النموذج المحترم للطبيب الإنسان ويعيدوا للطب قدسيته. طالبت الكاتبة أن يكون حق المريض في معاملة لائقة إحدى المواد التي يتضمنها حق المريض، وهو القانون الذي بين يدي مجلس النواب.

ضحايا العشوائيات

كان المشهد، كما وصفه عصام كامل في “فيتو”، مروعا وجديدا وصادما، بنايات كبيرة متراصة في شوارع ضيقة كما شرايين القرى القديمة، ورجالا يمثلون الدولة في أوسع سلطاتها، ضباطا وجرافات وبلدوزرات ومسؤولين كبارا. بعد إخلاء البيوت إن كانت مسكونة، وتأمين الموقع، تزرع لفافات من الديناميت حول البناية، عيون تترقب وأخرى تبكى، ورجال بأزياء رسمية.. لحظات وتسقط البناية كومة من التراب. تستطيع أن ترى هذا المشهد على وجهين وكلاهما يحمل من الدوافع والمبررات ما يتوازى مع نقيضه، فإن لم تكن تستوعب ما يجري فلا بد أن تبكي على ثروة عقارية وضياع حقوق وإهدار لمصالح مواطنين. تعالى معي نناقش بموضوعية مثالا صارخا عشته صحافيا صغيرا يحمل في يده كاميرا تسجل على فيلم من كوداك صورا لمشروعات إزالة منطقة ماسبيرو قديما أيام مبارك. كنت مثل غيري نلتقط صور الغلابة، الذين تهددهم الحكومة بالطرد. كنا نصدر للجماهير جبروت الحكومة التي تطارد الخلق من أجل رجال الأعمال.. بعد التناول الإعلامي لمثل هذا المشهد، تتراجع الحكومة ويظل سكان ماسبيرو في عششهم أو بيوتهم الطينية البسيطة، بعضهم يسكن تحت السلم وأسر كاملة تعيش في غرفة وضيعة. كنا نساهم مثل غيرنا في ترسيخ فكرة التعايش مع العشوائيات، وعدم المساس بها، ولم تكن الحكومات المتعاقبة لديها مشروع محدد المعالم.. ساعدنا كثيرا في التأكيد على إدارة الفقر ليظل قابعا علي صدر الوطن، كما هو بمدخلاته ومخرجاته الاجتماعية نفسها. في الأسبوع الماضي أوقف الكاتب سيارته أعلى كوبري أكتوبر.. عمارات شاهقة تصعد للسماء، وحسب المخطط سيكون مركزا حضاريا لامعا يضاف إلى نيل القاهرة.. يا الله.. الفارق هنا هو المساحة الشاسعة بين إدارة الفقر وإدارة الثروة. ما يحدث هو إدراك واع لما تملكه تلك المنطقة الحيوية من إمكانات تدر على الدولة عوائد كبيرة. قد يقول قائل إن الفارق هو المساحة بين التعامل مع الفقراء، باعتبارهم أصحاب حق، والأغنياء الذين ينتظرون مطاردة الفقراء، وفي هذا القول مجافاة للحقيقة. مثلث ماسبيرو قبل المشروع الواعد الآن كانت منطقة عشوائية يموت أهلها كل يوم مئات المرات، فلا بيوتهم آدمية ولا هم يعيشون في أمان.. تعويضهم بمساكن تليق بهم كبشر أو تعويضهم ماليا، بما يمكنهم من العيش في بيوت آدمية هو عين الصواب وإخلاء المنطقة من العشوائية والمرض والفوضى إضافة للدولة.

على باب الوزيرة

تلقى علاء عريبي في “الوفد” العديد من الرسائل المبكية من أعزة أذلهم الفقر يستغيثون بالوزيرة نيفين القباج، لصرف معاش تكافل وكرامة، تساءل الكاتب: لا نفهم لماذا لم يتقدم بعضهم بطلبات للجهة المعنية وفضلوا التواصل عن طريقنا؟ المفترض أن تفحص وزارة التضامن الطلبات المقدمة وتعمل على الفصل بها بالتخصيص، أو الرفض مع توضيح أسباب الرفض وتحديد مواعيد تسليم الحالات التي تمت الموافقة عليها، وهناك ملاحظة أخيرة في هذه الرسائل أن أغلبها يصلنا من منطقة القلعة وحي الخليفة. محمد ماهر صلاح معاق بتخلف ذهني، يتيم ويعيش مع والدته وليس لهما دخل ثابت يعيشان منه، يناشد الوزيرة نيفين القباج صرف معاش تكافل وكرامة لكي يساعدهما على الحياة. أكتب إليكم استغاثة معاق من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعاني من تخلف عقلي شديد، يتيم الأب، والأم مغلوبة على أمرها ومقيمة معه، وكل ما يتمناه هذا المعاق من معالي وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج الاهتمام بأمره، وصدور قرار بتسهيل وسرعة صرف هذا المعاش لظروفه القاسية، مع العلم أن محمد ماهر ليس له من يتحرك من أجله ولا يستطيع هو الحركة. ولكم جزيل الشكر، مقدمه لسيادتكم محمد ماهر صلاح إبراهيم، مقيم في 94 شارع القلعة، الدرب الأحمر القاهرة».الرسالة الثانية من سعيد أحمد العدوى، 72 سنة، مصاب بعدة أمراض مزمنة، القلب والسكر وارتفاع في ضغط الدم، يطالب الوزيرة نيفين قباج بمساعدته في استخراج كارنيه خدمات متكاملة. حاولت كثيرا وتقدمت بشكاوى عديدة واستغاثات لمكتب الشؤون الاجتماعية في الدرب الأحمر أطالب بعمل كارنية خدمات متكاملة، لكنني فوجئت بقولهم إن كارنية الخدمات المتكاملة يصرف لأصحاب العجز الكلي أو الجزئى، أناشدكم برفع صوتي للسيدة الفاضلة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى لكي تصدر قرارا إنسانيا بالموافقة على استخراج كارنية خدمات متكاملة نظرا لبلوغي سن الشيخوخة وإصابتي بأمراض مزمنة وحالتي الاجتماعية صعبة، مع الشكر، مقدمه لسيادتكم سعيد أحمد أحمد العدوي، 10 شارع أحمد عمر الدرب الأحمر القاهرة.

يحيون ونموت

أسئلة مهامة طرحتها سكينة فؤاد في “الأهرام”: هل فات أوان إنقاذ العالم من اكتمال تدميره بما ارتكبته الدول والكيانات الصناعية الكبرى، وهل يصدقون في تخفيض نسبة انبعاثات ملوثاتها، التي وصلت إلى 80% وعلى رأسها أمريكا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، بينما لا تتجاوز انبعاثات القارة الافريقية 4% من نسب التلوث، علاوة على ما دمرته ونهبته هذه الدول الكبرى من ثروات القارة وحقوق شعوبها، ما يضع في عنق هذه الكيانات الكبرى النصيب الأكبر في نفقات وتبعات إنقاذ الأرض، والاستجابة لنداءات الدول والكيانات المستضعفة. لقد عقدت من قبل قمم مواجهة التغير المناخي 25 مرة، فهل ما وصل إليه حال الأرض من تدهور، بما جعل ناشطين من الشباب وأعضاء وفود، يطلقون تحذيرات من مستقبل كارثي يهدد البشرية بالفناء، إذا واصلت درجة حرارة الأرض الارتفاع، فهل ستفرض عليهم أن يكونوا أكثر جدية ومصداقية ـ تساؤلات كثيرة طرحتها قمة المناخ في غلاسكو، وستأتي المواقف الفعلية لهذه الكيانات الكبرى بالإجابة. لم يعد مدهشا ما يعانيه البشر من أزمات صحية وأوبئة يدعون البحث عن أسبابها، بينما الشواهد على الفاعلين الحقيقيين واضحة وضوح الشمس، إلى جانب الزلازل والفيضانات والحرائق، وما أدى إليه ذوبان الجليد في القطب الشمالي، مما تسبب في تملح مساحات من الأرض وعجزها عن إنتاج مواد غذائية، بعد ارتفاع منسوب المياه عن سطح البحر. صيحات التضامن التي أطلقها أغلب المجتمعين في قمة غلاسكو هل تحقق تخفيض نسب التلوث والاحتراق، وعدم استخدام الفحم واللجوء للطاقة النظيفة، ولكن في مجال الغذاء يبقى أهم مصادر الإنقاذ هو استنهاض كل دولة لإمكاناتها وقواها الذاتية ـ وقد حذرت منظمة الغذاء العالمية (الفاو) من الجوع الذي سيجتاح العالم، نتيجة نقص إنتاج الغذاء وقد بدأت مؤشرات ارتفاع الأسعار العالمية، برفع أسعار زيوت الطعام التي نستورد 80% أو 90% منها ـ ومن هنا تبدو أهمية أن نستطيع مضاعفة إنتاجنا من الخبز، بخلطه بالشعير أو غيره من المحاصيل المحلية.

في أسوأ صوره

قانون تنظيم انتظار السيارات في الشوارع، أو ما يعرف بقانون السايس الذي استغرق إعداده، كما أوضح محمد الشماع في “الأخبار” سنوات ظل دون أي تفعيل يذكر، وازدادت معه آلام ومتاعب ومشاكل أصحاب السيارات والمارة وحركة المرور، التي تعقدت في شوارع القاهرة والإسكندرية، بل محافظات قبلي وبحري. ولم يسلم من تلك المشاكل والمشاجرات، وربما ارتكاب الجرائم الجنائية بسبب معارك ومشاجرات أصحاب السيارات والمحلات والباشا السايس، الذي يفرض سطوته على أطراف المشكلة! مجلس النواب بذل الجهد وأنفق الوقت والفكر وعقد عشرات الاجتماعات مع الخبراء والمسؤولين حتى يتم تفعيل القانون على أرض الواقع، لكن للأسف الشديد كانت لنتائج التطبيق المتراخي للمحليات والمرور في أسوأ صورة، إذ لم يتم تنفيذ أي شيء ذي قيمة من اللائحة التنفيذية للقانون، التي تحدد أماكن الانتظار وكيفية إدارة تلك الأماكن سواء عن طريق شركات صغيرة، أو أفراد، والشروط التي يجب أن تتوافر في كليهما وتشكيل اللجان الفنية والهندسية من الأحياء وإدارات المرور وتحديد قيمة اشتراك انتظار السيارات وأنواعها، لم يحدث أي شيء من هذا على الإطلاق. لكن كل ما حدث هو أننا أصبحنا نتعرض لفرض إتاوات وليست قيمة انتظار أو اشتراك، ولكن تحصيل مبالغ أصبحت قيمتها أضعاف ما كنا ندفعه صاغرين للباشا السايس الفتوة، وصار مبدؤه الدفع للمشي هو شعار “السايس”، وانضم لهم للأسف سيدات وأطفال وشباب يقومون بفرض الإتاوات على أصحاب السيارات! الفارق الوحيد قبل القانون وبعده، هو أنك تجد السايس وقد علق على صدره بطاقة ولا يعطيك فرصة لكي تعرف ماذا تدل تلك البطاقة، أو يرتدي جاكيت كتب على ظهره قسم شرطة “كذا”، التابع له فقط لا غير، وتلك الإشارات، دليل على أنه المسؤول الرسمي عن الشارع، وعندما تبدى استياءك أو استفسارا عن أسباب زيادة قيمة الانتظار، فإنك تسمع الإجابة سريعة أنا بادفع أربعة آلاف جنيه أو ثلاثة آلاف جنيه، حتى الشوارع البعيدة عن الزحام، فإنك تجد من كان يقف ليبيع “قفصين فاكهة” أو خضار، وقد علق على صدره بطاقة وترك مهنته وأصبح “سايس” لأنه بيدفع 500 جنيه شهريا “للقسم”، ولا ندري يدفع لمن؟

ضعفاء فلنساعدهم

اهتم عمرو هاشم ربيع في “الشروق” بأزمة الطلاب من ذوي القدرات المحدودة: حديثنا هنا ليس عن الأطفال ذوي القدرات الذهنية الأقل من الضعيفة، والذين تتراوح اختبارات الذكاء لهم ما بين 30 ـ 60 تقريبا، فهؤلاء مكانهم معروف وهو مدارس التربية الفكرية، لكن الحديث هنا عن الأطفال ذوي القدرات المتواضعة والأقل من المتوسطة، التي تتراوح اختبارات الذكاء لديهم ما بين 60 ـ 84 تقريبا. الأطفال ذوو القدرات المتواضعة أو الضعيفة والأقل من المتوسطة، يلتحقون عادة بفصول الدمج في المدارس العادية مع الأطفال العاديين ذوي القدرات الأعلى. فتلك المدارس هي المعنية بالعمل على استيعاب هؤلاء الأطفال. وفي مصر رغم وجود بعض الأفكار المطبقة لدمج هؤلاء الأطفال، إلا أن تلك الأفكار المطبقة لم يتم تفعيلها بشكل جيد. في الآونة الأخيرة تم بالنسبة إلى الأطفال ذوي القدرات المتواضعة أو الضعيفة، دمج هؤلاء الذين لا يرتقون إلى منزلة الأطفال العاديين، فتم وضعهم كما تقر الأدبيات التربوية العالمية في المدارس العادية، بحيث يدرس هؤلاء المناهج والعلوم نفسها التي يدرسها الأطفال العاديون، لكن عند التقييم تقوم وزارة التربية والتعليم بوضع امتحانات أو اختبارات خاصة بهم، كما يقر بذلك التربويون. كل ما سبق كان جهدا مقدرا من الدولة، لكن على أرض الواقع كانت هناك مشكلات كثيرة بالنسبة للأطفال ذوي القدرات المتواضعة والضعيفة. مشكلات الأطفال ذوي القدرات المتواضعة أو الضعيفة عدم وجود مدرسين أكفاء للتعامل معهم. صحيح أنه برزت خلال العام الماضي والحالي مشكلة كبيرة في أعداد المدرسين في جميع المدارس الخاصة بالأطفال والتلاميذ العاديين، لكن تلك الفئة ذات القدرات المتواضعة هي الأكثر تهميشا في الحقوق والواجبات.

ضحايا التنمر

هناك حاجة ملحة كما يرى عمرو هاشم ربيع، للاهتمام بفئة الأطفال متواضعي الفكر، تتمثل في فرط الحركة وتشتت الانتباه وصعوبات التعلم وبعض سمات التوحد، والبعض للتأخر الذهني البسيط، مما يحتاج معه الأمر إلى مدرس مدرب تدريبا جيدا للتعامل مع هذه الفئة، من الناحيتين العلمية والتربوية، لمساعدتهم على الاندماج مع أقرانهم، وهو الهدف الذي أنشئت من أجله فصول الدمج. على وزارة التربية والتعليم فرض الرقابة الشديدة على المدارس العامة والخاصة للاهتمام بتلك الفئة، والعمل على وجود كادر كبير من الاختصاصيين النفسيين لمتابعة هذه الحالات، وتقييم هؤلاء ومتابعتهم الدورية، والقيام بأمرين، أولهما، إرشاد أسري مع الآباء والأمهات المعنيين بالمشكلة، وآباء وأمهات الأطفال العاديين أيضا. وثانيهما، إرشاد المدرسين في العلوم المختلفة. جميع الأدوار السابقة من الوزارة والمدرسة والمدرسين مهمة لمواجهة عدة أمور أبرزها منع تنمر باقي التلاميذ والطلبة على أقرانهم من الفئات الضعيفة والمتواضعة. إذ أن هذا التنمر يزيد من عدوانية هؤلاء، وكراهيتهم للعملية التعليمية برمتها، ومن ثم العزوف عن التعليم كلية. وقد رصدت في هذا الصدد حالات كثيرة لضرب التلاميذ المعنيين من قبل زملائهم ذوي القدرات الأعلى، والسخرية والاستهزاء المتواصل منهم. الأمر الثاني: أن دور الاختصاصي الاجتماعي المدرسي، توفير أنشطة دمج رياضية واجتماعية وعلمية مختلفة لضمان تلقي واستيعاب العلوم المختلفة، وبشكل مختلف، عوضا عن عدم الاهتمام بغياب هؤلاء عن المدرسة، وهو الأسلوب المتبع في أغلب الأحيان اليوم.

ناس وناس

قضية بالغة الخطورة طرحها للنقاش السيد البابلي في “الجمهورية” تتعلق بالحوار الدائر حول زيادة محتملة في أسعار العقارات في الفترة المقبلة التي يتحدث عنها البعض ويؤكدون أن ارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة للبناء، سوف ينعكس على السوق العقاري، بزيادات تتراوح ما بين 10 إلى 15%. تابع الكاتب: إن الحديث عن ارتفاع في أسعار العقارات لا يستند إلى حالة السوق العقاري الواقعية. فالوحدات السكنية الحالية أقيمت قبل ارتفاع الأسعار. وهناك قاعدة للعرض والطلب، هي التي تحكم وتتحكم في الأسعار والمعروض في سوق العقارات حاليا أعلى كثيرا من الطلب.. وهناك آلاف الوحدات السكنية مغلقة أو تحت التشطيب أو لم يتم بيعها.. وبعض شركات المقاولات أصبحت تقدم عروضا مغرية بزيادة سنوات التقسيط إلى 15 عاما مع مقدمات بسيطة في الدفع، من أجل الحجز أو الاستلام.. والمدن الجديدة تعاني من الفراغ السكاني ولم ترتفع أسعار الوحدات السكنية فيها منذ سنوات. ولهذا فإننا نقول إن الحديث عن ارتفاع جديد في أسعار العقارات يخلو من الواقعية.. وقد يكون حديثا الهدف منه دفع الناس للشراء واغتنام الفرصة قبل الارتفاع المزعوم، الذي لا نعرف له وجودا إلا في بعض المناطق ذات الطبيعة الخاصة، والزبون الأكثر خصوصية وثراء. وتابع الكاتب: إحنا بتوع الذهب.. شعب يعشق الذهب ولا يقنع بغير الذهب احتياطيا استراتيجيا للأسرة.. خاصة للمرأة التي يصعب عليها التفريط في الذهب مصدر الأمان والاطمئنان في كل عصر ومكان.. والناس وجدت أن فوائد البنوك قد تراجعت.. وأن البديل الوحيد لفائض مدخراتهم هو الذهب، الذي لا ينضب معينه أبدا، فقررت اكتناز الذهب وسارعوا إلى شراء ما قيمته 20 مليار جنيه في غضون تسعة أشهر، كما يقول نادي نجيب سكرتير عام شعبة الذهب في اتحاد الغرف التجارية والرقم كبير.. ومدخرات المصريين على ما يبدو ضخمة.. والملايين تظهر في الوقت المناسب ومن تحت الأرض.. وبتجي منين.. الله أعلم!

يوم السناجل

يحتفل “السناجل” بـ”يوم العُزاب” في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، وذلك كما أوضح محمود عبد الراضي في “اليوم السابع” لأن الأعداد الأربعة المكونة لهذا التاريخ التي تمثل اليوم والشهر (11 ـ 11)، تجسد العزلة العاطفية للمشاركين، حيث يُعد هذا اليوم فرصة للتجمع والتعاطف معهم. هذا الاحتفال بدأ في الصين، وانتشر بعدها في عدة مناطق في العالم، وبات الاحتفال به سنويا، لدرجة أن الشركات تعلن عن عروض على منتجاتها في هذا اليوم، حتى أن أحد مجموعات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية في الصين حققت العام الماضي في اليوم نفسه مبيعات قياسية، في يوم التسوق والتخفيضات الصيني المعروف باسم “يوم العُزاب”، الذي أصبح أكبر مهرجان للتسوق في العالم، حتى حققت خلال 30 دقيقة تقريبا من بدء اليوم بيع بضائع بقيمة 372.3 مليار يوان “56.2 مليار دولار”. ورغم أن بعض الشباب يحتفلون بهذا اليوم، لاسيما الذين لم يرتبطوا حتى الآن، ويبادرون بنشر “بوستات” على السوشيال ميديا، تتسم بالدعابة، إلا أن “الزواج” يبقى المشروع الأهم والأكثر قُدسية في حياة الجميع، كونه الميثاق الغليظ، الذي من شأنه إعمار الكون، واستمرار النسل. قال الكاتب: إذا كان “السناجل” يحتفلون بـ”العزوبية” يوما في العام، فالأجدر بالمتزوجين الناجحين في حياتهم الزوجية، الاحتفال بزواجهم يوميا، لا سيما الزواج القائم على المحبة والاحترام والتفاهم والاحتواء، لا العناد والشقاق والاختلاف. شُرع “الزواج” ليكون بمثابة “السكن”، وهو تعبير قرآني رائع، “لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”، يوحي بتوحد الأرواح وتلاقيها وتفاهمها وانسجامها، والعيش في سعادة ومحبة، حتى تستقيم الحياة، فـ”الحب” شيء لا يُباع ولا يُشترى، لا يُوهب ولا يُستعار، لم يبلغ إنسان من الغنى ما جعله يُسيطر عليه، ولم يبلغ إنسان من الفقر ما جعله يفقده، هو شيء من “صنع الله”، فحافظوا عليه وتحابوا تعيشون في سلام وأمان.

اللغز الليبي

نتحول نحو الملف الليبي إذ يرى سليمان جودة في “المصري اليوم”، أنه كلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة والبرلمان في ليبيا ازداد ملف الانتخابات غموضا، مع أن العكس على طول الخط هو الصحيح، لأننا نتكلم عن انتخابات رئاسية، وانتخابات برلمانية، ستجري بالتزامن في بلد عربي افريقي مهم. وكان من بين علامات الغموض أن يقرر المجلس الرئاسي، قبل أيام، وقف وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل وإحالتها إلى التحقيق أمام لجنة يرأسها نائب رئيس المجلس.. وبصرف النظر عن غرابة القرار، إلا أنه غير لائق بقدر ما هو شديد الغرابة. قال الكاتب: هو قرار شديد الغرابة لأن وزيرة الخارجية ليست موظفة في مصلحة حكومية، يجوز وقفها وإحالتها للتحقيق.. وهو غير لائق لأنه يحرج المنقوش أمام أي نظير لها في أي بلد، وإلا، فبأي وجه بالضبط يمكن لهذه السيدة الشجاعة أن تتكلم مع نظرائها في شتى الدول، إذا كانت هذه هي الطريقة التي يتم فيها التعامل معها من المجلس الرئاسي في بلادها؟ وأنا أصفها بالشجاعة لأنها كذلك بالفعل، وبالذات في ملف المرتزقة الموجودين في الأراضي الليبية، فهي لم تترك مناسبة تمر إلا وأعادت التأكيد فيها على أن خروج كل مرتزق من ليبيا مسألة لا بديل عنها.. فهل هذا هو السبب غير المعلن وراء حكاية الوقف والتحقيق؟ المجلس من جانبه فسر قراره بأن السبب هو انفرادها بالسياسة الخارجية دون التنسيق معه.. وهذا كلام عام وغامض، لأن السؤال هو كالتالي: في أي ملف خارجي على وجه التحديد انفردت المنقوش بسياسة بلادها؟ وماذا على وجه التحديد أيضا لم يعجب المجلس في أداء الوزيرة؟ إنني أخشى أن يكون ملف خروج المرتزقة، وبالذات المرتزقة الذين جاء بهم الأتراك، هو ملف الخلاف بينها وبين المجلس الرئاسي. البلد مقبل على انتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول هي الأولى فيه من نوعها، ومن الطبيعي أن تكون الانتخابات محل كلام بين وزيرة الخارجية ووزراء خارجية في أكثر من دولة.. ولنا أن نتصور الوضع لو جاء وزير خارجية الولايات المتحدة مثلا، وطلب توصيله بنظيرته الليبية فقيل له إنها موقوفة عن العمل وتنتظر التحقيق؟
ليبيا فيها من العبث الذي تمارسه أطراف أجنبية ما يكفي، وليست في حاجة إلى عبث يمارسه بعض أبنائها من المسؤولين في الداخل.

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

عقيد بريطاني يحذر إسرائيل من تهديد اليمن أكبر من “حماس” و”حزب الله”

RT : عقيد بريطاني يحذر إسرائيل من تهديد أكبر من “حماس” و”حزب الله” حذر العقيد …