ركّزت صحيفة إسرائيلية على موقف روسيا من قصف تل أبيب الأخير بسوريّة، في ظلّ ما وصفته بضبط النفس الأمريكيّ.
وقال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، إنّ “إسرائيل توسع الهجمات وروسيا لا تكترث”، مضيفًا أنّه “خلافًا لضبط النفس الأمريكي فإنّ تل أبيب تقوم بعمليات إحباط لتهريب السلاح من إيران لحزب الله، وتضرب قواعد مليشيات في سوريّة”.
ولفت المُحلِّل، المُقرّب جدًا من دوائر صُنع القرار الأمنيّ في تل أبيب، لفت إلى أنّ القصف الذي نُسِب لإسرائيل في سوريّة يوم الاثنين من هذا الأسبوع، هو العملية السابعة من نوعها خلال شهر تقريبًا، مُشدّدًا على أنّه “استهدَف مصنعًا لإنتاج الصواريخ في مدينة منطقة حمص في شمال سوريّة، وأهدافًا أخرى في منطقة مدينة طرطوس في شمال غرب سوريّة”، وفق ما نقله عن مصادره الأمنيّة التي وصفها بالرفيعة جدًا.
المُحلِّل مضى قائلاً إنّ مصدرًا روسيًا في سوريّة قال إنّ إسرائيل أطلقت ثمانية صواريخ على منشآت للجيش السوري في حمص، ومنظومات الدفاع الجوي السورية اعترضت ستة صواريخ منها”، مؤكدًا أنّ “الإعلان الروسي لم يتضمن إدانة لإسرائيل بسبب الهجوم”.
المحلل أضاف أنّه “سبق ذلك عدة هجمات لإحباط تهريب السلاح، إلى جانب عملية على طول الحدود في هضبة الجولان”، مشددًا على أنّ هناك ارتفاعًا في نطاق الهجمات الإسرائيلية في سوريّة، في إطار ما يسمى “المعركة بين الحربين”.
وذكر المُحلِّل أيضًا، نقلاً عن ذات المصادر، أنّه “يوجد لإسرائيل أهداف رئيسية في سوريّة، وتتمثل في إحباط تهريب السلاح لحزب الله من إيران عبر الأراضي السورية، والمس بمصالح إيرانية أخرى مثل قواعد المليشيات الشيعية في عمق سوريّة، وبنشطاء محليين يعملون لصالح إيران وحزب الله قرب الحدود في هضبة الجولان”.
بالإضافة إلى ذلك، لفت المُحلِّل الإسرائيليّ إلى أنّ القصف يأتي بعد أسبوعين على قمة بوتين وبينيت في سوتشي، موضحًا أنّ “روسيا غير قلقة بشكل خاص من القصف الإسرائيلي لأهداف إيرانية، ووقوع الهجمات الأخيرة قرب القوات الروسية في منطقة حمص وتحديدا في طرطوس، يدل على أنّ تل أبيب تأخذ في الحسبان أمن الجنود الروس، وفق ما أكّدته المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
وخلُص المُحلِّل إلى القول إنّ الإعلان الروسي عقب القصف الإسرائيلي الأخير، يعكس حقيقة أنّ الأمر يتعلق بهجومٍ استثنائيٍّ في حجمه بمنطقة حساسة، مستدركًا: “لكن موسكو امتنعت عن إدانة أعمال تل أبيب في سوريّة”، وفق ما نقله المُحلِّل عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب.