مصر : ذر الرماد في العيون .. فكرة لفظتها دول يتلقفها أزهريون مع تجاهل الفجور الإعلامي الهابط على الأسر في بيوتهم من الفضائيات … صور لافتة للواعّاظ الدليفري لدعوة الشباب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وجدل حول الفكرة بين راضٍ عنها وساخط عليها.. ومنتصر يذكّر بمعارك علي ومعاوية ويحذّر من بحور الدم

 ” النفاق و التخبط  و خلط الأوراق للتعمية على الناس “

والسؤال الذي يطرح نفسه دعوة الشباب للفضيلة أولى أم الدعوة لوقف سيل الفجور والفسوق والإجرام الإعلامي الساقط علي الناس في بيوتهم من الفضائيات

راي اليوم :

مصر : صور لافتة لوعّاظ من الأزهر يدعون الشباب للمعروف وينهونهم عن المنكر .. وجدل حول الفكرة بين راضٍ عنها وساخط عليها.. ومنتصر يذكّر بمعارك علي ومعاوية ويحذّر من بحور الدم

انتشرت في الآونة الأخيرة صور لوعاظ من الأزهر وهو يجادلون الشباب بالتي هي أحسن، يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر.

الصور تقبلها البعض بقبول حسن مشيدين بها مثنين عليها، بينما حذر منها آخرون مؤكدين أنها طعن في مدنية الدولة وحرب عليها.

الفريق الأول المساند للفكرة والداعم لها يرى أن المجتمع المصري وصل إلى الحضيض بسبب ابتعاد الناس والشباب في المقدمة عن الدين.

في ذات السياق يرى هؤلاء أنه الناس لن ينصلحوا إلى بالدين وبالعودة إلى خالقهم.

 

ظاهرة جيدة

فكرة نزول الوعاظ إلى الشوارع يراها البعض ظاهرة جيدة ستؤتي ثمارها بشرط أن يسلط الإعلام الضوء عليها ويقدرها حق قدرها.

الوعظ الديليفرى!

على الجانب الآخر يرى د.خالد منتصر أن مبدأ الوعظ الديليفرى، وذهاب الواعظ إلى حيث مكانك، بيتك أو قهوتك أو مكان عملك أو شاطئ مصيفك أو ناديك الرياضى.. إلخ، و الكلام عن قوافل الوعاظ تزامن مع الجدل الحاد الدائر فى المجتمع حول قراءة القرآن والصلاة فى أماكن العمل، والتراشق الذى وصل إلى حد الشتائم بين طرف يقول: أنتم تريدون هدم الدين، وأى طقس دينى لن يعطل العمل بل سيطرح البركة. وطرف يقول: ليس

القصد هو منع قراءة القرآن أو الصلاة ولكن منع تعطيل العمل أو الهروب منه بحجة أداء الطقوس الدينية.

وأضاف منتصر أن الموضوعين مرتبطان وإن ظهر أنه لا علاقة بينهما.

وتابع قائلا: “نحن مجتمع ما زالت الأمور لديه مختلطة ومتداخلة، ويفهم الفصل بين الأشياء ووضع الحدود، أو كما نقول بالعامية منع وضع أبو قرش على أبو قرشين… إلخ، يفهم المجتمع كل هذه الأشياء على أنها تقليص من حريته الدينية وحق الناس فى منع المنكر.”.

وقال إن أولى بديهيات الحداثة هى أن الفضاء العام للجميع، من كل دين ومن كل جنس ومن كل لون وطبقة وعرق، مشيرا إلى أن ممارسة كل متدين لطقوس دينه تكون فى مكانها وبدون ادعاء أنه يمنع المنكر وينشر الفضيلة، لأن مفهوم منع المنكر مطاط ومتسع.

 

وقال إن الأشخاص الذين

طعنوا شاباً كان يسير مع خطيبته فى السويس بسكين، كانوا مقتنعين بأنهم يمنعون المنكر، وستتسع الرؤية فيصبح منع السائح من شرب الخمر أو منع السائحة من ارتداء المايوه على الشاطئ ورفض إقامة الأعياد الدينية لأصحاب الديانات الأخرى منعاً للمنكر ونشراً للفضيلة، ستخضع لكل واحد ومزاجه وعاداته التى يعتبرها هى الدين، تنظيم كل هذه المسائل ليس كراهية دين على الإطلاق، ولكنه للحفاظ على نسيج ووحدة وطن.

 

 

وتابع قائلا: “لكل مقام مقال، ولكل حادث حديث، وكل شىء وله إطاره وطريقته، ذهاب الشيخ إلى المقهى واقتحام الحياة الخاصة للناس وطلب رجل الدين من الجالس فى المقهى أن يصمت لكى ينتبه إلى كلامه، سيتطور بالتدريج لمشادات وملاسنات، والموضوعات الدينية موضوعات جدلية بطبيعتها، ولو عدنا إلى

التاريخ سنجد محاورات دينية بدأت بغرض الإقناع وانتهت بنزيف الدم وبتر الأطراف وجز الرؤوس، هل هناك أقوى من على بن أبى طالب فى قوة الحجة والبلاغة؟ ماذا فعل الخوارج معه حين كانت هناك حوارات جدلية بعد معركته مع معاوية؟ النهاية للأسف كانت فتنة وبحوراً من الدم.”.

 

وخلص منتصر إلى أن قوافل الوعاظ على المقاهى وأكشاك الفتاوى فى المترو ومحاولات نفخ الروح فى ثقافة المطوع الذى يطارد الرذيلة فى الشوارع، هى استنزاف لمدنية وحداثة وحرية وطن يريد أن ينمو بعيداً عن التناحر الدينى تحت أى لافتة أو شعار، ودائماً الطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الحسنة.

 

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

الإمارات تمنح شركة وين ريزورتس أول ترخيص لأنشطة القمار في البلاد

AFP : منحت الهيئة العامة لتنظيم الألعاب التجارية في الإمارات الجمعة أول ترخيص لشركة وين …