باريس- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها مصطفى الكاظمي تعد الهجوم الأول والأخطر الذي يتعرض له هذا الأخير منذ تعيينه رئيساً للوزراء في العراق في شهر مايو من العام الماضي.
ويأتي الهجوم في سياق متوتر للغاية، بعد شهر من الانتخابات التشريعية التي شهدت هزيمة ساحقة لمرشحين يدعمون الميليشيات الشيعية الموالية لإيران. وهي ميليشيات يسعى مصطفى الكاظمي إلى تقليص نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي من دون القدرة على مواجهتها بشكل مباشر لعدم توفر الإمكانيات.
واعتبرت “لوفيغارو” أنه يمكن ربط محارلة اغتيال رئيس الوزراء العراقي بالمفاوضات الجارية خلف الكواليس لتسمية رئيس الوزراء المقبل؛ حيث إن الكاظمي ليس متأكدا على الإطلاق من بقائه، في ظل معارضة غالبية القادة السياسيين الشيعة له.
ونقلت الصحيفة عن خبير عراقي قوله: “لم يتضح بعد من يقف وراء هذا الهجوم غير المعلن، لكن العديد من التصريحات استهدفت رئيس الوزراء مؤخرًا بشكل مباشر. وسقط عدد قليل من القتلى في احتجاجات الجمعة التي نظمها الخاسرون في الانتخابات، لذا فهم عدوانيون، ومستعدون للعب كل شيء من أجل كل شيء”.
وتحت العنوان الفرعي التالي: “تصعيد متوقع” تابعت “لوفيغارو” التوضيح أنه قبل ساعات من الهجوم، صعّد قيس الخزعلي، زعيم “عصائب الحق” إحدى أقوى الميليشيات في العراق، من لهجته ضد الكاظمي، في مقطع فيديو. ومنذ يوم الجمعة الماضي يعتصم أنصار الفصائل الموالية لإيران عند مدخلين للمنطقة الخضراء في وسط بغداد. وكانوا يسعون، بحسب بعض المصادر، للدخول إليها، لكن الجيش أطلق النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل اثنين على الأقل، وذلك دون موافقة رئيس الوزراء على ما يبدو.
وذكَّرت “لوفيغارو” بأن رجال الميليشيات المسلحين سبق لهم في شهر مايو الماضي أن اقتربوا بقاذفات الصواريخ على بعد 100 متر فقط من مكتب مصطفى الكاظمي، في تحذير أولي تلته هجمات عديدة ضد أهداف أمريكية في القواعد النادرة حيث ما يزال جنود متمركزون عبر المحيط الأطلسي.
ومضت “لوفيغارو” إلى القول إن الكاظمي استطاع، من دون حزب سياسي أو مجموعة برلمانية، أن يحظى بتقدير دول الخليج والولايات المتحدة وفرنسا، دون الوقوع في مرمى إيران المجاورة، عرّاب بعض الميليشيات التي يحاربها رئيس الوزراء.
وتقول الصحيفة، إن المعركة غير متناسبة كما يتضح من الصور النادرة للغاية لرئيس الوزراء وهو يواجه عشرات الملصقات التي تظهر الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائبه العراقي أبو مهدي المهندس، أوصياء الميليشيات المناهضة للكاظمي، واللذين اغتيلا بداية العام الماضي بالقرب من مطار بغداد بأوامر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لكن الهزيمة في الانتخابات التشريعية الأخيرة -التي يرفضون نتائجها- أضعفت بلا شك هذه الميليشات المدعومة من إيران.