نشرت صحيفة الإندبندنت أونلاين تقريرا لبورزو داراغاهي المراسل الدولي بعنوان “غارق في أزمة بعد أزمة، الأمل يتلاشى في القرن الأفريقي”.
ويقول الكاتب إنه “وعلى الرغم من أن الصراعات في منطقة القرن الأفريقي ليست مرتبطة ببعضها بشكل مباشر، إلا أنها مدفوعة جميعا بعوامل مشتركة، بما في ذلك الضرر المستمر لوباء فيروس كورونا، الذي أدى إلى تفاقم الاستقطاب السياسي وتفاقم اليأس الاقتصادي”.
وبحسب رافاييلو بانتوتشي، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية “لديك بيئة توقف فيها العالم عن بذل جهود مركزة في محاولة إدارة الموقف وحله .. وهناك قوى خارجية، مثل تركيا أو روسيا، تأتي وتلعب دورا”.
ويرى الكاتب أن “الأزمة الأكثر إلحاحا هي في إثيوبيا، حيث تستعد حكومة آبي أحمد لمواجهة هجوم متمردي تيغراي الشماليين وجيش تحرير أورومو المتحالف معهم.. والهدف هو العاصمة أديس أبابا، والتي تغطي منطقة يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة وتعد واحدة من أهم مدن أفريقيا. وأديس أبابا هي المقر الرئيسي للاتحاد الأفريقي، ومركز النقل الرئيسي للقارة، وموقع العديد من المنظمات الدولية”.
أما كاميرون هدسون، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية فيقول إن “فكرة خوض معارك في الشوارع أمر لا يمكن تصوره”.
ويعتبر الكاتب أن “أزمة إثيوبيا، التي بدأت قبل عام عندما شن أبي أحمد ما كان من المفترض أن يكون هجوما سريعا ضد متمردي تيغراي، اجتذب أيضا إريتريا، التي تدعم حكومة أديس أبابا”.
ويشير الكاتب إلى أن”الأمم المتحدة حذرت مؤخرا من أزمة إنسانية هائلة في إثيوبيا، حيث يواجه أكثر من 400 ألف شخص ظروفا شبيهة بالمجاعة”.
ويذكر الكاتب أنه “في كل من السودان وإثيوبيا، أدى التغيير السياسي الهائل في السنوات الأخيرة إلى فترات انتقالية دقيقة تتطلب قيادة بارعة.. لكن لا آبي ولا زمرة الجنرالات الذين يتمتعون بالسلطة المطلقة في السودان أبدوا اهتماما كبيرا بتكوين بيئة سياسية شاملة”.
ويقول أحمد سليمان، المتخصص في شؤون إفريقيا في تشاتام هاوس “ما حدث في كلا البلدين هو تحولات الأسر الحاكمة .. لقد ظهرت أنظمة سياسية جديدة. لديك تحولات هشة للغاية في كلا البلدين”.
أما هدسون، الذي تقاعد من وكالة المخابرات المركزية في عام 2012، فيصف الأزمة في القرن الأفريقي بأنها “رد فعل متأخر على ابتعاد الولايات المتحدة عن أفريقيا الذي بدأ في عهد الرئيس ترامب، والذي أعطت تحركاته الضوء الأخضر لكل من المستبدين المحتملين والقوى الإقليمية التي تسعى لملء الفراغ، بما في ذلك روسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر”.
ويلفت سليمان إلى أن “القوى التي يعمل معها الغرب على الأرض هي التي ترغب في أن تكون سلطوية تماما”.
ويوضح الكاتب أن “توابع الأزمات ستجعل من الصعب على المنطقة العودة إلى الحياة الطبيعية، أو أي شيء يشبه الحياة الطبيعية”. (بي بي سي)