راي اليوم :
إذا كان هدف المملكة العربيّة السعوديّة من إثارة قضيّة تصريحات الوزير جورج قرداحي حول عبثيّة الحرب اليمنيّة هو تحويل الأنظار عن خسارتها وحُلفائها، لمعركة مُحافظة مأرب الاستراتيجيّة، فإنّ ما حدث هو العكس تمامًا، من حيث تسليطها الأضواء على هذه المعركة، والانقِسامات الضّخمة في صُفوف المُعسكر اليمني المُناهض لحركة “أنصار الله” الحوثيّة وحُلفائها، ممّا يعني أنّ سُقوط المدينة بات قاب قوسين أو أدنى.
تطوّران رئيسيّان مُفاجئان في هذا المشهد يعكسان الموقف اليائس للتّحالف السعودي والحُكومة “الشرعيّة”، ويُمكن أن يكونا مُؤشِّرًا لقُرب نهاية الحرب إن لم يكن في كُلّ اليمن، ففي مُكوّنه الشّمالي على الأقل:
-
الأوّل: البيان الذي أصدرته، وللمرّة الأُولى، ستّة أحزاب يمنيّة رئيسيّة (الإصلاح، المُؤتمر الشعبي العام “فرع الداخل”، الاشتراكي، الناصري، البعث) واتّهمت فيه التحالف السعودي وحُكومة هادي الشرعيّة بالفشل في إدارة المعركة في مأرب سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا وإعلاميًّا، ويتحمّلان المسؤوليّة كاملةً لكُلّ ما ينتج عن هذا الخُذلان المُخزي.
-
الثاني: سيطرة تحالف حركة “أنصار الله” على مُديريّة العبدية، بعد سيطرتهم على مديريّة الجوبة، ممّا يعني أنّ قلب مدينة مأرب بات مُحاطًا من ثلاث جهات من قبل قوّات حُكومة صنعاء، وبات حسم المعركة لصالحها وشيكًا جدًّا.