القدس العربي :
مقديشو – الأناضول : تسببت موجة جفاف جديدة ضربت الأقاليم الجنوبية في الصومال بنفوق عشرات آلاف رؤوس الماشية، فيما تهدد حياة ملايين من سكان أقاليم جوبا السفلى، والوسطى، وغدو، وجلجدود، ومدغ، في ولايتي جوبالاند وجلمدغ المحليتين.
وحسب وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث، فإن نحو 7.7 مليون مواطن يواجهون أوضاعاً إنسانية مزرية، جراء عوامل الجفاف والجراد الصحراوي وتذبذب موسم الأمطار بسبب التغير المناخي، إلى جانب تداعيات وباء كورونا الذي شل حركة اقتصاد البلاد وتسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية.
أما في ولاية جوبالاند المحلية، فإن مدن بلد حاوة، وبطاطي، وأفمدو، ولوق، تعد من أكثر المناطق تضررا جراء الجفاف الحاد الذي ضرب الإقليم نتيجة عدم هطول الأمطار الموسمية بشكل منتظم.
وقال علي محمود، منسق الشؤون الإنسانية في وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في إقليم جدو، في مقابلة أن الإقليم يواجه حالة إنسانية صعبة، إذ أثر الجفاف سلباً على حياة السكان والماشية.
وأوضح أن «شح المياه ونضوبها جوفياً دفع سكان الإقليم إلى الانتقال إلى مسافة أكثر من 30 كم مشياً، للحصول على عشرات الليترات من المياه والتي قد لا تسد حاجاتهم اليومية».
وأشار إلى نزوح بعض السكان من المنازل هرباً من بطش الجفاف الذي يهدد حياتهم ومزارعهم ومواشيهم.
وقال أحمد بولى، عمدة إقليم جدو، إن موجة الجفاف التي يشهدها الإقليم كباقي الأقاليم الجنوبية ضاعفت معاناة السكان الرعويين والمزارعين، محذراً في الوقت نفسه من أن تتحول الحالة الإنسانية إلى وضع كارثي في حال تأخرت المساعدات الإنسانية للمتضررين بالجفاف.
وطالب أحمد الحكومة الصومالية والهيئات الإنسانية بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لإنقاذ سكان الإقليم من ويلات الجفاف.
وسجلت ولاية جوبالاند حالات نفوق من الماشية في بعض القرى والبلدات بسبب نقص المياه، إذ تسبب الجفاف الذي ضرب الأقاليم الجنوبية بنفوق 34 ألفا من الماشية، حسب وزارة الثروة الحيوانية.
وقال محمد نور، وزير الثروة الحيوانية في ولاية جوبالاند، للإعلام المحلي إن أقاليم الولاية تشهد حالة جفاف أثرت سلبا على حياة سكانها الذي يعتمدون على الرعي والزراعة.
وأضاف أن الجفاف تسبب بنفوق آلاف الماشية توزعت على الشكل التالي: 22 ألفاً من البقر، و9 آلاف من الإبل، و2700 من الغنم، إلى جانب 300 من الحمير، مشيراً أن الوضع الإنساني سيزداد سوءا في حال لم تقدم الحكومة أية مساعدات إنسانية.
وحول وجود خسائر بشرية جراء الجفاف، أشار الوزير إلى أنه لم يسجل بعد أية وفاة بشرية، لكن آلاف السكان نزحوا من منازلهم بعدما أهلك الجفاف ماشيتهم متوجهين إلى المدن الكبرى، بحثاً عن لقمة عيش وشربة ماء.
وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإنه تم الإبلاغ عن تدهور كبير في المراعي ونقص المياه في مناطق كثيرة في ولاية جوبالاند، بسبب الطقس الجاف ومعدلات التبخر المرتفعة.
وأفاد المكتب في بيانه الصادر في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بأن ظروف نقص المياه مقلقة للغاية، ما يعرّض حياة سكان هذه الولاية للخطر، وخصوصًا السكان الرعويين الذين يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها، والذين هم الأكثر تضررا جراء الجفاف.
وأضاف البيان أن كل أحواض المياه في الولاية جفت تقريباً، مع وجود عدد كبير من الآبار الضحلة، ما أدى إلى تزاحم كبير للماشية مع ساعات طويلة من الوقوف في الطوابير.
وأشار البيان إلى أن أكثر من 21 ألف أسرة تأثرت جراء نقص المياه منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مناطق أفمدو وبلدحاوة ولوق ودولو وبطاطي حيث يتنقلون من منطقة إلى أخرى بحثا عن الماء لماشيتهم.
ولمواجهة هذه الأوضاع التي تهدد بالتفاقم دعت الحكومة الصومالية هيئات الإنسانية المحلية والدولية إلى تقديم مساعدات إنسانية لإنقاذ سكان تلك المناطق الذين يواجهون معاناة إنسانية صعبة جراء الجفاف.
وقال رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلى، عقب اجتماع طارئ مع بعض وزراء حكومته حول مستجدات الجفاف الذي ضرب أقاليم جنوب ووسط البلاد «ندعو الهيئات الإنسانية والمحلية إلى الإسراع في تقديم معونات إنسانية وتوفير مياه صالحة للشرب في المناطق التي ضرب الجفاف».
ولفت روبلي إلى أن حكومته بدأت بإجراءات تقديم مساعدات إنسانية لهؤلاء المتضررين بسبب الجفاف في ولايتي جوبالاند وغلمدغ.
كما دعا رئيس الوزراء الشعب إلى تضافر جهود التعاون في ما بينهم للتجاوز عن هذه الأزمة الإنسانية الصعبة التي تفتك بالمواشي وتهدد السكان.
من جانبها، دعت وزارة الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث، في بيان، إلى تكاتف الجهود المحلية والدولية لتقديم مساعدات عاجلة للمناطق المتضررة جراء الجفاف الذي يجتاح البلاد.