تصريحات قرداحي “القديمة” تنكأ جراح حرب اليمن التي لا يبدو لها نهاية فهل أصابت لعنتها السعودية حديثا كما أصابت مصر قديما؟ وما هو حصاد 6 سنوات من القتل والدمار؟
يبدو أن تصريحات وزير الإعلامي جورج قرداحي عن حرب اليمن ووصفها بأنها عبثية نكأت الجراح القديمة بقوة، وزاد رد الفعل الخليجي عليها الطين بلة، وفتح أبواب السيناريوهات المختلفة على مصراعيها.
د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال إن جورج قرداحي لم يخطئ حين وصف حرب اليمن بالعبثية، خاصة أنه تحدث قبل أن يصبح وزيرا، أي كمواطن وليس كمسؤول.
وأضاف نافعة: حتى لو أخطأ قرداحي فقد كان رد الفعل الخليجي مبالغا فيه جدا وغير متناسب أبدا مع الفعل، مما يعكس وجود اجندات خفية مضمرة وسابقة على الحدث حسب قوله.
وأنهى نافعة متسائلا: متى يتوقف هذا الجنوح الانتحاري عند بعض العرب؟
أي وصف يليق؟
في ذات السياق تساءل أسامة عزت إسماعيل :هل كان من المفترض أن يصف قرداحي حرب السعودية والإمارات على اليمن بالحرب الجميلة أو البناءة مثلا ؟
وأضاف: “لا أقبل أبدا بأي إساءة للشعب السعودي، لكن هذه الحرب بالوكالة حطمت اليمن ، و قتلت الألوف من الأبرياء و حطمت مستقبل الملايين ، و ليس هناك عاقل يمجد في حرب او يسكت عنها ثم يهاجم منتقديها ( مثلما فعل عنترو أديب الذي يثبت يوما بعد آخر ما هي حقيقته).
وتابع: “خطأ قرداحي ليس ضخما – إن كان قد أخطأ تقنيا – و هو ربما لم يرد سوءا بالبلاد التي شنت هذه الحرب ، بقدر ما تحدث عن ويلات الحرب الي تم بثها على الهواء مباشرة كأي إنسان يرى و يسمع و يشعر ، لكن للسياسة العربية حسابات أخرى معقدة و عويصة ، و قرداحي عمل بال MBC السعودية ، و لأنه تلقى اموالا نتيجة عمله فعليه – كما يلمح عمرو اديب في مذهبه المالي الإنتفاعي الواضح للأعمى – أن يظل على الولاء المبين !
الطريف أن هذه التصريحات العفوية قد تمت قبل شهر من تولي جورج وزارة الإعلام اللبنانية ، لكنه يحاسب بأثر رجعي لأنه هدف سهل للسلخ و التوبيخ و ممارسة التأديب الأبوي ، و لبنان كله هدف رخو و سهل ، و ما حدث لسعد الحريري سابقا في إحدى زياراته للسعودية أفدح و أخطر مما حدث لقرداحي.
لبنان ضعيف و مفلس و مسكين ، و هو ضحية أخرى لعناد إيران و السعودية على مناطق النفوذ ، و جزء كبير من الأزمة اللبنانية هو الفساد الداخلي ، و الجزء الآخر هو أن السعودية توقفت عن المساعدات المالية السخية للبنان في إطار صراعها البارد مع حزب الله و من وراء حزب الله .”
وقال إننا لم نشهد هذا الاستئساد السعودي حينما كانت كل دول العالم تهاجم ولي العهد بشراسة بالغة وقت حادث القنصلية ، لكن رأينا استرضاء للغرب من وراء صمت و تفويت ثم استرضاء جديد ، و الرهان كان على النسيان ، و هو الأمر الذي لم يحدث بعد، ومن غير المنتظر أن يحدث في أي وقت قريب ، خصوصا مع تجدد الذكرى بتصريحات سعد الجابري عضو الاستخبارات السعودية السابق المسيئة جدا لولي العهد ، و التي أفردت كبرى الصحف العالمية مانشتات بارزة لها.
وخلص إلى أن أمن السعودية هام لكل العرب ، و كذلك أرواح اليمنيين سواء كانوا سنة او شيعة او من أي دين آخر.
وتابع: “نطالع يوميا أخبارا عن مقتل عشرات ( الحوثيين ) و كأنهم ليسوا بشرا و ليسوا يمنيين او كأنهم أعداء غزاة ، و لم أكن أتصور أن الصراع على السلطة في بلد مسكين فقير كاليمن يحتاج لكل هذه الأنهار من الدماء ، هذا مع عدم اغفال الخطأ الأصلي الكبير للحوثيين في انقضاضهم على الديمقراطية اليمنية الهشة ، و طمعهم المبكر في السلطة المركزية، واستقوائهم بإيران”.
هل حققت الحرب أهدافها؟
وأضاف إسماعيل متسائلا: هل السعودية خلال 6 سنوات من الحرب حققت الأمن لنفسها او الاستقرار لليمن؟
ايه ذنب الشعب اليمني صراع مذهبي جنوني زي ده … لو على السلطة كان ممكن حل الأمر باتفاق سياسي وتنازلات من الطرفين لكن لم تكن هناك ارادة سياسية ، بل غطرسة القوة.
لعنة اليمن
السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يعتبر الحرب اللاإنسانية في اليمن عبثية منذ انطلاقها مرورا بسجلها.
وأضاف أن تلك الحرب كانت فخا للسعودية ، مشيرا إلى أنها كانت لعنة اليمن على مصر سابقا والآن على السعودية.
من جهته علق العميد محمد بدر أحد أبطال حرب أكتوبر على ما يجري في لبنان بقوله: “أسود على لبنان العربى الجريح .. نعاج أمام الصهاينة والأمريكان ااااه يا زمن ال…”.