لندن – «القدس العربي» – وكالات:
خرجت حشود ضخمة من المتظاهرين في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى أمس الخميس في احتجاجات لرفض الحكم العسكري، مع تفاقم أزمة الانتقال المضطرب في البلاد من الحكم الاستبدادي، وفيما أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المحتجين، اعتبر «تجمع المهنيين» أن الهجوم على المتظاهرين السلميين خطوة «مقصدها الاستفزاز والدفع في اتجاه العنف».
وقال التجمع في بيان «هاجمت القوات الأمنية حشود الثائرات والثائرين السلمية بأمدرمان أمام مقر البرلمان، في خطوة مقصدها الاستفزاز والدفع في اتجاه العنف».
وأطلقت قوات الشرطة السودانية، قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين أمام مقر البرلمان غربي العاصمة الخرطوم.
اتهموا البرهان بالولاء للبشير … و«تجمع المهنيين» انتقد استخدام الشرطة للعنف
ووفق شهود عيان للأناضول، فقد فرّقت الشرطة آلاف المتظاهرين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع أمام مقر البرلمان، في مدينة أمدرمان، غربي الخرطوم.
كما تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، مجموعة صور ومقاطع فيديو، تظهر حالة من الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة، جراء إطلاق وابل من قنابل الغاز.
وقال مرتضى الكنزي، نائب المدير العام لمستشفى أُمدرمان، إن ستة أشخاص أُصيبوا بجراح.
وشوهدت أعمدة دخان فيما كان المتظاهرون يحرقون الإطارات ويلوحون بالأعلام السودانية
وقدر المشاركون في التظاهرات بآلاف في الخرطوم وبقية ولايات البلاد، للمطالبة بـ «حماية الثورة واستكمال مهامها وتحقيق مطالبها».
وحمل المتظاهرون في الخرطوم وأنحاء البلاد الأعلام الوطنية ولافتات مدون عليها عبارات تطالب بالحكم المدني، منها: «يا سلطة مدنية.. يا ثورة أبدية»، و»كل السلطة في يد الشعب»، كما رددوا هتافات منها «سلمية.. سلمية»، و»ثوار أحرار.. حنكمل المشوار».
وانتقد المتظاهرون في هتافاتهم رئيس مجلس السيادة الحاكم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان واتهمته بالولاء للبشير. وطالب البعض بتسليم القيادة إلى المدنيين وطالب آخرون بإقالته.
وردد المحتجون في أحد الهتافات قائلين «البلد دي حقتنا. مدنية حكومتنا».
وقالت سلافة محمد، طالبة في الحادية والعشرين لفت نفسها بعلم بلادها الأبيض والأحمر والأسود والأخضر في الخرطوم، «نحن هنا لنؤكد أن الشعب يحمي ثورته وأننا لن نعود الى الدكتاتورية».
وحولها، هتف متظاهرون «الجيش جيش السودان، لا جيش البرهان»، في إشارة الى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وهتف البعض بحكم مدني «سلّم… سلّم يا برهان». بالنسبة إليهم، مكتسبات العام 2019 مهددة اليوم بالاعتصام الذي ينظمه منذ ستة أيام أنصار الحكم العسكري. ويقولون إن هذا الاعتصام يقف وراءه العسكريون لاستعادة السلطة بحجة أن الشارع معهم.
ورفع بعضهم لافتة كتبوا عليها «البرهان لا يمثلنا». وكان شاب يتحدث إلى المتظاهرين الذين يهتفون «ثورة ثورة»، مذكّرا بانتفاضة 2019 وانتفاضة العام 1964 التي تحل ذكراها اليوم، والتي أنهت حكم إبراهيم عبود، قائد أول انقلاب عسكري في السودان بعد بضع سنوات من استقلاله.
وشوهد عدد من وزراء الحكومة يسيرون في أجزاء مختلفة من الخرطوم. وقالت لجان مقاومة أحياء الخرطوم، في بيان، إنها تحتج على اتفاق تقاسم السلطة بالكامل وتطالب بحكم مدني واحد. وأُغلق العديد من المتاجر في وسط الخرطوم، تحسبا للاحتجاج وانتشرت الشرطة بكثافة.
التعليقات