تمكن جهاز الاستخبارات التركية من تفكيك شبكة جاسوسية للموساد الإسرائيلي، والقبض على جميع عناصرها وعددهم 15 عميلا، وفق ما كشفته صحيفة “صباح” المحلية.

وأوضحت الصحيفة أن شرطة مكافحة الإرهاب التركية ألقت القبض على الجواسيس الـ15 الذين يعملون لصالح الموساد في 4 ولايات يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، واصفة العملية بأنها أكبر شبكة جاسوسية يتم اكتشافها في تركيا منذ جريمة اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في إسطنبول، أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وأضافت أن فريقا من الاستخبارات التركية مكونا من 200 فرد ظل يتعقب على مدار عام 5 خلايا للموساد تضم كل واحدة 3 جواسيس.

ولفتت أن الجواسيس المقبوض عليهم، جميعهم إما عرب أو من أصول عربية، وكانوا يزودون الموساد بمعلومات عن طلاب أتراك وأجانب بجامعات تركيا، خاصة أولئك الذين يمكنهم العمل في صناعة الدفاع في المستقبل.

ومن ضمن المعلومات التي زود بها عملاء الشبكة الموساد، طرق دخول الفلسطينيين إلى الجامعات في تركيا، ونوع التسهيلات التي تقدمها الحكومة التركية لهم، بجانب تفاصيل حول جمعيات ومنظمات مختلفة تعمل في تركيا.

 

 

تقارير مشفرة

وتبين أن أعضاء الشبكة أعدوا تلك المعلومات في شكل تقارير مشفرة، قاموا بإرسالها سرا إلى الضباط الميدانيين للموساد في الخارج باستخدام تطبيقات مثل “Protonmail”، إضافة إلى تطبيق “واتساب” بعد تسجيل الدخول إليه برقم مزيف يتم الحصول عليه عبر برنامج “SafeUM”.

كما تبين أن أعضاء هذه الشبكة تم تجنيدهم مقابل المال، وأنهم حصلوا على مبالغ مالية بعشرات الآلاف من الدولارات واليوروهات.

واكتشفت الاستخبارات التركية أن التحويلات المالية لأعضاء الشبكة كانت تتم إما يدويا أو عبر العملات الرقيمة المشفرة مثل “بيتكوين” أو شركات تحويل الأموال مثل “ويسترن يونيون” و”موني جرام” أو مكاتب التحويلات ومحلات المجوهرات والأسواق التي يمكنها إجراء عمليات تحويل أموال من الخارج إلى تركيا.

 

 

لقاءات بدول أوروبية وأفريقية

كما تبين أن الجواسيس تلقوا التعليمات في دول أوروبية وأفريقية، وليس في إسرائيل؛ حتى لا يتركوا خلفهم أثرا.

وشملت الدول التي تلقوا فيها التعليمات من ضباط الموساد الميدانيين العاصمة الكرواتية زغرب، والعاصمة الرومانية بوخارست، ومدينة زيورخ السويسرية، والعاصمة الكينية نيروبي.

وبينهم المعلومات، أن أعضاء الشبكة الذين واجهوا مشاكل في الحصول على تأشيرة أثناء سفرهم إلى الخارج، أطلعوا مسؤولي “الموساد” على ذلك، والذين بدورهم اتصلوا بقنصليات الدول التي سيذهبون إليها وعالجوا قضايا التأشيرة.

 

وذكرت صحيفة “صباح” أنه تم استجواب الجواسيس حول الأنشطة التي قاموا بها في تركيا، لافتة إلى أنه بعد الانتهاء من هذه الخطوة من المتوقع إعداد لائحة اتهام شاملة بحقهم.

 

 

أسماء وصور الجواسيس

وأفادت الصحيفة بأنها حصلت على أسماء وصور الجواسيس الـ15 بعد عمل ميداني استمر لمدة شهر استنادا إلى معلومات تلقتها من مصادر موثوقة.

 

وكشفت صحيفة “صباح” الأحرف الأولى من أسماء بعض أعضاء الشبكة الجاسوسية، ومنهم “إيه.بي”، وهو أحد الأسماء المهمة للشبكة، وكان يجمع معلومات حول التسهيلات التي تقدمها الحكومة التركية للفلسطينيين الذين يعارضون إسرائيل.

وبينت المعلومات أن “إيه.بي” تلقى نحو 10 آلاف دولار هذا العام من الموساد مقابل أنشطته التجسسية.

وهذا الشخص دخل إلى تركيا أواخر عام 2015.

ومن المثير للاهتمام، أنه كان من ضمن أشخاص تم إبلاغ الشرطة في منطقة مالتيب بإسطنبول باختفائهم في يونيو/حزيران 2021.

و”آر إيه إيه” هو عضو آخر في شبكة التجسس، وأحد الذين تم الإبلاغ عن اختفائهم. ووفق المعلومات، سافر الأخير إلى العاصمة الكرواتية زغرب يومي 27 و28 يونيو/حزيران 2021؛ حيث التقى بضباط ميدانيين للموساد.

وتبين أنه تلقى ما بين 1000 و1200 دولار يدويا.

أما “إم إيه إس” فسافر إلى مدينة زيورخ السويسرية مرتين؛ حيث التقى بمسؤولي الموساد الميدانيين. وعلى النحو ذاته، تم إبلاغ الشرطة التركية باختفاء هذا الشخص.

وبعد جريمة اغتيال “خاشقجي”، ألقى جهاز الاستخبارات التركية القبض على اثنين من جواسيس الإمارات في تركيا كانا يقومان بأنشطة استخباراتية ضد خصوم دول الخليج في أبريل/نيسان 2019.

وكان هذان الجاسوسان أيضًا من أصل عربي، ويعملان بتوجيهات من الفلسطيني “محمد دحلان”، الذي يحمل جنسية إسرائيل.

المصدر | صحيفة صباح التركية – ترجمة وتحرير الخليج الجديد